الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خبراء ومحللون مصريون لـ «الاتحاد»: مد إسرائيل بالغاز القطري مجاناً.. «رداً للجميل»

خبراء ومحللون مصريون لـ «الاتحاد»: مد إسرائيل بالغاز القطري مجاناً.. «رداً للجميل»
15 أغسطس 2017 01:02
أحمد مراد (القاهرة) لم يستغرب خبراء ومحللون سياسيون مصريون الأنباء التي تداولتها بعض أجهزة الإعلام عن استعداد قطر تزويد إسرائيل بالغاز مجاناً، مؤكدين أن هذا الأمر كان متوقعا في ضوء توقيع قطر وإسرائيل على اتفاقيات لبيع الغاز القطري إلى تل أبيب، وإنشاء بورصة الغاز القطرية في العاصمة الإسرائيلية. وأوضح الخبراء والمحللون أن قيام قطر بتزويد إسرائيل بالغاز مجاناً قد يكون بمثابة «رد للجميل»، حيث يهدف التعاون الإسرائيلي القطري الحالي إلى منح حكام قطر طوق نجاة أخير بالترويج للرواية القطرية والمظلومية أمام الغرب والولايات المتحدة تحديداً، حتى تتمكن الدوحة من تمييع المطالب العربية أو المناورة وقتل الوقت حتى تتجاوزها. وأشاروا إلى الدور الذي تلعبه قطر كجسر معلق بينها وبين إسرائيل، حيث لعبت قطر دورا في دعوة الكثير من الدول العربية إلى فتح العلاقات تجاه الدولة الإسرائيلية تحت مسميات تجارية علنية وسرية. وكان رئيس الحكومة الإسرائيلي الأسبق شمعون بيريز قد افتتح عام 1996، المكتب التجاري الإسرائيلي في الدوحة، وكان رئيس المكتب يحصل على رتبة سفير في وزارة الخارجية الإسرائيلية، ومن خلال هذا المكتب تم التوقيع على اتفاقية لبيع الغاز القطري إلى إسرائيل، وإنشاء بورصة الغاز القطرية في تل أبيب. وفي وقت سابق، أعربت قطر على لسان وزير التجارة والصناعة استعداد قطر تزويد إسرائيل بالغاز وإلى مدة غير محدودة وبأسعار مخفضة، وقد جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه وزير الصناعة والتجارة القطري بنظيره الإسرائيلي، وتم بحث العديد من القضايا التجارية بين البلدين، وأبدى الوزير الإسرائيلي امتنانه الشديد لدولة قطر. وقبل 4 سنوات من الآن، وبالتحديد بعد توقف إمدادات الغاز الطبيعي المصري إلى إسرائيل من خلال خط الأنابيب الواقع في سيناء بعد أن قام مجهولون بتفجيره، قامت السلطات القطرية بعملية إسعاف سريعة لإسرائيل من خلال ضخ الغاز الطبيعي لها عوضاً عن توقف الغاز المصري. ووصف المحلل السياسي د. منصور وهابي، الخبير في الشؤون الإسرائيلية، الأنباء التي تداولتها بعض أجهزة الإعلام عن استعداد قطر تزويد إسرائيل بالغاز مجاناً بأنها ليست غريبة ومتوقعة في ضوء تنامي العلاقات العلنية والسرية بين إسرائيل وقطر، مؤكداً أن هذه الصفقة لو تمت ستكون بمثابة «رد للجميل»، حيث تساند إسرائيل قطر في أزمتها الراهنة، وتساعدها بمختلف الطرق للهروب من المطالب العربية. وقال د. وهابي: قطر من الممكن أن تفعل أي شيء من أجل أن ترضي كيان الاحتلال الإسرائيلي، وبالتالي ليس غريباً أن تعطيه الغاز مجاناً، خاصة أن هناك علاقات أعمق بكثير من ذلك تربط بين البلدين، حيث يمتلك حكام قطر فيلات خاصة على الشواطئ الإسرائيلية، ويعالجون في المستشفيات الإسرائيلية، وهناك شبهات حول علاقات مشبوهة كانت بين «تسيبي ليفني» وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة مع أمير قطر السابق، بالإضافة إلى أن أكبر مجمع علمي في الشرق الأوسط مقام في قطر يقع تحت إشراف علمي إسرائيلي. وأشار د. وهابي إلى أن قطر تعتبر الرضا الاسرائيلي هو الطريق السهل لكي تنعم بالمساندة الأميركية سواء في الوضع الحالي أو ما قبل ذلك، وبالتالي إعطاء الغاز مجاناً لإسرائيل طبيعي جداً وفقاً للسياسة القطرية، ومبرراته معروفة حيث إن ما يرضي إسرائيل يرضي الأميركان، ولذلك نرى الرئيس الأميركي يقول إنه يجب القضاء على تمويل الإرهاب، ويجب أن تنصاع قطر لمقتضيات مكافحة الإرهاب، بينما وزير خارجيته في اليوم التالي يوقع مذكرة تفاهم مع قطر بأنها داعمة لمكافحة الإرهاب، وهو التناقض الذي نراه في السياسة الأميركية بفضل الضغوط التي تمارسها إسرائيل لصالح الدوحة. أما الخبير السياسي والاستراتيجي د. جهاد عودة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان، فقال: كان أول لقاء قطري إسرائيلي من خلال زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلي الأسبق شمعون بيريز لقطر عام 1996، وتم فتح المكتب التجاري الإسرائيلي في الدوحة، وتوقيع اتفاقيات بيع الغاز القطري لإسرائيل، ثم إنشاء بورصة الغاز القطرية في تل أبيب، وصرحت قطر بالفعل بعلاقتها بإسرائيل في معاهدة التجارة الحرة «الجات». وأضاف د. عودة: هناك ربط سببي مباشر بين صعود الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير قطر السابق، إلى سدة الحكم بعد انقلابه على والده وتسريع نمو العلاقات بين قطر وإسرائيل، حيث سارع الأمير الجديد إلى توطيد علاقات بلاده مع الولايات المتحدة الأميركية عبر توقيع اتفاقية دفاع مشترك معها، والسماح لها بإقامة قواعد عسكرية أميركية في قطر، الأمر الذي وفر حماية أميركية للإمارة في مواجهة أي ضغوط قد تتعرض لها من جانب الكبار المحيطين بها، لاسيما إيران والسعودية. كما أن إقبال قطر على التطبيع مع إسرائيل، وتصدير الغاز إليها تحديداً، كان يستهدف الترويج عالمياً للحقل الشمالي الموجود في قطر والذي يوصف بأنه أكبر حقل للغاز الطبيعي في العالم، حيث يقدر حجم الغاز الموجود فيه بما يزيد على 25 تريليون متر مكعب. وأوضح د. عودة أن الشيء الرئيس لعلو شأن دولة قطر يعود إلى الدور الذي تلعبه كجسر معلق بينها وبين إسرائيل، حيث لعبت قطر دوراً في دعوة الكثير من الدول العربية إلى فتح العلاقات تجاه الدولة الإسرائيلية تحت مسميات تجارية علنية وسرية، علماً بأنه تم نقل 60 شخصاً من يهود اليمن إلى إسرائيل عبر الدوحة على متن الخطوط الجوية القطرية، وقد أجريت العملية تحت رعاية دولة إسرائيل، وتهدف إلى استخراج 400 شخص ممن تبقى من اليهود في اليمن، وبذلك تلعب قطر دور الوسيط لإعادة العلاقات العربية مع إسرائيل. وتابع: وفي خضم الثورات والحروب الأهلية العربية، استمرت العلاقات القطرية الإسرائيلية مستقرة ومتنامية في إطار تنسيقي كثيف سرياً وعلنياً، وقد زار أمير قطر السابق قطاع غزة في أكتوبر 2012، وسمحت إسرائيل بهذه الزيارة في إطار الجهود المشتركة مع الولايات المتحدة والهادفة إلى إبعاد حركة حماس عن إيران وسوريا ومساعدتها على بناء علاقات مع دول ذات توجه غربي ودول سنية معتدلة في الشرق الأوسط.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©