الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فاطمة إبراهيم.. رحيل «أمة»

15 أغسطس 2017 02:32
خيم الحزن، ولبست العاصمة السودانية الخرطوم ثوب الحداد، مساء السبت الماضي، عندما نعى الناعي من لندن «أيقونة النضال»، وإحدى القامات السامقات في دروب التنوير والوعي، والناصرات البارزات لقضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان، والمدافعات بحزم وقوة عن حقوق المرأة، القيادية البارزة فاطمة أحمد إبراهيم، بعد حياة حافلة بشرف الموقف والكلمة، وإرث ممتد من التضحيات الجسام في سبيل أن ترى وطنها السودان دائماً في تقدم ورقي. والراحلة العظيمة من مواليد الخرطوم في العام 1932، وهي سليلة أسرة عرف عنها الاهتمام بالمعارف والعلوم، وقد حفلت حياتها بمسار طويل من العمل السياسي والاجتماعي والنقابي والحزبي، وهي أول امرأة في أفريقيا والشرق الأوسط تنتخب نائبة برلمانية في العام 1965، وعاشت صدمة إعدام زوجها الشفيع أحمد الشيخ، أحد قادة الحزب الشيوعي السوداني، إبان نظام الرئيس جعفر نميري. ولأن «فاطمة» كانت شجاعة ومقدامة، واصلت سيرها وطريقها بهمة وعزيمة لا تلين، ولم تتراجع في سبيل توطيد وتثبيت دعائم الحريات والحقوق، وقدمت إنتاجاً ثقافياً وكتابياً غزيراً، فقد صدر لها عدد من المطبوعات التي قدمت فيها رؤيتها العميقة في هذه الجوانب، منها «طريقنا للتحرر» و«المرأة العربية وصور التغيير الاجتماعي». كانت فاطمة صوتاً نسائياً في وطنها السودان وعالمها العربي الكبير في وقت آثرت فيه المرأة العربية وقتذاك الابتعاد عن دروب السياسة، وقدمت مجهودات عظيمة كان لها أثراً بارزاً في حياة السودانيين ومنطقتها، لذا فقد حصلت عام 1993 على جائزة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان «UN Award»، وتم تكريمها بالدكتوراه الفخرية في العام 1996 من جامعة كاليفورنيا الأميركية. لم يتوقف تكريم هذه العظيمة عند الجوائز، فقد تولت رئاسة الاتحاد الديمقراطي النسائي العالمي، كأول عربية ومسلمة تتولى مثل هذا المنصب الرفيع. ما يميز هذه «النخلة» السودانية الباسقة، أنها لم تحد عن طريق رأت فيه أنه الأمثل والأصوب لوطنها، وفيه ما يحفظ حقوق المرأة، فعاشت حياتها كلها مدافعة عنه. رحم الله فاطمة أحمد إبراهيم، والعزاء لكل محبيها، ولكل الذين اجتمعوا حولها ولم يختلفوا عليها برغم اختلاف الألوان السياسية، ولوطنها الذي أحبته وعشقته السودان. الجيلي جمعة - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©