الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بين الرهينة والأسير!

15 أغسطس 2017 02:33
قد نجد أسباباً تخفيفية لقوم يستقبلون رهينة محررة كما يستقبلون الأبطال الفاتحين، لكننا لا نجد أسباباً مماثلة ونحن نشاهد تلك الحشود ونسمع تلك الزغاريد والخطب الرنانة في استقبال أسرى لـ «حزب الله» وقعوا في قبضة «النصرة» في كل من سوريا وجرود عرسال. وقد نفهم أن الرهينة ليس إلا شخصاً أعزل لا حول له ولا قوة، وبالتالي لا يقع عليه الكثير من اللوم والمآخذ لو وقع في قبضة مسلح أو عصابة أو ميليشيا أو أي حركة مسلحة هنا أو هناك. لكننا لا نفهم كثيراً وفي كل الأحيان أن يقع عنصر مقاتل مدرب ومدجج بالسلاح في أسر عنصر آخر وفي ساحات الوغى، ثم يعود إلى عشيرته كما لو كان من محرري القدس أو من فاتحي الأندلس. ما جرى في لبنان مؤخراً لم يكن إلا تغطية لعيب ما أراد «حزب الله» إظهاره في مظهر مشرف، وهو أمر طالما أتقنت المدرسة الدعائية الإيرانية إخراجه بأكثر الطرق استخفافاً بالحقيقة وعقول الناس في آن. وأكثر من ذلك، لم يكن لدى «حزب الله» أي أسير من «النصرة» أو من «داعش» اللذين يقاتلهما كما يدعي منذ ست سنوات، بل لجأ إلى السجون اللبنانية لإطلاق إرهابيين معتقلين في صفقة أقل ما يُقال فيها إنها برأت «النصرة» من تهمة دحرجة الرؤوس وحولتها إلى منظمة تعاكس ما يجري في سجون بشار الأسد من تعذيب للأسرى يصل إلى حدود التصفيات والإعدامات الجماعية. وأكثر من ذلك، يتفق الكثير من المراقبين العسكريين أن معركة جرود عرسال لم تكن أكثر من عملية عززت الموقع الجغرافي للكيان العلوي - الشيعي، ومنحت إيران موطئ قدم وسط التنافس الروسي - الإيراني في سوريا. ويبقى أن يعي بعض اللبنانيين المضللين بأن ما جرى ويجري يؤسس لقيام بيئة ولا تشبه البيئة اللبنانية لا من قريب أو من بعيد، ويعمل على بنائها فريق يحمل هوية لبنانية صادرة في طهران. مريم العبد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©