الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

برلين بحاجة للشباب المسلم

15 مايو 2012
"ليس الإسلام جزءاً من ألمانيا". كان هذا عنواناً رئيسياً في الصحيفة الألمانية اليومية (Sueddeutsche Zeitung) قبل بدء مؤتمر واسع وبارز حول الإسلام برعاية وزارة الداخلية. وتظهر عناوين كهذه مدى خلافية الطرح السياسي حول انخراط المسلمين في الحياة العامة في ألمانيا. لكن مثل هذه العناوين لا تمثل واقع التكامل الذي يطبع حياة المسلمين في ألمانيا، فهناك أمثلة عديدة على مبادرات على المستويات المحلية والإقليمية التي تتفاعل بنجاح مع التكامل في ألمانيا، خاصة عندما يعود الأمر إلى الشباب. ومن بين هذه المبادرات "برلين بحاجة لكم"، وهي حملة برزت من رحم الحاجة لدعم الشباب المهاجر، بمن في ذلك المهاجرون من الجيلين الثاني والثالث في برلين. ويأتي غالبية المشاركين من خلفية مسلمة، ويساعدهم البرنامج على خوض نظام التدريب المهني الألماني وإيجاد مستقبل مهني لهم في القطاع العام. عندما بدأ البرنامج عام 2006 كان 8 في المئة فقط من الذين أتمّوا التدريب المهني في الخدمة العامة والشركات التي تديرها الدولة، من خلفيات مهاجرة. وقد ارتفع الرقم إلى 19 في المئة عام 2010، لكن البرنامج يهدف إلى الوصول بهذه النسبة إلى مستوى 25 في المئة. التعليم المهني الذي يضم ثلاث سنوات من التكوين يقضي الطالب نصفها في مركز تدريب مهني والنصف الآخر متدرباً في الوظيفة، متطلب إلزامي لمن يريد العمل في ألمانيا كعامل ماهر يحصل على راتب منتظم دون الاعتماد على المساعدات الحكومية. وقد أظهرت الدراسات أن الشباب المهاجر يواجه صعوبات في تسلق هذا السلم التعليمي، فهم يفتقرون أحياناً للدعم من أهاليهم الذين يعمل العديد منهم كعمال غير مهرة أو أنهم عاطلون عن العمل. وإضافة إلى ذلك فإن المدارس الثانوية الألمانية لا توفر في العادة سوى معلومات محدودة عن مهن مختلفة عبر الغرف الصفيّة. وقد بدأت حملة "برلين بحاجة لكم" بحملة إعلامية تخاطب الطلبة والمعلمين والأهالي لإعلامهم بفرص المشاركة في التدريب المهني في القطاع العام. ووضع قطاع التعليم العام في برلين، وهو مزوِّد كبير بفرص العمل، هدفاً يقضي بزيادة عدد الشباب من خلفيات مهاجرة بين موظفيه. وفي عام 2009 بدأت الحملة تتعاون بشكل مباشر مع شركات تملكها الدولة وطورت توجهاً شاملاً لتعريف طلبة الصفوف من السابع إلى العاشر، أي الفئة العمرية بين سن الحادية عشرة وسن والسادسة عشرة، على المهن المختلفة. وقد انضمت 32 مدرسة و46 شركة إلى المشروع وهي تتعاون بشكل منتظم. يبدأ الطلبة برحلة لمدة يوم واحد إلى إحدى الشركات للحصول على نظرة أولية مباشرة إلى الحياة العملية. وفي السنة التالية يعمل الطلبة لمدة أسبوع كمتدربين في المهن الصناعية أو الفنية. ثم تتضمن السنة الثالثة العمل لمدة ثلاثة أسابيع كمتدربين في قطاعات الأمن أو الصحة أو الإدارة. وأخيراً يحصل الطلبة على التدريب لإنهاء طلبات العمل وهم في سنتهم الأخيرة في المدرسة الثانوية. يريد البرنامج أن يضمن حصول الطلبة المهاجرين على صورة شاملة للاحتمالات المختلفة لمستقبلهم المهني. ويقول مدير المشروع كلاوس كوهلماير إنه يأمل أن يقول الطلبة "لا"، ليس هذا أبداً ما أرغب بأن "أكونه"، وأنه يتمكن من القول "نعم" لمستقبل محدد يرغب به الطالب حقاً. وتقول مريران، وهي مشاركة تتدرب ككاتبة في الإدارة العامة: "العمل في القطاع العام يعني الحصول على المزيد من الفرص في المستقبل، وتحتاج برلين، كونها مدينة متعددة الثقافات، للشباب من ثقافات مختلفة لتمثيل تنوعها". هذا يقدم البرنامج للطلاب نظرة معمقة حول أكثر من 100 مهنة مختلفة في ما يزيد على 12 مجالاً فنياً. والفكرة وراء "برلين بحاجة لكم" تنتشر بسرعة، وهناك مبادرة مماثلة يتم التخطيط لها في شتوتجارت. لكن في برلين، ما زال هناك عمل لينجز. "يريد الناس تكاملاً ناجحاً لأنه يزيد من نوعية الحياة في المدينة،" كما يقول كوهلماير. ويأمل البرنامج أن يخلق من خلال عمله قطاعاً عاماً أكثر تنوعاً يستطيع المساعدة على التغيير. جوليا هوفمان خبيرة في شؤون المساواة والنوع الاجتماعي ينشر بترتيب مع خدمة «كومون جراوند» الإخبارية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©