الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الكعبي: المعجزة النبوية المثيرة للعقول تحثنا على التميز والابتكار

16 مايو 2015 00:48
الذكرى تجديد لمسارات التفكير والتدبر والاعتبار جمعة النعيمي (أبوظبي) أقامت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف الخميس الماضي بمسرح كاسر الأمواج في أبوظبي، ندوة علمية بمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج، ودلالاتها العلمية وأهدافها وآثارها الحضارية المتجددة، شارك فيها كل من الدكتور محمد مطر الكعبي رئيس الهيئة، ونخبة من كبار علماء الأزهر الشريف، وعلماء من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية من جمهورية مصر العربية الشقيقة وعلماء الهيئة، وحضرها مسؤولو الهيئة، وخطباء وأئمة أبوظبي، ومسؤولو الإعلام، وجمع غفير من الحضور. واستهل الدكتور محمد مطر الكعبي الندوة بتهنئة القيادة الرشيدة بهذه المناسبة، ثم توجه بالدعاء إلى الله أن يمن على صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بوافر الصحة والعافية، والتأييد والنصر، وأن يوفق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات إلى كل ما فيه الخير والسداد والازدهار والانتصار، وأن يظلل برحماته الواسعة القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. وقال: «إن هذه المعجزة النبوية المثيرة للعقول وللقلوب تحثنا أن نتطلع إلى التجديد والتميز والابتكار»، داعياً الله أن يلهم الجميع سلامة الصدور وبراعة العقول، وبناء الإنسان والأوطان على العلم والمعرفة والتسامح والسلام. وتابع: «نجدد في هذا الاحتفال السنوي بذكرى الإسراء والمعراج، مسارات التفكير والتدبر والاعتبار، بدلالات هذه المعجزة وأهدافها الدائمة في تحفيز العقول البشرية، لبيان ما حملته من إشارات علمية، ومواقف وعبر، لنزداد إيماناً وهداية وتمسكاً بالقيم والفضيلة». وتابع: «إننا نعيش عصر الفضاء، والاتصالات الذكية، والعلوم والمعارف الرقمية، والتحضير لإرسال أول مسبار إسلامي إماراتي للمريخ، وكلها أحداث واكتشافات تلتقي مع الإشارات العلمية لمعجزة الإسراء والمعراج التي نحن بصدد بيان أهميتها والدعوة من خلالها للعلم والبحث العلمي المؤدي إلى المزيد من الإيمان، وبيان وظيفة الإنسان في هذا الكون الفسيح، إذ خلقه الله سبحانه وأراد له أن يعلّم، حيث سألت الملائكة (... أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ * وَعَلَّمَ آدَمَ...)، مشيراً إلى أن العلم ومساراته واكتشافاته والحوار هو الوسيلة المثلى للغاية من خلق الإنسان (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) واستشهد بآيات من سورة الإسراء: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)، وقال الكعبي: «إذا قرأنا عجائب هذه المعجزة، عرفنا طريقة التحضير لجسم النبي البشري، والبراق والسرعة والضوء واجتياز المسافات البعيدة بأزمنة وجيزة بين الحجاز والشام، ومن ثم المعراج نحو الفضاء الخارجي، وما بعد هذا الفضاء، وكلها رموز وإشارات علمية، لافتاً إلى أن الناس أدركت بيقين أن الظواهر الكونية قد يعتريها التبدلات، فيما تبقى الرسالة النبوية صاعدة في مسارها لا تضل ولا تحيد، وذلك في قوله: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى). كما ألقى فضيلة الشيخ الدكتور حسن السيد خليل، من علماء الأزهر الشريف كلمة بعنوان: «ورفعنا لك ذكرك»، وفضيلة الدكتور أبو زيد محمد علي الأستاذ المساعد بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر كلمة بعنوان «الرضا عن الله طريق الكرامة»، ثم تحدث خليفة الظاهري الواعظ في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف بكلمة عنوانها: «الإسراء رحلة عن التسامح»، قال فيها إن هذه المعجزة الربانية تحمل في طياتها تجليات ساميات، وإشراقات مباركات، كل إشراقة مطلب توقف وتأمل وعبر وتفكر، ولا ريب أن التسامح الذي سمى فيه رسولنا «صلى الله عليه وسلم» في هذه المعجزة، أرقى موقف وأعز منحى خطه لعيش مشترك وسلم شامل. وأضاف الظاهري أنه صلى الله عليه وسلم، أكد في رحلته التكريمية الماجدة تسامحاً نبيلاً، وتواصلاً راقياً، حيث صلى برسل الله الأصفياء، وأنبيائه الأتقياء في رحاب بيت المقدس الطاهر، ثم كرر صلى الله عليه وسلم، لقاء الأنبياء في سماوات الله العلى بمودة وسرور وتصافح وحبور، فبيّن النبي المصطفى أن اختلاف الأديان ليس محل نزاع واشتطاط، وإنما هو محل تسامح وتواصل، فضرب بذلك - صلى الله عليه وسلم - أروع الأمثلة على التعايش السلمي، وأجمل الصور عن التسامح الديني.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©