الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

بوش يقبل نهاية للحرب بشروط مرفوضة

بوش يقبل نهاية للحرب بشروط مرفوضة
19 نوفمبر 2008 02:49
رأى محللون في واشنطن أمس أن إقرار الاتفاقية الأمنية بين الولايات المتحدة والعراق بصيغتها الحالية، سيعني أن الرئيس الأميركي المنصرف جورج بوش أُرغم قُبَيل انتهاء ولايته الثانية والأخيرة على قبول انسحاب عسكري أميركي غير مشروط من العراق طالما رفضه في الماضي وقد يعمد خلفه المنتخب باراك أوباما إلى تسريعه· وذكر مسؤولون أميركيون وعراقيون أن بوش اضطر مرغماً إلى الموافقة على انسحاب جميع القوات الأميركية من العراق بحلول نهاية عام 2011 أياً كانت الظروف على الأرض، فيما لم تحقق الحرب كثيراً من أهدافها· وأقرت المتحدثة باسم البيت الأبيض مساء أمس الأول بيرينو بامكانية إعادة النظر في الاتفاقية بعد تسليم السلطة إلى الإدارة الأميركية الجديدة يوم 20 يناير المقبل حين يرث أوباما حرباً جعلها بوش محور عهده الرئاسي· وكانت النقطة الأكثر إثارة للجدل في سياسته الخارجية· وقد بدأ الجدل عندما زالت أولى ذرائع الحرب بتعذر العثور على أي أسلحة دمار شامل في العراق· ثم احتدم لاحقاً عند كشف فضيحة تعذيب عراقيين معتقلين في سجن أبو غريب غربي بغداد عام 2004 وحين كاد العنف الطائفي يتحول إلى حرب أهلية عام ·2006 وقتل نحو 4200 جندي أميركي في العراق وبلغت تكلفة الحرب مئات مليارات الدولارات ويعتقد أنها عززت موقع إيران المجاورة الى حد بعيد· وبالرغم من عدم تأييد الرأي العام الأميركي للحرب، ظل بوش يرفض ذكر أي تاريخ أو جدول زمني للانسحاب· وأقرت المتحدثة باسمه أخيراً بأن نهاية عام 2011 ''موعد نهائي''· وقالت ''توجب التنازل عن بعض النقاط''· وتعكس الاتفاقية ''نجاحات متواضعة'' لحرب فقدت كثيراً من التأييد الشعبي· صحيح أن رئيس النظام العراقي السابق، الراحل صدام حسين الذي كانت إدارة بوش تعتبره ''عدواً'' قد أُطيح به وتم إعدامه، لكن النتيجة بقيت بعيدة عن تحقيق الآمال المعلنة لدى شن الحرب في مارس عام ·2003 وقالت رئيسة ''مؤسسة كارنيجي للسلام العالمي'' في واشنطن جيسيكا ماثيوز بمناسبة الذكرى السنوية الخامسة لغزو العراق ''لقد أنهكنا قوانا وأعطينا إيران قوة أكبر وزعزعنا استقرار المنطقة''· وأضافت ''الاعتقاد بأن اجتياح العراق سينتج بين يوم وآخر عراقاً مستقراً وديمقراطياً، مما يؤدي إلى انتشار الديمقراطية في المنطقة، كان مجرد وهم مجنون''· وفي مطلع مايو ،2003 أعلن بوش انتهاء المعارك الكبرى في العراق تحت شعار ''المهمة قد أنجزت''· لكن الجيش الأميركي لم يتمكن من ارساء نظام هش قبل خريف العام الماضي بفضل زيادة عديد قواته ومشاركة أكبر للمسؤولين العراقيين المحليين وتشكيل العشائر العربية السنية ''مجالس الصحوة'' سنية لمحاربة تنظيم ''القاعدة''· في تلك الاثناء تلطخت سمعة الولايات المتحدة بشكل خطير بفضيحة أبو غريب واستخدام العنف في سجن قاعدة في جوانتانامو البحرية الأميركية في كوبالانتزاع اعترافات من معتقلين مشتبه بتورطهم في الإرهاب بدون توجيه التهمة رسمياً اليهم منذ سنوات· وما زال العراقيون محرومين من الخدمات العامة الأساسية في معظم مناطق البلاد كما أن الوضع الاقتصادي ما زال هشاً فيما اختار ملايين العراقيين المنفى وحكومة رئيس الوزراء نوري المالكي لا تصمد سوى بفضل دعم الولايات المتحدة·
المصدر: واشنطن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©