الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أوباما ونتنياهو... وتأجيل عملية السلام

أوباما ونتنياهو... وتأجيل عملية السلام
18 مايو 2011 22:36
قلل المراقبون من حدة العاصفة الدبلوماسية التي كانت منتظرة خلال اللقاء الذي سيجمع في البيت الأبيض بين أوباما ونتنياهو، وذلك بعد ظهور معطى جديد تمثل في المصالحة الفلسطينية وانضمام "حماس" إلى مشروع الوحدة الوطنية، لكن الأجواء المنفرجة في سماء العلاقات الإسرائيلية- الأميركية قد لا تدوم طويلاً مع تجدد الضغوط التي سيمارسها الفلسطينيون بقيادة عباس الساعي إلى الالتفاف على الرعاية الأميركية للسلام في الشرق الأوسط والفوز بإعلان ثمين للدولة الفلسطينية من الأمم المتحدة بحلول سبتمبر القادم. ومع ذلك جنحت العاصفة التي تخوف منها العديد من المراقبين في واشنطن أثناء اللقاء الثنائي بين أوباما ونتيناهو عن الأجواء في هذه اللحظة بعد الانضمام المفاجئ لحركة "حماس" إلى المصالحة الوطنية وتشكيلها لحكومة وحدة وطنية مرتقبة مع خصمها التقليدي، "فتح"، وهو ما دفع على ما يبدو البيت الأبيض ونتنياهو، الذي سيلقي خطابا أمام جلسة مشتركة للكونجرس الأميركي في 24 مايو المقبل، إلى التفكير في طرح خطط جديدة للسلام خلال الأيام القليلة المقبلة علها تعيد الزخم إلى الراعي الأميركي المساند دائماً للجانب الإسرائيلي. وفي هذا الإطار أيضاً يتوقع أن يلقي أوباما خطاباً في وزارة الخارجية يوم الخميس القادم لمتابعة ما كان قد صرح به في خطابه عام 2009، وكذا سيمثل القائدان أمام لجنة العلاقات الأميركية الإسرائيلية "إيباك" لمخاطبتها في اجتماعها السنوي، بيد أن هذا الشعور بالاستعجال في واشنطن وتل أبيب الذي أججته المساعي الفلسطينية لعرض موضوعها على الأمم المتحدة خف قليلًا مع الشكوك التي تحيط بمشروع المصالحة الفلسطينية، والأسئلة الكثيرة التي تحوم حولها مثل ما إذا كانت ستنجح في الاستمرار، وما إذا كان الفلسطينيون سيعقدون فعلاً انتخابات تشريعية ورئاسية، ثم ما إذا كانت "حماس" التي ترفض الاعتراف بإسرائيل أو نبذ العنف ستشارك حقيقة في حكومة وحدة وطنية. كل هذه التساؤلات وفرت فرصة لالتقاط الأنفاس في واشنطن وتل أبيت كما وفرت تبريراً آخر لتأخير طروحات أميركية جدية لإطلاق مشروع السلام، وهو رأي عبر عنه "آرثر هيوز"، الخبير في السياسة الخارجية من معهد الشرق الأوسط بواشنطن ومسؤول سابق في وزارة الخارجية الأميركية اشتغل على ملف عملية السلام مع إدارة كلينتون، بقوله "لا أتوقع سوى أقل القليل من نتنياهو وأوباما، مضيفاً أن الكلمة السحرية التي سيركز عليها نتنياهو خلال زيارته لواشنطن ولقائه مع أوباما هي "خطر حماس على السلام"، ومن المتوقع أن يوافقه أوباما الذي "لا يهمه الآن سوى تأمين نفسه لخوض الانتخابات المقبلة". ويوافق هذا الطرح مراقبون آخرون يرون أن اللحظة الحالية ليست مناسبة لطرح خطة شاملة للسلام، بحيث سيفضل القادة في هذه المرحلة الابتعاد عن الملف الفلسطيني الإسرائيلي، وهو ما عبر عنه"جيمس فيليبس"، المحلل في شؤون الشرق الأوسط من مؤسسة "هيرتيتج" بواشنطن قائلًا "أتوقع أنه عندما سيقف نتنياهو أمام الكونجرس، فإنه سيركز على موضوع أساسي هو إيران ودورها في التأثير على الاستقرار بالمنطقة بعد "الربيع العربي" الذي يقلق إسرائيل، لكن في جميع الأحوال سيبتعد القائدان عن الموضوع الفلسطيني وعن تفاصيل عملية السلام"، فما الذي حدث إذن لتلك الآراء التي توقعت طرح أوباما لاستراتيجية متكاملة بشأن السلام في الشرق الأوسط؟ الحقيقة أنه بعد فترة من التفاؤل والترويج لهذه المقولة يبدو أن أنصار "اللحظة لم تنضج بعد" سيطروا على البيت الأبيض وأثروا في مواقفه، وهو ما يذهب إليه "هيوز" من معهد الشرق الأوسط قائلًا: "يبدو أن توم دونيلو، مستشار الأمن القومي، لا يعرف شيئاً عن الملف، فأحاله إلى دينيس روس الذي يساعد الرئيس في الشرق الأوسط، وبالطبع لا يرى روس الوقت مناسباً لطرح رؤية شاملة للسلام". وفي المقابل كانت كل من وزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون، والمبعوث الخاص للشرق الأوسط المستقيل، جورج ميتشيل، من الذين يدافعون عن طرح رؤية أميركية محددة حول الصراع في الشرق الأوسط واستغلال اللحظة التاريخية التي يعرف فيها العالم العربي ربيعاً ديمقراطياً لإطلاق عملية السلام، بل إن استقالة ميتشيل التي جاءت في فقرتين مقتضبتين تعكس كيف أن وزيرة الخارجية والمبعوث الخاص خسرا النقاش في واشنطن، ويوضح "هيوز" ذلك بقوله "لقد خسرا المعركة في سياق الحملة الانتخابية لأوباما التي فرضت نفسها على ما سواها، وقد أدرك ميتشل أنه لن يتحقق شيء لذا آثر الرحيل". ومع أن نتنياهو سيقابل بترحيب كبير في الكونجرس الموالي لإسرائيل، إلا أن ذلك لا يعني بأن الجميع مسرور بمقاربته للربيع العربي الذي لا يرى فيه سوى مصدر للقلق بدل فرصة ولحظة تاريخية يتعين استغلالها، فقبل أن يصل نتنياهو إلى الولايات المتحدة، وحتى بعد وصوله ستُنشر إعلانات من صفحات كاملة في الجرائد من قبل شخصيات إسرائيلية عسكرية ومدنية ومثقفين وغيرهم تقول إنه من مصلحة إسرائيل التقدم في هذه المرحلة بمبادرة جدية لإقامة الدولة الفلسطينية. ويرى "هيوز" أن إسرائيل تواجه مشكلة حقيقية مع الربيع العربي، إذ في الوقت الذي تطالب فيه الشعوب العربية بالديمقراطية وحقوق الإنسان يُسَلط الضوء على التضييق السياسي الذي يعيشه الفلسطينيون والعرب الإسرائيليون، هذا الواقع سيسرع من وتيرة نزع الشرعية عن إسرائيل، لا سيما في أوروبا، بل إن العزلة الإسرائيلية ستشتد أكثر إذا ما صوتت الأمم المتحدة على الدولة الفلسطينية المستقلة. هوراد لافرانشي - واشنطن ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©