الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

داعش يقرر التجنيد الإجباري على شباب دير الزور

15 أغسطس 2017 18:17
فور سماعه بقرار تنظيم داعش الإرهابي فرض التجنيد الإجباري في دير الزور، حزم محمود العلي أمتعته وفرّ مسرعاً مع عائلته على غرار شبان كثر من أبناء تلك المحافظة التي يسيطر عليها الإرهابيون في شرق سوريا. وأعلن تنظيم داعش مؤخراً فرض «التجنيد الإجباري» على شباب دير الزور، آخر المحافظات السورية التي ما تزال تحت سيطرته. ودفع هذا الإعلان بموجات نزوح جديدة من المحافظة ليلجأ المئات إلى مخيم للنازحين يبعد سبعة كيلومترات عن منطقة العريشة في محافظة الحسكة (شمال شرق) المحاذية لدير الزور. ويقول العلي (26 عاما) «أبلغنا التنظيم بأن القتال بات فرضا علينا. وعلى كل الشباب، الذين تترواح أعمارهم بين 20 و30 عاما، الالتحاق بصفوفه للقتال في كل سوريا». ويضيف الشاب، الذي فرّ مع عائلته من بلدة «العشارة» في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي، «رفض غالبية الشباب القرار وتركوا مناطق سيطرة التنظيم بالآلاف». وقال إن ذلك يعكس «المزاج العام برغبة الأهالي التخلص من التنظيم». ولجأ تنظيم داعش المتشدد إلى الخطابات الدينية خلال الصلاة في المساجد فضلاً عن المناشير ومكبرات الصوت في الشوارع لدعوة شباب دير الزور إلى التجنيد الإرهابي، وفق ما أفاد سكان والمرصد السوري لحقوق الإنسان. ومنح التنظيم المتطرف الشباب أسبوعا واحدا فقط للالتحاق بمكاتب «الاستنفار». وسرعان ما ساء الوضع مع رفض الكثير من الشباب الأوامر الجديدة. فرّ صلاح المحمد (28 عاما) مؤخراً من «الميادين» التي تعد ثاني أهم مدن محافظة دير الزور، ولجأ إلى المخيم الذي يعاني فيه النازحون من ظروف معيشية صعبة. ويتذكر صلاح «الوضع في الميادين بات مأساويا بعد قرار التنظيم الأخير فرض التجنيد الإجباري»، مشيراً إلى أن الإرهابيين «يداهمون يومياً المنازل بحثاً عن شباب لسوقهم للقتال». وأفاد مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن عن «اعتقالات يومية في محافظة دير الزور على خلفية التجنيد الإجباري». وفي المخيم، الذي تتصاعد على بعد كيلومترات منه أعمدة دخان أسود ناتجة عن تكرير النفط بطرق تقليدية في منطقة قريبة، يقول أحمد العبد (23 عاما) إن المجند من قبل التنظيم المتطرف «يخضع لدورة (تدريبية) لمدة شهر، قبل أن يبقى معهم أربعة أشهر للقتال». وطغى الشبان على النازحين في مخيم «العريشة» الذي تنتشر فيه مخيمات بيضاء اللون كتب عليها شعار مفوضية الأمم المتحدة للاجئين. وإن كان الكثير من الشبان تمكنوا من الفرار من أيدي الإرهابيين، لم يحالف الحظ آخرين. ويضيف العبد، الشاب الأسمر ذو اللحية السوداء الكثيفة «الكثيرون ما يزالون عالقين ولا يستطيعون الخروج»، موضحاً «دفعنا نحن مليوني ليرة سورية (نحو أربعة آلاف دولار) عن خمسة عشر شخصاً من أفراد العائلة». ويجازف المدنيون الفارون من مناطق سيطرة تنظيم داعش في الرقة ودير الزور بحياتهم للوصول إلى بر الأمان متكلين على مهربين يدفعون لهم مبالغ مالية طائلة غير كفيلة بحمايتهم من النيران أو من أعين الإرهابيين. ويخوض تنظيم داعش حاليا معارك عنيفة ضد قوات سوريا الديمقراطية (تحالف فصائل كردية وعربية) التي طردته من أكثر من نصف مدينة الرقة، معقله الأبرز في سوريا. وأبلغ الإرهابيون الشبان، بحسب ما يقول حازم السطم (25 عاما) أحد سكان المخيم «نريدكم لمساندتنا لتحرير دير الزور».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©