الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مزارعو الفراولة يواجهون انهيار موسم التصدير

1 فبراير 2006
غزة- محمد أبو عبده:
بقي مزارعو الفراولة' التوت الارضي' في غزة ينتظرون بفارغ الصبر السماح لهم يإدخال منتوجاتهم الى الشطر الآخر من الوطن، على أمل أن تسهم عائدات تصديرها في تحسين الوضع الاقتصادي للمواطنين وخاصة المزارعين حتى أصابها التلف وفقدت حمرة وجهها·
وقال المزارع عبد الله حمدان لـ 'الاتحاد' : إن الإغلاق الإسرائيلي المتواصل والمتشدد لقطاع غزة زاد من تدهور أوضاع المواطنين وحرمهم من فرصة تسويق منتجاتهم الزراعية إلى أسواق الضفة وإسرائيل والدول المجاورة· وأضاف حمدان ، خلال الاسبوعين الأخيرين خلت اسواق غزة من العديد من المواد التموينية الاساسية خاصة الحليب والألبان ، وشهدت الاسواق ركودا وحركة تجارية بطيئة في ظل استمرار إغلاق معبر المنطار'كارني' شرق مدينة غزة وهو المعبر التجاري الوحيد الرابط بين شقي الوطن من جهة وبين القطاع وإسرائيل من جهة دون أية مبررات·
أما المزارع موسى محمود فقال : يوما بعد يوم تزداد معاناة المواطنين بعدما تبخرت أحلامهم التى رسموها منذ تطبيق خطة الانسحاب الإسرائيلية أحادية الجانب وذهبت أدراج الرياح في ظل تصعيد سياسة الحصار والقيود على حرية الحركة للمواطنين والبضائع· وشدد على ان قوات الاحتلال لا تزال تفرض سيطرة كاملة على المعابر الحدودية وحركة المدنيين على معبر رفح الحدودي مع مصر، وهو نافذة العالم على الخارج مع استمرار سيطرتها المباشرة على الجو والمياه الإقليمية·
وقال خالد شاهين أحد التجار المصدرين للمنتوجات الزراعية: كان مزارعو الفراولة 'التوت الارضي' في بيت لاهيا يترقبون إعادة فتح معبر المنطار 'كارني' أمام منتجاتهم الزراعية المكدسة، للحد من إزدياد قيمة الخسائر المالية، التى يتكبدونها في كل يوم يمر دون تصدير منتجاتهم الزراعية الى الاسواق الأوروبية· وأضاف: تبددت آمال هؤلاء المزارعين، التى عقدوها على موسم زراعة التوت وتصديره إلى الاسواق الأوروبية، لهذا العام، وبالتالي انفراج أزماتهم المالية المتلاحقة، حيث تكدست المئات من الاطنان، من محصول التوت الارضي، في الثلاجات وأماكن التخزين، مما أدى الى إصابة أصحابها باليأس من تعويض الأموال التى استثمروها في زراعة المحصول، واضطر بعضهم إلى بيعه في الأسواق المحلية بأسعار قليلة جدا، لا تغطي قيمة التكاليف التى دفعوها· وقال سليم حميد،أحد المسؤولين في جمعية غزة لزراعة التوت الارضى ل 'الاتحاد': إن أوضاع المزارعين باتت صعبة للغاية، موضحا أن قيمة الخسائر التى تكبدها المزارعون قدرت بعشرات الالاف من الدولارات· وأضاف إن المعبر مغلق منذ فترة طويلة، وانه في حال استمرار إغلاقه إلى حين انتهاء موسم التصدير، ستفوق قيمة الخسائر ما ذكر سابقا، دون ان يحدد قيمة هذه الخسائر·
ويعمل مئات المزارعين في زراعة محصول التوت الارضى، في بلدة بيت لاهيا، سنويا لتصديره إلى الأسواق الخارجية، كمصدر لاعالة أسرهم· وكانت الجمعيات الزراعية وجهت أكثر من مناشدة للجهات المختصة في السلطة الوطنية، من أجل مساعدة المزارعين، والتدخل السريع لحل أزمتهم، دون أية ردود إيجابية·
من جانبه، نبه المزارع فؤاد ابو ليلة، الذى يملك ارضا مساحتها خمسة عشر دونما في بيت لاهيا، مزروعة بمحصول التوت الارضي، إلى المصاعب التى تواجه مزارعي التوت الأرضي، سواء خلال الزراعة، أو الحصول على مستلزمات التعبئة ووسائل التصدير، وما يتبعها من استثمار مبالغ كبيرة، دون وجود وسائل مضمونة لتسويق المحصول· واعتبر ان الواقع الزراعي ، فيما يتعلق بمحصول التوت، يعاني من عراقيل بسبب التصدير، ومروره على المعابر التى تسيطر عليها إسرائيل·
وأكد المزارع حميد حق المزارعين المتضررين بتلقي مساعدات طارئة من السلطة الوطنية، في حال عدم تمكنهم من تسويق منتجاتهم، نتيجة انهيار موسم تصدير التوت اللأرضي·
من جانبه أكد المركزالفلسطيني لحقوق الانسان ان قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل للأسبوع الثاني على التوالى إغلاق المعابر ولم تسمح سوى لعدد محدود من العمال بالتوجه الى إسرائيل عبر معبر بيت حانون'إيرز' بعد إغلاق دام قرابة الشهر، بعد تسليم المعبر لشركة إسرائيلية خاصة، مسؤولة عن دخول العمال وتفتيشهم· وعلى صعيد الإغلاق البحري تواصل قوات الاحتلال مطاردة الصيادين الفلسطينيين، وتحرمهم في الكثير من الحالات من نزول البحر كما يخضع الصيادون لمراقبة مشددة من جانب قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ السماح لهم بالعودة لممارسة الصيد·
وتستخدم هذه القوات الطائرات المروحية الهجومية والقوارب الحربية في عمليات المراقبة وفي أوقات عدة فتحت قوات الاحتلال نيران أسلحتها بالتجاه الصيادين المدنيين لاجبارهم على البقاء ضمن المسافة المحددة للصيد والتى تبلغ تسعة أميال بحرية على الرغم من أن اتفاقية أوسلو تنص على السماح بصيد السمك بعمق 20 ميلا بحريا من شاطىء غزة·
ويذكر أن حوالى 35 ألف نسمة في التجمعات الساحلية ومحيطها في قطاع غزة يعتمدون على صيد الأسماك، ويشمل ذلك 2500 صياد و 2500 من الحرفيين المساندين وأسرهم·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©