تتعدد الوجهات والسفر على عتبة موسم الصيف النشط، لكن ظروف العام الحالي تختلف، فموعد شهر رمضان يفرض على المسافرين هذا العام تركيز الطلب على فترة ما بعد شهر الصوم، مما أشعل فتيل الأسعار، ودفعها للارتفاع بنحو 50% مقارنة بالأسعار الاعتيادية. وأدى ذلك إلى لجوء بعض العائلات للبحث عن وجهات جديدة، رغبة في الابتعاد عن ازدحام الحجوزات، واستكشاف مواقع سياحية جديدة. والأمر الذي سهل على هؤلاء مهمتهم، شركات الطيران، التي تلعب دوراً بارزاً في توجيه السفر إلى وجهات معينة دون غيرها، بسبب الخدمات ووجود الخطوط المباشرة لتلك الوجهة، والعروض السياحية المقدمة، بعد أن عززت خدماتها بتسيير رحلات إلى وجهات جديدة. ومع ذلك، ما تزال السيطرة على جبهة الوجهات التقليدية، صاحبة الحظ الأوفر في الحجوزات.
تتلقى مكاتب سفر وشركات طيران حجوزات مكثفة لرحلات الموسم الصيفي، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع أسعار التذاكر بنسب تتراوح بين 30 و50? مقارنة بالفترات خارج المواسم، وذلك وفقاً للوجهة المختارة وموعد الحجز، بحسب عاملين في القطاع.
وقال هؤلاء إن الموسم الصيفي ينقسم إلى جزئين، قبل وبعد شهر رمضان، مشيرين إلى أن المؤشرات الحالية تنذر بزيادة الطلب على السفر من 10 إلى 20? مقارنة بالموسم العام الماضي، لاسيما للفترة التي تلي شهر الصوم.
واستحوذت تركيا والدول الأوروبية، إضافة إلى تايلاند وماليزيا، على نصيب الأسد من الحجوزات السياحية، في حين لا تزال المقاصد التقليدية مثل الأردن ولبنان ومصر تتصدر حجوزات المقيمين بالدولة.
وقال حارب المهيري نائب رئيس الشؤون التجارية لمبيعات الإمارات في الاتحاد للطيران، إن الوجهات الأوروبية والشرق آسيوية، إضافة إلى تركيا ودول في الشرق الأوسط، تشهد طلباً مرتفعا لفترة الصيف، متوقعاً أن يرتفع معدل إشغال الرحلات بشكل ملحوظ.
ونالت الوجهات الجديدة التي أطلقتها «الاتحاد للطيران» أو ستقوم بإطلاقها قريباً، نصيباً من الحجوزات، لاسيما واشنطن، والبرازيل.
وبين المهيري أن «الاتحاد للعطلات» أطلقت عروض رحلات تشمل الإقامة مع تذاكر الطيران في الوجهات الجديدة، لتعزيز حركة السفر، مثل أمستردام وواشنطن وهونج كونج، وساوباولو، وريو دي جينيرو.
وتبدأ الأسعار إلى تلك الوجهات بـ 3855 درهماً، وتصل إلى 9995 درهماً، وتشمل الإقامة لثلاث ليال مع تذاكر الطيران.
وكانت «الاتحاد للطيران» أطلقت رحلاتها اليومية إلى واشنطن في أبريل الماضي، في حين تعتزم اطلاق رحلاتها الى العاصمة الهولندية أمستردام في 15 مايو المقبل، وإلى ساوباولو بالبرازيل في يونيو المقبل.
من جهته، قال زياد نجار مدير «طيران الشرق الأوسط» في أبوظبي، إن الحجوزات بدأت منذ مطلع العام الحالي حيث أصبح هناك وعي للمسافرين بضرورة الحجز مبكراً للحصول على أفضل الأسعار.
وأشار إلى أن أسعار التذاكر ترتفع خلال الموسم الصيفي بنسبة تتراوح بين40 إلى 50? مقارنة بالأسعار في بقية أشهر السنة، وذلك لارتفاع الطلب وقلة المقاعد الشاغرة على متن الرحلات.
وقال إن المقيمين قسموا إجازاتهم قبل وبعد رمضان، لافتاً إلى انخفاض الطلب على السفر لأغراض سياحية إلى الدول العربية التي تشهد اضطرابات.
وحول المقاصد الأكثر طلباً خلال الصيف، قال صلاح الكعبي المدير التنفيذي لشركة «بافاريا» للعطلات، إن تركيا حصدت نصيب الأسد من الحجوزات، إضافة إلى دول أوروبية وماليزيا وتايلاند، في حين يرتفع الطلب على الأردن ولبنان ومصر من المقيمين بالدولة، ويتراجع من قبل المواطنين.
واتفق علاء العلي مدير «نيرفانا» للسفر والسياحة مع الكعبي، وقال إن أكثر الدول طلباً هي تركيا وبريطانيا وسويسرا وألمانيا وفرنسا، فضلاً عن تايلاند وماليزيا وسنغافورة.
ويرتفع إجمالي إنفاق سكان الدولة على السفر والسياحة بالخارج إلى نحو 72,7 مليار درهم العام الحالي، بزيادة 5% مقارنة بالعام الماضي، بحسب توقعات مجلس السفر والسياحة العالمي.
وسيتزايد هذا الإنفاق بمعدل 2,7% سنوياً، ليصل مستواه إلى نحو 95,4 مليار درهم بحلول 2023، وفقاً لبيانات أصدرها المجلس مؤخراً.
بالمقابل، يخصص سكان الدولة حصة من إنفاقهم للسياحة الداخلية.
وتوقع المجلس أن يبلغ إنفاق سكان الإمارات نحو 37,3 مليار درهم على المرافق الترفيهية والسياحية المتنوعة الموجودة داخل الدولة العام الحالي، بنمو نسبته 6,5% مقارنة بالعام الماضي.
لكن المقاصد الجديدة نالت نصيباً وافراً من الحجوزات هذا الصيف.
وقال العلي «هناك مقاصد جديدة أصبحت تلقى اهتماماً من سكان الدولة، مثل إسبانيا واليابان».
أما محمود سالم، مدير «المسعود للسفر والسياحة»، فرع العين، فقال إن المقاصد الجديدة التي أصبحت تشهد طلباً ملحوظاً من السكان هي جزر المالديف وسيشل وموريشيوس، لاسيما لقضاء شهر العسل، إضافة إلى طلب على المغرب.
وفيما يتعلق بأسعار التذاكر، قال الكعبي إن أسعار الموسم الصيفي أصبحت مبرمجة للارتفاع مع قرب بدء موسم السفر، حيث أنها ترتفع بنسب تتراوح بين 40 و50?.
وأشار العلي إلى أن أسعار رحلات الصيف حالياً ارتفعت بنسبة تتراوح بين 20 و 30?، وكلما اقترب الموسم ترتفع الأسعار لتزيد على 50? قبل السفر بأيام قليلة.
واتفق سالم مع سابقيه، مشيراً إلى أن الارتفاعات في أسعار التذاكر تتراوح بين 25 و50?، وذلك يختلف تبعاً لتوافر المقاعد، وموعد الحجز.
وأوضح «في أيام عطل الأسبوع تزيد الأسعار بنسبة تصل إلى 50?، في حين أن الأسعار خلال أيام الأسبوع العادية تزيد بنسبة تصل الى 25?».
وبين الكعبي أن الموسم الصيفي انقسم الى قسمين العام الحالي، حيث أن جزءا من المسافرين سيسافرون قبل رمضان، والجزء الآخر بعد رمضان، مشيراً إلى أن المؤشرات الحالية توضح أن معظم المسافرين سيسافرون بعد رمضان. وتوقع الكعبي أن يرتفع الطلب على السفر العام الحالي بنسب تتراوح بين 20 و 30? مقارنة بصيف العام الماضي.
من جهته، توقع العلي أن ترتفع المبيعات للموسم الحالي مقارنة بالموسم الماضي، حيث أن كثيراً من المسافرين قرروا السفر مرتين قبل وبعد رمضان، ما يرفع المبيعات بنسب تتراوح بين 10 و15?.
وينصح مدراء مكاتب سياحة الراغبين بالسفر خلال الصيف، بأن يقوموا بالحجز مبكراً للحصول على أسعار أفضل ومقاعد شاغرة على متن الرحلات، مرجعين ذلك الى أنه كلما اقترب موعد السفر تقل فرصة الحصول على مقاعد، وبالتالي ترتفع الأسعار.
وقال سالم إن الأسعار تزداد كلما اقترب موعد السفر وقلت عدد المقاعد، مشيراً إلى أن كثيرا من الحجوزات تأتي في اللحظة الأخيرة، ما يؤدي الى ارتفاع أسعار التذاكر على المسافرين.
أوروبا وتركيا وجهات مفضلة
اعتلت القارة الأوروبية وتركيا قائمة خطط المواطنين للسفر خلال الموسم الصيفي، في وقت تباينت فيه طرق الحجز بين الاستعانة بمكاتب سفر وسياحة، أو بالمواقع الإلكترونية الخاصة بحجوزات الفنادق وتذاكر الطيران، بشكل مباشر.
ويقول مطر الشامسي، وهو موظف في شركة خاصة «أفضل شراء تذاكر السفر من وكالة السياحة، في حين أفضل حجز الفنادق عن طريق الموقع الإلكتروني مثل «بوكينج دوت كوم»، لأنه قابل للتعديل والتغيير دون فرض غرامات، بعكس وكالات السفر».
وقرر الشامسي السفر بعد عيد الفطر، حيث قام بالحجز مبكراً للحصول على أفضل الأسعار.
ويتفق رمزي الريماوي، وهو مدير لأحد البنوك مع الشامسي، حيث قام بحجز رحلته كاملة عن طريق المواقع الإلكترونية.
ويقول «وجدت أسعاراً أفضل، لا مجال لحدوث أخطاء لأنني قمت بالحجز بنفسي».
ويضيف «تعاملت في السابق مع أحد مكاتب السفر وواجهت بعض المتاعب فيما يخص الفندق المتفق عليه، ما دفعني إلى الحجز بمفردي العام الحالي».
بالمقابل، تقول أم آمنة أنها تفضل الحجز عن طريق مكتب السفر، لاسيما إذا كان السفر مع العائلة بأكملها، لتجنب أية خطأ يحصل في إدخال المعلومات على المواقع الإلكترونية مثل إدخال البريد الإلكتروني بشكل خاطىء، والذي قد يؤدي إلى إلغاء الحجز.
وتضيف «في حالة السفر مع زوجي من غير العائلة كاملة فنفضل الحجز إلكترونيا لأنه أوفر وأسرع».
وحول الوجهات المحببة للسفر خلال الصيف، قرر الشامسي السفر إلى ألمانيا، ويشير إلى أنه حصل على أسعار أفضل للفنادق وتذاكر الطيران لأنه قام بالحجز قبل شهر، في حين ترتفع الأسعار بشكل كبير مع اقتراب الموسم الصيفي.
ويقول الشامسي» بلغ معدل السعر على الشخص نحو 9 آلاف درهم، ويشمل الإقامة في فندق من فئة الخمس نجوم 10 أيام وتذكرة الطيران».
ويزيد «أسعار الرحلات ألى أوروبا لم تشهد أي ارتفاعات مقارنة بالعام الماضي».
ويقول الريماوي إنه قرر السفر إلى عمّان واسطنبول الموسم الصيفي الحالي لمدة تتراوح بين أسبوعين إلى 20 يوماً.
وبعكس الشامسي، قرر الريماوي السفر في الفترة التي تسبق رمضان.
أما أم آمنة فتقول «حجزنا مع أقاربنا رحلة إلى أوروبا تشمل ألمانيا والنمسا لمدة 12 يوماً، وذلك بعد شهر رمضان المبارك».
وتقول «قمنا بالحجز في وقت مبكر قبل نحو شهرين، ما جعلنا نحصل على أفضل الأسعار، حيث تراوح معدل السعر للشخص شامل التذاكر والإقامة بين 7 إلى 9 آلاف درهم، في حين أن الأسعار تتضاعف مع قرب موعد السفر».
وتقول «سافرنا في مواسم سابقة إلى شرق آسيا مثل سنغافورة إضافة الى استراليا ونيوزيلندا، لكننا قررنا تغيير الوجهة العام الحالي والسفر الى أوروبا».
ويخالف حميد الدرمكي رأي سابقيه، حيث لا يحبذ السفر خلال الصيف، حيث يعتبر أن موسم الصيف تغير في السنوات الأخيرة لأنه أصبح قصير المدة ويتخلله شهر رمضان المبارك، ما جعله يقرر قضاء العطلة الصيفية مع عائلته داخل الدولة.
ويقول «الإمارات تمتلك من المراكز التجارية والمواقع السياحية ما لا تملكها أي دولة أخرى في العالم».
ويضيف» أخطط للحجز في أحد الفنادق بدبي إلكترونياً، وزيارة المولات التجارية مع العائلة خلال الصيف». ويشير الى أن موسم السفر بالنسبة له يكون في فترة الإجازات المدرسية الفصلية بعيداً عن الإجازة الصيفية والتي تصل مدتها إلى أسبوعين.
نصائح للمسافرين خلال موسم الصيف
أبوظبي (الاتحاد) - وجه مسؤولون في مكاتب سياحة عشرات النصائح للمسافرين مع قرب حلول الإجازة الصيفية، لضمان نجاح رحلاتهم، وتجنب المعوقات والتحديات التي تواجه خططهم.
وتتعلق تلك النصائح باختيار الوجهة السياحية، ومدى ملاءمتها للمسافر، واجراءات السفر، وبرامج الرحلات، وتأشيرات السفر، وصلاحية جوازات السفر، إضافة إلى المحافظة على الأموال، والحصول على تأمين للسفر، فضلاً عن تجنب الدول والأحياء غير المستقرة.
ودعا عاملون في القطاع المسافرين إلى ضرورة البدء بالتخطيط للرحلة الصيفية مبكراً.
وقال علاء العلي مدير «نيرفانا» للسفر والسياحة « من الضروري العمل على الحصول على تأمين السفر قبل موعد الرحلة، وذلك للتعامل مع أي طارئ صحي أثناء السفر».
وقال إن المسافر يجب أن يعرف عادات وتقاليد الوجهة التي سيسافر إليها، على سبيل المثال طبيعة الطعام المقدم، واللباس.
وأكد ضرورة التأكد من وكيل السفر حول مدى استقرار الوجهة التي سيسافر إليها، والابتعاد عن الأحياء الخطرة، لاسيما أثناء الليل.
ولفت العلي إلى ضرورة أن تكون أرقام السفارات في الوجهة المختارة بحوزة المسافرين، فضلاً عن ضرورة حفظ جوازات السفر داخل الخزنة بالفندق، وعدم حملها إلى أي مكان.
ونصح العلي المسافرين بعدم حمل مبالغ نقدية كبيرة، والاستعانة ببطاقات الائتمان، لكنه في المقابل لفت إلى عدم استخدام البطاقات الائتمانية في المحال غير المعروفة، خوفاً من عمليات النصب والاحتيال.
من جهته، ينصح صلاح الكعبي المدير التنفيذي لشركة «بافاريا» للعطلات، المسافرين بالتأكد من حاجة الدولة التي سيسافرون إليها إلى التأشيرة، والتأكد من صلاحيتها إن وجدت، والتأكد من صلاحية جواز السفر، ومدى ملاءمتها لتعليمات تأشيرة البلد المقصود.
وأضاف «يجب التأكد من اختيار المقاعد في وقت مبكر، لتلافي أي مشاكل في أماكن الجلوس على متن الرحلة».
وقال إن المسافر يجب أن يكون بحوزته أرقام وكيل سفره في الإمارات، وفي الخارج، في حال حصل أي تغيير على الخطط، أو الحجز.
واتفق الكعبي مع العلي حول ضرورة عدم حمل مبالغ نقدية كبيرة، وفي نفس الوقت عدم الاعتماد على البطاقة الائتمانية في جميع الأماكن. ودعا الكعبي المسافرين إلى عدم حمل أوزان ثقيلة تزيد عن الحاجة تفادياً لدفع رسوم إضافية.
وقال الكعبي إنه يجب متابعة أحوال الطقس في الوجهة المستهدفة، وذلك لانتقاء الملابس المناسبة للحالة الجوية.
عدد اليوم
