الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نكوندا ··· مصدر قلق لحكومة الكونجو

نكوندا ··· مصدر قلق لحكومة الكونجو
19 نوفمبر 2008 02:59
ينطوي الجنرال ''لوران نكوندا''، الرجل الذي يفرض حالياً حصاراً على مدينة ''جوما'' في شرق الكونجو، على الكثير من التناقضات، فمن جهة يُنظر إليه كقائد عسكري ناجح يصعب هزيمته في أرض المعركة، لكنه من جهة أخرى يفتقد لأي مستقبل سياسي، وفيما يغلب طابع التدين على الجنرال المسيحي، ويحاكم جنوده عسكرياً عند تورطهم في جرائم اغتصاب، إلا أن قائد هيئة أركانه مطلوب للعدالة لارتكابه جرائم حرب· وحسب الجنرال ''نكوندا'' نفسه كل ما يريــــده من تمرده الأخير على الحكومـــة هو الحوار، لكن في حال رفضـــت الحكومـــة الكونجولية بقيـــادة الرئيس جوزيف كابيلا هدد الجنرال المتمرد بتوسيع رقعـــة الحرب والإطاحة بالرئيس، كما أنه رحب بقوات حفظ الســـلام الأفريقية فقط إذا جاءت في إطار مهامها الإنسانية ولم تنحز إلى صفوف الجيش الكونجولي، وإلا فإنه سيحارب تلك القوات ويقف لها بالمرصاد· وفي حديث أدلى به إلى وكالة ''رويترز'' قال'' نكوندا'': إذا جاءت قوات السلام الأفريقية وحاربت إلى جانب الجيش الكونجولي، فإنها تشترك في العار مع الحكومة''· وفي جميع الأحوال ليس الجنرال ''نكوندا'' الوحيد بين أمراء الحرب في الكونجو الذي ارتكبت قواته، حسب منظمات حقوق الإنسان، فظائع ضد المدنيين، بل يشترك في ذلك مع العديد من القوى الأخرى من بينها الجيش الكونجولي نفسه· غير أنه وعلى مدى الشهرين الأخيرين منذ أن شن الجنرال ''نكوندا'' هجومه العسكري على القوات الحكومية، سقط المئات من المدنيين في المعارك التي تسببت في نزوح ما لا يقل عن 250 ألف شخص من منازلهم· ويبدو أن الحرب بين الطرفين اتخذت طابعاً شخصياً، بحيث كلما سيطر ''نكوندا'' على المزيد من الأراضي، أصرت الحكومة الكونجولية على إلحاق الهزيمة به ودحر قواته· وفي هذا السياق يقول ''هنري بوشوف''، محلل بارز في معهد الدراسات الأمنية بجنوب أفريقيا: ''لن تنتهي المعارك بسرعة وستقود فقط إلى الكارثة، وما لم يقتنع الطرفان بوقف إطلاق النار، وما لم يمارس المجتمع الدولي ضغوطاً على نكوندا وكابيلا، فإن الأمور ستتدهور إلى الأسوأ''· وسعياً منهم لوقف الحرب، اجتمع قادة منطقة البحيرات الكبرى خلال نهاية الأسبوع الماضي في العاصمة الكينية نيروبي، ودعوا إلى وقف القتال، كما تعهدوا بإرسال قوات لحفظ السلام إلى الكونجو لمساعدة أفراد الأمم المتحدة البالغ عددهم 17 ألف رجل وذلك لإعادة الاستقرار إلى البلاد وإرساء السلام، وهو ما عبروا عنه في بيانهم الختامي بقولهم ''لن تقف منطقة البحيرات الكبرى مكتوفة الأيدي أمام أعمال العنف المستمرة التي تقترفها الجماعات المسلحة ضد الأشخاص الأبرياء في جمهورية الكونجو الديمقراطية، وستقوم دول المنطقة بإرسال قوات حفظ السلام كلما اعتبرت ذلك ضروريا''· ولم تقتصر مبادرات إرسال قوات لحفظ السلام على منطقة البحيرات الكبرى التي تضم دول كينيا وتنزانيا وأوغندا ورواندا وبورندي والسودان، بالإضافة إلى جمهورية الكونجو الديمقراطية، بل تعدتها إلى مجموعة ''دول أفريقيا الجنوبية للتنمية''، التي اقترحت هي الأخرى إيفاد قوات لحفظ السلام في اجتماعها الأخير بجوهانسبرج· ويبـــدو أن هـــذا التعهد لم يكن كافياً بالنسبة لأنجولا، إحدى الدول الأعضاء في المجموعة، التي اتخذت خطوة أثارت جدلاً واسعــاً عندمـــا هددت بإرسال قواتها المسلحة إلى الكونجو لمساعـــدة نظام كابيلا، وهو ما قد يجر دولاً مجاورة إلى الانخراط في الصراع، بعضها ضالـــع فعلاً في دعم حركة ''نكوندا''· والحقيقة أنه لا يوجد في مسار الجنرال''نكوندا'' ما يدل على أنه متعطش للدماء، فهو مدرس سابق في بلدة كيشانجا التي تستضيف حالياً مقره العسكري، كما أنه متدين ويحظى باحترام كبير في أوساط جماعة التوتسي العرقية التي ينتمي إليها· وفي مقابلة صحفية مقتضبة أجراها العام الماضي، قال ''نكوندا'' للصحفيين إنه يريد فقط حمايه شعبه من الجماعات التي هاجمت تاريخياً التوتسي وقتلتهم، وبالأخص المتمردين في رواندا الذين نفذوا المجازر الرهيبة عام ،1994 وأسفرت عن مقتل 800 ألف شخص من التوتسي· وقد وصف ''القوات الديمقراطية لتحرير رواندا'' بأنها ''خطر حقيقي يتهدد ليس فقط الشعب الكونجولي، لأنهم يؤمنون بأيديولوجية ارتكاب المجازر، وقد فعلوهـــا في روانــــدا، ويمكن أن يكرروها مرة أخرى في الكونجو''· وفي جمهورية الكونجو الديمقراطية، حيث تغير العشرات من الجماعات المسلحة ولاءاتها ومبادئها طول الوقت ظل ''نكوندا'' منسجماً مع مطالبه ليتحول إلى مصدر قلق حقيقي بالنسبة للحكومة الكونجولية· فقد طالب بإعادة المتمردين الروانديين الذين ينتمون إلى القوات الديمقراطية لتحرير رواندا إلى بلدهم، كما طالب بتوفير الحماية لأقلية التوتسي المتواجدة في الكونجو، التي وإنْ كانت تتمتع بوضع اقتصادي مريح، إلا أنها تتعرض لتمييز متنام من قبل الجماعات العرقية الأخرى· وفيما وافق ''نكوندا'' من حيث المبدأ على نزع سلاح قواته المعروفة باسم ''المؤتمر الوطني لحماية القوات الشعبيـــة''، يصر على إبقاء رجاله في منطقة ''كيفو'' لحماية أقلية التوتسي سواء من الأخطار الداخلية، أو الخارجيـــة· ومـــع ذلك يشير ''فان ودنبورج''، محلل بارز في منظمة ''هيومان رايتس ووتش'' إلى القسوة التي أبدتها قوات ''نكوندا'' في أكثر من مناسبة كان أكثرها فظاعة إقدام قواته في العام 2002 على سحق تمرد بعض الجنود التابعين لحركته، حيث ألقي القبض على 150 من المتمردين وجزت رؤوسهم ثم ألقي بالأجساد في نهر الكونجو· سكوت بادوف- جنوب أفريقيا ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©