الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«حركة العاطفة».. قصص حياتية توثقها عدسات عفوية

«حركة العاطفة».. قصص حياتية توثقها عدسات عفوية
1 أكتوبر 2016 23:14
أحمد النجار (دبي) استضافت صالة آرتيسيما غاليريا الكائنة في منطقة القوز بدبي معرضاً فوتوغرافياً بعنوان «حركة العاطفة»، والذي افتتحه عوض بن مجرن رئيس نادي رحالة الإمارات، بحضور أوريلا مديرة المعرض إلى جانب طيف من الشخصيات الثقافية والتشكيليين والمهتمين، بمشاركة أكثر من 20 مصوراً إماراتياً بينهم 3 سيدات مبدعات، تنوعت أعمالهم ولقطاتهم الفنية بحسب هواياتهم وثقافتهم وذائقتهم البصرية وتعاملهم مع المنظور الذي تصطاده عدساتهم. وأكد يوسف بن شكر الزعابي مدير نادي صقور الإمارات للتصوير، أن الصورة اليوم تمثل حدثاً ثقافياً مهماً في حياة الشعوب والمجتمعات، كونها باتت تشغل حيزاً كبيراً من اهتماماتنا وحواراتنا وأداة مثالية للتعبير والتخاطب مع الآخر، وهذا ما دفعه إلى السفر حول العالم لتوثيق حياة الشعوب بعدسته، وتسجيل عاداتهم وتقاليدهم بمنتهى العفوية، وعن مشاركته بالمعرض قال: «شاركت بصورة التقطتها لأسرة صينية أثناء مداعبة طفلهم وهو يستحم، وركزت عليه كونه يمثل الجيل الرابع بالنسبة إليهم»، مشيراً إلى أن الصور التي لا تحمل رسالة لا تعني له شيئاً. «على خطى الآباء» تزينت جدران الغاليري بأعمال مختلفة رصدت قصصاً وتجارب حياتية ولحظات وجدانية من حياة أكثر من 20 مصوراً، وأثنى معظم الزوار والحضور على تلك الإبداعات التي وجدت لها وقعاً جميلاً في وجدانهم ودارت هناك نقاشات ورؤى بصرية وطرائف وأثيرت حولها تعليقات جميلة وانطباعات محببة، وخلال ذلك التقينا بعض المبدعين الإماراتيين الذين أطلعونا على قصص حملتها لقطاتهم قبل تسجيلها بعدساتهم. وقع اختيارنا على لقطة عفوية أطلق عليها صاحبها خليل المنصوري نائب رئيس النادي اسم «على خطى الآباء»، حيث جسد فيها قيمة الصداقة بين الأب وابنه، وقال المنصوري «أحب توثيق حياة الناس خاصة في المهرجانات التراثية أو المناسبات الوطنية، لإبراز جمال موروثنا وهويتنا، فأنا أميل إلى الصور التي ترصد معالم الماضي لتبقى وثيقة ثقافية تربط الأجيال الجديدة بتاريخ الأجداد». معتبراً أنها تمثل نداء إنسانياً في محاولة للعودة إلى غرس ثقافة الصداقة بين الأبناء وآبائهم لتزهر هذه العاطفة مجدداً. غابات جورجيا وشارك أحمد المنصوري بصورة وصفها بأجمل رحلة شبابية له مع أصدقائه، موضحاً: «التقطت صورة من وحي غابات كثيفة في جورجيا، وجذبني مشهد النهر وهو يتدفق مع لون الأشجار التي انعكس اخضرارها على الماء، فشدني المنظر ولامس شيئاً في نفسي»، ورغم أن المنصوري يميل بطبعه إلى توثيق جماليات الطبيعة من وجهات سياحية يقصدها لكنه لا ينفي قناعته بأن بلده الإمارات تمتاز ببيئة غنية بالمناظر الطبيعية الخلابة، لافتاً إلى أنه يعشق التقاط معالم الحياة على الشواطئ وامتداد الصحارى. صوت الصمت واستطاع محمود جاويد الحسن أن يضع عدسته على الوتر الحسّاس، بلقطة حبست الأنفاس، أو كما أطلق عليها «الصمت الخانق» وهي صورة التقطها لنفسه عبارة عن «بورتريه» لتعابير وجهه وهو يلفظ صرخة حبيسة في صدره، بينما أصابعه مغروزة داخل عنقه، وتعليقاً على ذلك قال الحسن: «شعرت ذات مرة برغبة في الصراخ إثر اختناقي بسبب موقف معين، فلجأت إلى العدسة لتوثيق تلك الحالة وتسجيلها للذكرى»، مفيداً أن دلالة الأصابع المغروزة تعبر عن درجة الاختناق الداخلي الذي يصعب التحرر منه. ورفض الحسن أن يصنف صوره بأنها تحمل رسائل أو قضايا إلى الآخر، مكتفياً بالتعبير بأنها حالات جمالية تعبر عن الفن والإبداع فقط. غروب وجذب محمد يعقوب الأحمدي الزوار بلقطة احترافية، حيث برع فيها في التقاط مشهد مدهش لحديقة نادي دبي للجولف، وقد قابل هذا الإطراء على لوحته بكل تواضع، مشيراً إلى أنه عمد على اقتناصها في التوقيت المناسب بعد غروب الشمس بنصف ساعة حيث تتحول السماء من اللون البرتقالي إلى الأزرق ثم تتشكل بالأسود تدريجياً، مفيداً أن سبب اختياره هذا المعلم هو مكانته التاريخية ومدى احتفاظه بجماله وهيبته لكونه أقدم نادي جولف في دبي يعود تأسيسه إلى فترة الثمانينيات. أيقونة سياحية وحظيت صورة جامع الشيخ زايد بأبوظبي لمحمد المصعبي باهتمام كبير من الحضور، لا سيما الأجانب الذي عبروا عن دهشتهم لهذه الصورة التي برزت فيها الزخرفة والهلال وتتوسطها مئذنة الجامع، وقالوا إنها صورة تميزت عن أعمال مصورين كُثر تسابقوا على التقاط نفس الصور بمنظور مميز وبرؤية مختلفة. وزادت دهشة الحضور حين علموا أن صاحب الصورة يعتبر أصغر مصور إماراتي في النادي، وقال المصعبي: «الصورة كانت تحدياً بالنسبة إليّ لأثبت براعتي في التقاط صورة سبقني إليها الكثيرون، وتميزت فيها بعناصرها وطريقة التقاطها في توقيت مميز، لتكون أيقونة سياحية تنقل جمالية معالم الإمارات إلى شعوب العالم». «عندما يحدق البوم» وفي حوار طريف دار بين ميثم العبودي وبعض الزائرين عن صورة بعنوان «عندما يحدق البوم» ركز فيها على عينيّ البومة، وعلق قائلاً: «بينما كنت أزور حديقة الحيوانات لالتقاط صور عفوية، لاحظت البومة تحدق بعينيها الثاقبتين نحوي، وكأنها تريدني أن التقط لها صورة»، موضحاً أن تصوير حركات وسلوك الحيوانات صعب للغاية، مبدياً سعادته إزاء شهادة أحد الزوار بأن صورته تمثل لوحة فنية تحتشد فيها المشاعر بأزهى تعابيرها وإيحاءاتها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©