السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أزمة الائتمان العالمية تتخذ أشكالاً جديدة رغم المؤشرات على انفراجها

20 نوفمبر 2008 00:56
أغلق الخام الأميركي الخفيف يوم 14 نوفمبر بانخفاض نسبته 5,9%، ليبلغ 57,81 دولار للبرميل، ويُعتبر هذا أدنى سعر له منذ مارس 2007 وعلى الرغم من ذلك، فإن متوسط سعر الخام الأميركي الخفيف في عام 2008 الذي بلغ نحو 108,75 دولار للبرميل ما يزال أعلى بنسبة 55% من متوسط سعره في عام 2007. من جانب آخر، تتزعم إيران نقاشاً داخل ''أوبك'' لتخفيض حصص الإنتاج اليومية مرة أخرى بما يراوح بين مليون و1,5 مليون برميل خلال اجتماع ''أوبك'' المزمع انعقاده بنهاية الشهر الجاري· ومع انتشار حالة الركود الاقتصادي من دولة إلى أخرى، استمر هبوط الطلب العالمي على النفط، بحسب التقرير الاقتصادي الأسبوعي لمركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية للفترة من 10-16 نوفمبر الجاري· أعلنت إدارة معلومات الطاقة الأميركية 12 نوفمبر عن توقعاتها الجديدة بشأن استهلاك النفط في الولايات المتحدة لعام ،2009 حيث توقعت انخفاضاً في الاستهلاك بنسبة 1,3% خلال العام القادم، وهذه النسبة ضعف توقعاتها التي نشرتها في تقريرها السابق· وفي اليوم التالي، ذكرت الوكالة أن واردات النفط الخام قد انخفضت عن مستوى الأسابيع الماضية، بينما قويت مخزونات الخام والجازولين على الرغم من انخفاض معدلات الإنتاج في المصافي الأميركية· واستمر انخفاض أسعار الجازولين في محطات الوقود، إلا أن أصحاب السيارات لم يستجيبوا لذلك بزيادة استهلاكهم· وانخفض استهلاك الجازولين في الولايات المتحدة بنسبة 1,9% مقارنة بالعام السابق· خفضت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها بشأن الاستهلاك العالمي للنفط في عامي 2008 و ،2009 حيث توقعت أن يكون الاستهلاك في عام 2008 أعلى من مستواه في 2007 بنحو 120 ألف برميل يومياً فقط، ليبلغ 86,2 مليون برميل يومياً، وأن يبلغ الاستهلاك في عام 2009 نحو 86,3 مليون برميل يومياً، بزيادة نصف مليون برميل يومياً عن مستواه في عام 2008 لذلك، فإن أكثر من نسبة 100% من النمو في الاستهلاك خلال العامين المذكورين ستأتي من جانب الاقتصادات النامية· وفي التقرير نفسه، خفضت الوكالة توقعاتها لمتوسط سعر النفط في عام 2009 من 110 دولارات إلى 80 دولاراً للبرميل· وعلى النطاق العالمي، تعاني كل الدول المتقدمة الرئيسية في الوقت الراهن من حالة ركود، أو أنها تقترب من الركود الشامل، مما أدى إلى هبوط في الطلب على النفط· وبالنسبة للصين، فعلى الرغم من تباطؤ وتيرة نموها وانخفاضه إلى 9% خلال ربع السنة الأخير، فليس من الواضح ما إذا كان ذلك سيدفعها لتخفيض طلبها على النفط والمواد الخام الأخرى أم لا· إن برنامج الإنفاق الضخم الذي أعلنت عنه الحكومة الصينية الأسبوع الماضي يشكل 15% من الناتج المحلي الإجمالي للدولة· وإذا نجح هذا البرنامج، فينبغي أن يكون كافياً للحفاظ على معدل نمو اقتصادي متسارع وأن يوازن، إلى حد ما، الخسارة في الطلب على النفط في المناطق الأخرى· لكن إذا أرادت ''أوبك'' أن تمنع الأسعار من المزيد من التدهور، فلا بد لها من تخفيضات إضافية في الإنتاج· الجدير بالذكر، أن الاستثمار قد بدأ ينتعش في العراق مع تحسُّن الوضع الأمني، خاصة في منطقة البصرة الغنية بالنفط· وتعتزم الحكومة العراقية زيادة إنتاج النفط إلى مستويات ما قبل الحرب، إذ إن 90% من الدخل الحكومي يأتي من النفط· وفي ظل هبوط الطلب العالمي على النفط، فإن زيادة الإنتاج العراقي سوف تضيف المزيد من الضغوط التنازلية على الأسعار· بدأ الاستثمار في تكنولوجيا الطاقة النظيفة ينخفض بعد أن شهد ارتفاعاً متواصلاً خلال سبعة أعوام· ويأتي هذا الانخفاض كاستجابة حتمية للهبوط الحاد في أسعار النفط وانخفاض الطلب عليه· إن أسعار النفط المنخفضة تعمل على إزاحة معظم الاستثمارات الجديدة في إنتاج النفط، خاصة الاستثمارات المتعلقة بالخام غير التقليدي، مثل البترول المستخرج من رمال القار الكندية· لكن التكاليف الباهظة المرتبطة بإنتاج مثل هذا النفط ترفع التكلفة الحدية لإنتاج النفط المُنتج خارج منظمة ''أوبك''، ما سيدفع الأسعار إلى الصعود في المدى المتوسط· وتشير بعض تقديرات التكلفة الحدية للنفط المستخرج من رمال القار إلى أن هذا النوع من النفط لن يكون ذا جدوى اقتصادية إلا إذا ارتفعت أسعار النفط مرة أخرى إلى 150 دولاراً· أما في المدى الطويل، فسيبقى النفط الرخيص شيئاً من الماضي·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©