استبعد تدخل القرار السياسي لإجبارنا على بيع حقوق خليجي 19

أكد ناصر الخليفي مدير عام قناة ''الجزيرة الرياضية'' أن سياسة القناة واضحة منذ البداية بعدم التوجه لبيع حقوق ''خليجي ''19 لأي قناة محلية باستثناء تلفزيون عُمان بصفتها الدولة المنظمة للبطولة، ورد الخليفي خلال حواره مع ''الاتحاد'' على الاتهامات التي طالت ''الجزيرة الرياضية'' من جهات إعلامية مختلفة، رفضت التوجه بعدم البيع، بل والتشكيك في سياسة المنع نفسها وتفسيرها على أنها مجرد محاولة ''لتعزيز'' البطولة من أجل رفع سعرها، بعد أن رفضت القنوات الرياضية المختلفة شراء الحقوق مقابل 3 ملايين و500 ألف دولار لكل قناة على أن يتم التنازل عن قرار المنع والاحتفاظ بالحقوق في اللحظات الأخيرة، وهو ما نفاه الخليفي، بل أكد أن إدارة ''الجزيرة الرياضية'' لا تفكر مطلقاً في أي ربح مادي وتبث البطولة على قنواتها دون الالتفات للانتقادات التي طالتها من إعلاميين خليجيين· ورفض الخليفي فكرة تشفير البطولة، وقال أنا لست مع تشفير أي بطولة خليجية أو عربية، لأن هناك مبادئ لا يجوز تطبيقها على الرياضة العربية، ومنها التشفير الإعلامي، تقليداً لما يحدث في الدوريات الأوروبية التي لها خصوصيتها· وكانت ''الجزيرة الرياضية'' قد أعلنت في وقت سابق بالعاصمة القطرية الدوحة عن عدم بيع حقوق البث لبطولة كأس الخليج المقبلة في عُمان لأي قناة خليجية واحتفاظ القناة بكافة الحقوق الحصرية للنقل التلفزيوني، وهو ما أثار استياء الإعلام الخليجي المرئي الذي كان يمني النفس بالحصول على حقوق البطولة، مما سبب توتراً بين القنوات الخليجية المختلفة من جهة، وبين قناة ''الجزيرة الرياضية'' من جهة أخرى لا لشيء إلا لرغبة الجزيرة في الاحتفاظ بالحقوق حصرياً· النقل على القنوات المفتوحة في البداية أبدى مدير عام ''الجزيرة الرياضية'' دهشته من حالة الفزع التي انتابت البعض من قرار الجزيرة بعدم بيع البطولة والاكتفاء ببثها بالمجان على القنوات المفتوحة للجميع، وأشار الخليفي إلى أن موقف قناته واضح منذ البداية فيما يتعلق بحقوق ''خليجي ''19 وقال لم نتلق أي اعتراض رسمي من أي جهة إعلامية خليجية على توجه ''الجزيرة الرياضية'' بمنع بيع حقوق البطولة، وكل ما وجدناه هو انتقادات وآراء مختلفة في وسائل الإعلام المختلفة، ومنها الإعلام الإماراتي الذي ثار على قضية الاحتفاظ بالحقوق الإعلامية للبطولة، رغم أن قناة ''دبي الرياضية'' اتخذت تلك الخطوة قبلنا في ''خليجي ،''18 ولكنها تراجعت عن موقفها، وباعت الحقوق في اللحظات الأخيرة للبطولة، وبالتالي رفضنا الشراء لضيق الوقت وعدم استعدادنا الكافي، ولم نغضب أو نحزن من موقف ''دبي الرياضية''، ولم نصرخ أو ننتقد القناة وقتها فلماذا إذا كل هذه الضجة الإعلامية· وفيما يتعلق بالانتقادات التي طالت موقف ''الجزيرة الرياضية'' من الإعلام الإماراتي ومسؤولي القنوات الرياضية ''أبوظبي الرياضية'' و''دبي الرياضية'' قال الخليفي احترم وجهة نظر القناتين، وكل واحد له حق في رأيه، كما أن موقفنا حق مشروع لنا أيضاً، وأذكر الجميع بأننا تقبلنا رفض قناة ''دبي الرياضية'' بيع ''خليجي ''18 بصدر رحب، ونتوقع أن تكون المعاملة بالمثل من الإعلام الإماراتي أيضاً الذي نحترمه وتربطنا علاقات قوية بأقطابه ومسؤوليه· وأشار الخليفي إلى أن الآراء التي رفضت موقف الجزيرة كان من الممكن أن تكون منطقية لو اعترضت على تشفير البطولة، وهو ما لن يحدث حيث إن القرار منذ البداية هو بث البطولة على القنوات المفتوحة· وقال من الممكن أن تكون ردة الفعل الإعلامية مقبولة، لو كان هناك توجه من قبلنا لتشفير البطولة، وهو أمر ليس وارد بل ستتم إتاحة البطولة على القنوات المفتوحة من أجل المشاهد الخليجي والعربي، وسيتم بثها بنظام التقنية العالية الجودة أو ما يطلق عليه "H.D" كما أننا جاهزون من الآن بمجموعة من البرامج المنوعة لتغطية البطولة، ولن يقل المستوى الذي ستكون عليه تغطية خليجي 19 عن مستوى تغطيتنا لكأس الأمم الأوروبية الماضية ''يورو ''2008 وتغطيتنا لدورة الألعاب الأولمبية في بكين الصيف الماضي· تغطية محايدة ورداً على الانتقادات التي أشار إليها البعض بأن ''الجزيرة'' سيكون لديها توجه معين ضد منتخبات بعينها، وبالتالي قد تغيب الحيادية في التغطية بحيث تفرض القناة الوحيدة صاحبة الحقوق آراءها وانتقادتها لمنتخب أو آخر على جميع المشاهدين، وتهتم بصورة أكبر بمنتخب قطر دون غيره من المنتخبات الأخرى، قال الخليفي نحن نحترم كل الآراء، ولكن لم يثبت أننا نتحيز مع منتخب ضد آخر خلال السنوات الأخيرة، ومنذ انطلاق قنوات ''الجزيرة الرياضية''، ومسألة اهتمامنا بمنتخب على حساب آخر ليست واردة لأننا نطبق معايير الاحترافية لبطولة تلقى اهتمام الشارع الخليجي، وبالتالي لن نغامر بذلك· وقال الخليفي إن الأستوديو التحليلي لكل مباراة أو برنامج يضم محللين تابعين للمنتخب الذي يلعب، بمعنى في لقاء الإمارات وقطر سيكون هناك محللون إماراتيون وقطريون للحديث عن التحليل الفني، وكذلك الأمر مع بقية المباريات، وبالتالي لا نية مبيته ضد منتخب أو آخر· وفيما يتعلق باحتمالات التراجع عن قرار النقل الحصري في اللحظات الأخيرة، خاصة بعد أن تستسلم القنوات الخليجية المختلفة، وتوافق على أي سعر تطلبه ''الجزيرة الرياضية''، قال الخليفي أولاً يجب التأكيد على أننا منذ البداية لم يحدث أن تفاوضنا مع أي قناة فيما يتعلق بإمكانية بيع حقوق البطولة، وبالتالي لم نطالب بأي سعر لها، ولم يحدث أن عرضناها للبيع على أي طرف من الأطراف الموجودة أو أي قناة خليجية، لأننا من البداية نسعى إلى أن تكون البطولة حصرياً على قنواتنا، لأن سياستنا واضحة في هذا الأمر ومسألة البيع في الوقت الحالي غير مطروحة· وأضاف: أما عن تخلي ''الجزيرة الرياضية'' عن قرار الاحتفاظ بالحقوق حصرياً والموافقة على البيع قبل البطولة بأيام من أجل تحقيق أعلى الأرباح فأؤكد أننا لا نهدف إلى الأرباح المادية، ولن نفكر في هذا التوجه، لأنه ببساطة ليس من توجهنا· وعن الرأي القائل إن سعر البطولة مبالغ فيه كونها لا تستحق مبلغ 20 مليون دولار، مما قد يؤدي إلى خسائر مادية لقناة ''الجزيرة الرياضية''، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية التي تؤثر على الإعلام لقلة الحصيلة المادية من السوق الإعلانية بشكل عام، قال إن هدفنا غير ربحي ولا نفكر في المكاسب المادية، وهذ الكلام غير صحيح، فيما يتعلق بعدم تحقيق الدخل، و''الجزيرة الرياضية'' إذا أرادت الربح الوفير من البطولة لربحت، كما أن هناك اتصالات لبيع البطولة لقنوات أوروبية وآسيوية للمرة الأولى بالنسبة للبطولة، كما أن هناك خططاً تسويقية وإعلانية للبطولة· نرحب بـ''اللوبي'' العربي وبعيداً عن الحقوق الحصرية لـ''خليجي ''19 رحب الخليفي بالدعوة التي أطلقها عدنان حمد المدير الإقليمي لقنوات ''راديو وتلفزيون العرب'' بضرورة تشكيل تحالف من القنوات الرياضة العربية للتصدي للأطماع الأوروبية التي تستغل تصارع القنوات العربية وترفع من أسعار البطولات بصورة مبالغ فيها وتحقـــــق خسائر فادحة، وقال نحن على استعداد للمـــــشاركة في هذا ''اللوبي'' الإعلامي الفضائي المكون من القنوات العـــــربية المختلفة، سواء المشفرة وغيرها، كما نرحب بالنقاش مع أي قناة والتعاون مع بقية القنوات خاصة ''دبي الرياضية'' و''أبوظبي الرياضية'' ولا توجد مشكلات بيننا· انتقادات نجيب مقبولة وأكد الخليفي أن الآراء التي أدلى بها محمد نجيب مدير قناة ''أبوظبي الرياضية'' للإعلام الإماراتي برفضه موقف الجزيرة حول حقوق البطولة محل احترام وتقدير، وقال إن نجيب أخ عزيز، لكن أذكره بأن ''الجزيرة الرياضية'' حاولت الدخول لشراء حقوق الدوري الإماراتي، ولكن ''أبوظبي الرياضة'' و''دبي الرياضية''رفضتا، وهذا من حقهما، ونحن نحترم وجهة نظرهما، ولم ننتقدهما في ذلك الوقت، ونتوقع أن نٌعامل بالمثل فيما يتعلق ببطولة الخليج التي تعتبر حقوقها ملكاً لنا، ولا يجوز أن يهاجمنا طرف من هنا أو هناك، لأننا نسعى إلى الاحتفاظ بحقوقنا والعمل على تحقيق أهداف القناة· وأضاف: كان هناك نقاش بيننا ومحاولة للاتفاق على نقل مباريات الدوري الإماراتي غير أنهما رفضا بشدة، وهذا من حقهما، فلماذا ينتقدون موقفنا· الاحتراف الإعلامي وطالب الخليفي بضرورة التعامل باحترافية، فيما يسمى بأزمة حقوق ''خليجي ''19 والتي رسختها بعض الأقلام والقنوات المختلفة، مشيراً إلى أن الدوريات الآسيوية والخليجية تدخل بقوة إلى عالم الاحتراف والإعلام الرياضي جزء لا يتجزأ عن الواقع الرياضي· وقال الخليفي اليوم عندي حقوق الدوري الإسباني، فلماذا لا يستطيع أحد أن ينتقدني أو يطالبني ببيع حقوق بث الدوري الإسباني، وأرى أننا وصلنا لمرحلة احترافية وحرية إعلام فضائي، كما تتحول الأندية الخليجية إلى الاحتراف المفروض آسيوياً، وبالتالي يجب أن يكون الإعلام على نفس مستوى الحدث وأن يكون إعلاماً محترفاً في كل شيء· واستبعد ناصر الخليفي تدخل القرار السياسي لحسم الأزمة لصالح القنوات الخليجية بإجبار قناته على بيع الحقوق لكافة القنوات، مشيراً إلى أننا بصدد الحديث عن بطولة رياضية، وليست معركة سياسية، وقال لقد سمعت أن هناك اتحادات قد تهدد بالانسحاب من ''خليجي ''19 بإيعاز من قنواتها الرياضية، وهذا الكلام غير مناسب لأننا في عصر الاحتراف· وتابع: لو تأهل المنتخب الإماراتي لكأس العالم، ونحن نملك حقوق البطولة، فهل تقول القنوات الإماراتية وقتها إنها ترغب في الحصول على المباريات أو تجبر منتخبها على الانسحاب؟ وأضاف: هذا الكلام غير منطقي، فلماذا لا نتعامل مع بطولة الخليج مثل تعاملنا مع بطولات العالم والبطولات الكبرى حيث احترام خصوصيات القناة التي حصلت على الحقوق، والتسليم بأنها تقدم المستوى الجيد والمقبول على أقل تقدير من التغطية، لذلك علينا جميعاً أن نلتزم في تصريحاتنا، وندرك أننا في عصر الاحتراف، وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها بيع بطولة لقناة دون أخرى، كما أن الجزيرة دخلت المنافسة مثل بقية القنوات، ودفعت المبلغ الذي وافقت عليه اللجنة المنظمة، ولم تقدر القنوات الأخرى أن تدفعه فلماذا الزعل إذا· وفيما يتعلق بالتدخل السياسي قال إن الحقوق عند ''الجزيرة الرياضية'' ونحن اليوم نتحدث في الرياضة وليس السياسة واستبعد تدخل القرار السياسي لفرض بيع البطولة على الجزيرة، لأن هذا الخيار غير مطروح من الأساس، ونعد بتقديم تغطية مميزة ونعمل على تسويقها حتى تخرج البطولة في أحسن صورة· وشدد الخليفي على أن سياسة ''قناة الجزيرة'' واضحة منذ البداية وتتعامل بمصداقية وشفافية مع الشارع الرياضي ولا تعمد على التضليل أو الخداع·