الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
1 أكتوبر 2016 23:49
اندهش من المؤسسات والدوائر الحكومية والخاصة التي ما زالت قابعة على أنقاض حقبة الزمن الماضي، والتي تقتات على الروتين الممل، وتترنح بين دهاليز الإجراءات العقيمة التي عفى عليها الدهر وأكلت منها سوسة الأزمان وشربت، ما عادت تناسب بريق الأجهزة الرقمية، ولا ترتقي بمتطلبات الحكومات الذكية. ومن الموظف في بعض الجهات والمؤسسات الخدمية الخاصة منها والحكومية، والذي لا يلقي بالاً لمن جاء إليه يسعى ولحاجةٍ عنده يُلبى، فيعبس ذاك الموظف في وجه المراجع ويتذمر من مراجعته ويتولى عنه وكأن هذا الشخص جاء ليستجدي منه الخدمة أو إنجاز المعاملة. أولا يعلم ذلك الموظف أنه ما وُجد في هذا المكان إلا لتقديم الخدمة لكل من يعيش في أحضان هذا الوطن المعطاء! ولكل من تطأ أقدامه هذه التربة الطيبة! ومن تلهيهم دوامة الحياة والعمل الدؤوب لاستجلاب الرزق عن أن يكون في أجندتهم اليومية وقت مكرّس لأسرهم وأبنائهم يلبي احتياجاتهم العاطفية ويستثمر بينهم العلاقات الوالدية ويقوي الروابط الأسرية والصلات الاجتماعية التي تزيد النسيج المجتمعي صحة وصلابة. ومن يتفنن في عرض مجالات استقبال الشكاوى والاقتراحات، ويبدي الاستعداد والشفافية في تقديم الأفضل والأرقى والأجود في غضون ساعات عشرية قلائل، ثم ما تلبث أن تتحول إلى شهورٍ دهرية عجاف، تقذف بالشاكي في دوامات الإجراءات الطويلة وسلاسل الخطوات المعقدة التي إما أن تكبله بقيود القهر والحسرة والتحسف على إضاعة الجهد والوقت، وإما أن تركنه على دكة ملل الانتظار والتفاؤل بحسم القرار ورد الاعتبار «وهذا ما اعتدنا أن لا يكون مهماً قاوم فينا الإصرار». ومن بعض أولئك السائقين الذين يفتقدون إلى أبسط أبجديات ثقافة القيادة والتعامل مع ظروف الشارع، فيعيثون في الطرقات فساداً. وقد يعتلي البعض منهم مقود القيادة وينفرد في السيطرة على حارةٍ «والغالب أقصى اليسار» بسرعة قد تنحدر عن السرعة الدنيا، وكأنه دفع صك التملك لها ولا يعبأ بوهج التلميح في الإفساح، ولا يعطي أولوية المرور لغيره. خديجة الحوسني
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©