الطوفان السوري في مهرجان القصبة السينمائي الفلسطيني

افتتح في مسرح وسينماتك القصبة في رام الله مهرجان القصبة السينمائي الدولي الثالث الذي يقام في الفترة بين 12 و25 نوفمبر· استهل المهرجان بالفيلم الروائي الفلسطيني ''ملح هذا البحر'' للمخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر، والذي عرض في مهرجان كان السينمائي ·2008 ويروي الفيلم قصة الشابة الفلسطينية ثريا (سهير حماد) التي ولدت في بروكلين بنيويورك وقررت العودة للإقامة في بلدها الأصلي فلسطين· لكن بمجرد وصولها إلى المطار حاملة جوازاً أميركياً تكتشف معنى الحواجز والإغلاق ومعنى أن تكون فلسطينياً· ويحمل الفيلم في طياته رسائل سياسية ذات أبعاد، تجسد الواقع الذي يعيشه الفلسطينيون تحت الاحتلال· وما يميز الفيلم خلوه من المشاهد التي تحتوي على عنف عسكري أو سلاح· ويصل عدد الأفلام المشاركة في المهرجان إلى 47 فيلماً متنوعاً من الأفلام الروائية والقصيرة والوثائقية من مختلف أنحاء العالم، الحاصلة على مجموعة من الجوائز العالمية· وتشتمل القائمة على عدد من الأفلام المميزة للمخرج الإسباني البارز بيدرو المودفار· ويعتبر مهرجان القصبة السينمائي الدولي ،2008 تواصلاً للنجاحات التي حققها مهرجان القصبة السينمائي الدولي 2006 و2007 والعروض والأيام السينمائية التي نظمتها القصبة منذ انطلاقتها لتصبح السينما الرائدة والوحيدة في فلسطين التي تحمل في طياتها جملة من الرسائل ذات البعد الثقافي والفني بدرجة أساسية، إضافة إلى البعد السياسي· وانطلاقاً من الاهتمام التي توليه القصبة لاختيار دمشق عاصمة للثقافة العربية ،2008 يشهد مهرجان القصبة السينمائي الدولي هذا العام عروضاً لسبعة أفلام سورية للمخرج عمر أميرالاي· وتتوجه أنظار جمهور المهرجان للفيلم التسجيلي ''الطوفان'' الذي أثار جدلاً واسعاً لانتقاده للحكم في سوريا، مما عرض مخرجه عمر أميرالاي لمشاكل عدة مع الأجهزة الأمنية في بلده· وفي فيلم ''الطوفان''، يطرح أميرالاي مأساة انهيار أحد السدود وتشقق سدين آخرين واحتمال تعرض باقي السدود لنفس المصير حسب التقارير الرسمية· ويبرز الفيلم طريقة التلقين الأيديولوجي لنظام الحزب الواحد، وذلك عن طريق تسليطه الضوء على حالة قرية صغيرة تدعى الماشي تقع بجوار بحيرة الأسد· ويعرض على هامش المهرجان عدد من الأفلام القصيرة لمجموعة من المخرجين الفلسطينيين الشباب، وذلك ضمن سياسة مسرح وسينماتك القصبة لتشجيع الإنتاج السينمائي ودعم المخرجين الشباب·