السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

أنجولا تنفق مليار دولار لتقول للعالم «تعافينا من الحرب»

أنجولا تنفق مليار دولار لتقول للعالم «تعافينا من الحرب»
24 يناير 2010 02:18
لم يسبق لأي بلد في العالم تصدى لاستضافة وتنظيم حدث رياضي كبير، إلا وتعرض لبعض الانتقادات التي يتبناها أصحاب الرؤى القاصرة والذين يتخذون من ارتفاع التكاليف المالية لاستضافة الأحداث الرياضية القارية والعالمية ذريعة للهجوم على الجهات التي قررت استضافة هذا الحدث أو ذاك، ولكن التجارب أثبتت أن المكاسب المباشرة وغير المباشرة التي تترتب على استضافة هذه الفعاليات لا يمكن قياس قيمتها بالمال “على الرغم من أنها تجلب مكاسب مالية على المدى البعيد”، فقد ثبت أن هناك فوائد لا حصر لها تترتب على الاستثمار في البنية التحتية من ملاعب ومنشآت وفنادق وطرق ومستشفيات، بالإضافة إلى الفائدة الأكبر التي تتمثل في توجيه رسالة واضحة للعالم حول تمتع هذا البلد بالاستقرار والقدرة على جذب الاستثمارات واستقبال الآلاف من السياح. ولم تجد أنجولا التي لازالت في بداية طريق التعافي من آثار مدمرة لحرب أهلية استمرت 3 عقود وراح ضحيتها نصف مليون شخص وسيلة للترويج لنفسها وإثبات تعافيها من آثار الحرب أفضل من استضافة بطولة الأمم الأفريقية لكرة القدم والتي تستمر حتى 31 يناير الجاري، فقد تصدر اسم أنجولا واجهات الصحف العالمية، وزاحمت أخبار البطولة تغطيات صحف أوروبا لأخبار الدوري الإنجليزي والإسباني والإيطالي والفرنسي والألماني، حيث يشارك عشرات النجوم المحترفين في هذه الدوريات مع منتخباتهم في البطولة الأفريقية، كما أن تأهل 5 منتخبات أفريقية إلى كأس العالم 2010 ومشاركة هذه المنتخبات في البطولة الأفريقية جعل أنظار العالم تتجه إلى أنجولا لمتابعة المستويات الفنية لهذه المنتخبات. وكان من المتوقع أن تكون تلك هي فرصة أنجولا للظهور أمام العالم، بعد العودة من حطام ثلاثة عقود من الحرب الأهلية، فقد تم استثمار أكثر من مليار دولار أميركي، حسبما ذكرت حكومة أنجولا، من عائدات النفط في بناء الملاعب والطرق والفنادق والمستشفيات من أجل استضافة كأس الأمم الأفريقية، وهو أكبر ثالث حدث رياضي كروي عالمي، وأكد المدير التنفيذي للجنة المحلية المنظمة للبطولة، آنطونيو مانجويرا، بأنها فرصة لأنجولا كي تظهر للعالم وتعزز عملية التنمية الاقتصادية داخلها، كما أضاف بأنهم يتوقعون أن يرسلوا عبر هذا المهرجان الكروي الكبير رسالة للعالم بأن أنجولا دولة جميلة وأن الحرب انتهت وأنها تنعم بالوحدة والسلام الآن. أنجولا تستعرض اقتصادها بالكرة بالنسبة لدولة يعيش حوالي 60 % من سكانها في فقر مدقع، كان حفل افتتاح بطولة كأس الأمم الأفريقية حدثاً استثنائياً، فلم يسبق أن ظهر الاحتفال بافتتاح البطولة بمثل تلك الصورة من البذخ، وبالطبع كان هذا الحفل من عائدات مبيعات أنجولا من النفط للعالم. وكانت رسالة أنجولا للعالم واضحة وهي “انظروا ماذا يمكننا أن نفعل، يجب أن تنظروا إلينا بجدية، وتتجهوا إلى الاستثمار في أنجولا”، حيث إن أنجولا تتنافس مع نيجيريا كأكبر دولة منتجة للنفط في القارة السمراء. وهي من أكبر دول العالم المصدرة للنفط إضافة إلى تصديرها للماس، وتمتلك القدرة على أن تكون واحدة من أسرع الاقتصادات نمواً في العالم، ولكن الفساد المالي والنزاعات السياسية السابقة وسوء الإدارة تحول دون استفادة أنجولا بثروتها النفطية وهو ما ينطبق على دولة مثل نيجيريا بشكل أو آخر. تحالف دولي في التنظيم من المؤكد أن استضافة كأس الأمم الأفريقية يعد فرصة ذهبية لإظهار أنجولا على أنها دولة ذو قوة اقتصادية ناهضة، والحصول على أرباح من استضافة البطولة ليس هدفاً تسعى أنجولا إلى تحقيقه، فقد أنفقت ما يقدر بمليار دولار أميركي في بناء ملاعب جديدة لكرة القدم وما يتعلق بها من بنية تحتية. ووفقاً لما رصدته الصحف العالمية فإن ما فعلته أنجولا يعد عملاً غير مسبوق في تاريخها، فقد أشار تقرير “بي بي سي” إلى أن الشركة المسؤولة عن بناء 4 ملاعب لاستضافة الحدث الكبير هي شركة صينية تستخدم عمالا صينيين، وتولت عمليات رصف الطرق شركة بريطانية، وقامت شركة فرنسية بالترويج للجوانب الإعلانية والدعائية ونقل الحدث، أما الإشراف على الكثير من الجوانب التنظيمية والتنفيذية فقد كان على أيدي خبراء من ألمانيا، وهذه المنظومة في العمل على الرغم من تكاليفها الباهظة إلا انها أثبتت سعي أنجولا إلى الظهور أمام العالم في صورة مبهرة. غضب شعبي بالنظر إلى المكاسب المالية المباشرة من البطولة مثل تذاكر حضور المباريات فمن المتوقع ألا تجني أنجولا شيئاً، حيث يبلغ سعر التذكرة 2.5 دولار، ومن المتوقع ألا يتجاوز ثمنها في المباريات الهامة 15 دولاراً، كما أن غالبية المباريات لا تشهد حضوراً جماهيرياً كبيراً وتبدو المدرجات شبه خاوية في كثير من المبارياتً، وهو الأمر الذي يؤكد انه لا مكاسب مباشرة من بيع التذاكر، ومن غير المحتمل حدوث أية تغيير لغالبية الأنجوليين الذين يعانون من أجل كسب قوتهم لكي يذهبوا إلى الملاعب لمتابعة المباريات التي لا تكون أنجولا طرفاً فيها، وفي المقابل فإن مكاسب بيع حقوق البطولة والأموال التي ستحصل عليها أنجولا من الرعاة الرسميين لن تشكل قطرة في بحر النفقات التي تكبدتها من أجل استضافة البطولة، وهناك قطاع لا يستهان به ليس على قناعة بالمكاسب غير المباشرة والاستثمار في البنية التحتية وتحسين صورة أنجولا حول العالم، فهناك الكثير من الأنجوليين الذين يشعرون بالغضب من الحكومة لتبديدها كل تلك الأموال من أجل استضافة بطولة كرة قدم. وهناك من يطالبون الحكومة أن تخبرهم عن التكلفة الحقيقية لاستضافة البطولة، وهناك توقعات أن تتجاوز المليار دولار، كما أنهم يتساءلون عن الأرباح التي ستجنيها أنجولا في نهاية البطولة. ولكن ليس كل من في أنجولا لديه نفس النظرة، فهناك من يرى أن هذا الحدث الكروي القاري الكبير هام جدا لاقتصاد الدولة، حيث إنه سيدفع بالتنمية ويفيد البلد بالكثير من فرص العمل والاستثمار، على الرغم من أن ملايين الدولارات التي تم انفقاها على ملاعب لكرة القدم يرى البعض انه كان يجب توجيهها إلى بناء المدارس والمستشفيات، ولكنها على أي حال مجرد بداية للبناء والتعمير في كافة المجالات، وان كانت تلك البداية التي ارتكزت على المنشآت الرياضية لم ترق للبعض، وستكون الأشهر والسنوات القادمة هي الشاهد على مدى استفادة أنجولا من استضافة أمم أفريقيا، ومدى نجاحها في جذب استثمارات جديدة، وهل نجحت التأثيرات الإيجابية لاستضافة البطولة في جعل الملايين من الأنجوليين يتجاوزن المعاناة اليومية من نقص الحاجات الأساسية مثل الماء والكهرباء والصحة والتعليم؟ أنجولا.. الحرب والسلام على مدى 27 عاماً كانت أنجولا تخضع لحرب أهلية قاسية تبعها قرار البرتغال بالتخلي عن السلطة خلال الثورة الاشتراكية بها عام 1974. وفي هذا الوقت من الفراغ في السلطة، قام الاتحاد الوطني من أجل استقلال أنجولا (يونيتا) الذي تدعمه أميركا والبرتغال وجنوب أفريقيا، والحركة الشعبية الماركسية لتحرير أنجولا مدعومة بالاتحاد السوفييتي وكوبا بحرب بالوكالة من أجل السيطرة على الدولة ومواردها النفطية وموارد الماس والحديد والذهب والمعادن الغنية بها. وراح ضحية تلك الحرب حوالي نصف مليون شخص، وفق ما ذكرته الأمم المتحدة، وخلفت 15 ألف لغم أرضي. ولم تنته الحرب رسميا إلا عام 2002 عندما تم توقيع معاهدة سلام بعد موت زعيم يونيتا جوناس سافمبي. وأنجولا حالة فريدة من الانتقال من الحرب إلى السلام وكان هناك استقرار سياسي ملحوظ منذ نهاية الحرب ولكن لم تتمتع أنجولا بإصلاحات اقتصادية ملموسة مثلما تتمتع تلك الدول التي تخرج من حالات صراع وعنف، ولهذا تطورت أنجولا اقتصادياً بشكل متقطع ومتقلب فعلى الرغم من عائدات النفط السنوية والتي بلغت 6 مليارات دولار والتي ارتفعت بنسبة 16 في المائة في عام 2008. فقد ظلت تلك الدولة تعاني من مشاكل اقتصادية ولم تكن منفتحة سياسياً بشكل كاف. ولكن كان هناك نمو اقتصادي متزايد وبعض الازدهار في العاصمة فقط دون سواها، وقد أدى هذا الازدهار في العاصمة إلى جعل لواندا تعرف على أنها أغلى المدن في العالم من حيث المعيشة فيها وفق ما ذكره المسح السنوي بواسطة جمعية دولية، ومع ذلك فلم يتمتع بهذا الازدهار سوى قلة من النخبة في تلك الدولة بينما كان أكثر من ثلاثة أرباع السكان يعيشون على أقل من 2 دولار في اليوم. ووفق ما ذكره مؤشر التنمية البشرية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، فقد جاءت أنجولا في المرتبة 143 في سلم التنمية من مجموع 182 دولة. وقد أدى الفساد إلى زيادة المشكلة في أنجولا حيث أصبحت تحتل المرتبة رقم 162 من أصل 180 دولة في تقرير الشفافية الدولي عام 2009. ويظهر هذا التباين في معيشة الناس في إقليم كابيندا الآن بشكل كبير، وهو أحد أفقر أقاليم أنجولا، على الرغم من انه ثري بالنفط. آثار حادث كابيندا دبي (الاتحاد) - وقع يوم 8 يناير وقبل انطلاقة العرس الأفريقي بيومين هجوماً بالمدافع الثقيلة على حافلة منتخب توجو أثناء سفره إلى إقليم كابيندا المتنازع عليه وهو منطقة الصراع الغنية بالنفط في أنجولا، مما أدى إلى مقتل بعض الأشخاص ودخول حارس المرمي إلى العناية المركزة، وقد أدى ذلك إلى إلقاء الشكوك حول مدى استعداد الدولة الأفريقية لاستضافة مثل هذا الحدث العالمي الكبير. وقد أثار هذا الحادث الدموي الكثير من علامات الاستفهام حول جاهزية أنجولا لاستضافة البطولة، وفي الوقت الذي كانت المساعي تتجه إلى تأكيد أن أنجولا آمنة جاء الحادث ليكرس الصورة السلبية ولكن استمرار منافسات البطولة قد يكون له أثر كبيرة في إثبات ما كانت تسعى إليه الحكومة الأنجولية وهو إثبات التعافي التام من آثار النزاعات السياسية وتأثيرات الحرب الأهلية. ومن المعروف أن الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، وكذلك الاتحاد الأفريقي لكرة القدم وغيره من الاتحادات القارية تستخدم تنظيم بطولات كرة القدم كوسيلة للتنمية في البلدان الفقيرة والنامية، وذلك من أجل تحسين البنية التحتية وتعزيز السياحة والاستثمار في مجال الأعمال طويلة الأمد بعد انتهاء البطولة، ولم تكن مبادرة منح تنظيم كأس أمم أفريقيا من قبل لدول مثل بوركينا فاسو ومالي إلا من أجل مساعدة هذه الدول على استخدام تنظيم هذه البطولة الكروية الكبيرة في دفع عجلة التنمية والاستثمار في البنية الرياضية والاقتصادية بهذه الدول، وقد أكد إيان هاوكي، وهو خبير في كرة القدم الأفريقية وصحفي ومؤلف كتاب “قصة كرة القدم الأفريقية” أن كأس الأمم الأفريقية تقدم الكثير للدولة المضيفة، وأنه خلال الخمس عشرة سنة الماضية استضافت كل من مالي وبوركينا فاسو بطولة الأمم الأفريقية والآن أنجولا هي التي تستضيفها. وقد أدى هذا إلى جعل تلك الدول تنشئ ملاعب كرة قدم متطورة، ومنشآت فندقية وطرقاً ومستشفيات وبنية أساسية قوية، وثبت بالدليل العملي تطور كرة القدم في مالي منذ عام 2002، وفي بوركينا فاسو أيضاً. صحفي غاني يتعرض للضرب من الأمن الأنجولي لواندا (ا ف ب) - تعرض صحفي إذاعة رياضية غانية يقوم بتغطية نهائيات كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم في أنجولا إلى الضرب أمس الأول من قبل قوات الأمن الأنجولية ووصف الاعتداء بأنه “وحشي”. وأوضح شاهد عيان صحفي غاني فرانك أبداي في تصريح لوكالة فرانس برس أن زميله فيفي تاكي الذي يعمل للمحطة الإذاعية الخاصة “جولد”، تم الاعتداء عليه من قبل رجال الشرطة ومسؤولي الأمن بعدما منعه من حضور مؤتمر صحفي للمنتتخب الغاني في أحد فنادق العاصمة لواندا. وأضاف الشاهد “منع الصحفي من حضور المؤتمر الصحفي، وأحاط به عدد من رجال الشرطة والأمن وأبرحوه ضرباً”. مشيراً إلى أنه “ألقي القبض عليه ولكن أطلق سراحه فيما بعد”، وتابع أن الاتحاد الغاني لكرة القدم طلب تشديد الإجراءات الأمنية على منتخب بلاده قبل مواجهة أنجولا اليوم في الدور ربع النهائي. وكتبت إذاعة “بيس ستايشن اف ام” الغانية على موقعها في شبكة الأنترنت “أن الصحفي تعرض لاعتداء وحشي”. وكان الاتحاد الغاني تقدم بشكوى الثلاثاء الماضي بسبب اعتداء قوات الأمن على أحد المشجعين الغانيين بعد مباراتهم مع بوركينا فاسو (1-صفر) في الجولة الثانية الأخيرة من منافسات المجموعة الثانية. وأدان المتحدث باسم الاتحاد الغاني راندي الاعتداءين معاً بالإضافة إلى حوادث أخرى التي هدفها شحن الأجواء قبل المباراة الساخنة اليوم في الدور ربع النهائي. وأكد أباي في مؤتمر صحفي أن الاتحاد الغاني تقدم باحتجاج رسمي للاتحاد الأفريقي، مشيراً فيه إلى “المضايقات وتكتيكات الترهيب التي يستخدمها الأنجوليون”. وتابع “لقد ضمنا الاحتجاج جميع الأحداث التي حصلت لنا بما فيها الاعتداء على الصحفي. تطورت كرة القدم الآن ومثل هذه الحوادث يجب ألا تحدث في عام 2010 ربما لو حصلت في الثمانينات سيكون ذلك مفهوماً”. وأضاف “هذا أمر مشين، نأمل فقط بأن تتحسن الأمور”، مشيراً “إذا كان الأنجوليون يقومون بهذه الأمور خوفاً من احتمال الإقصاء من البطولة، فليتوقعوا ذلك لأننا ننوي إلحاق الهزيمة بهم، وبعدها بإمكانهم الاعتداء علينا كيفما شاؤوا”. وسرد اباي حوادث أخرى مع رجال الشرطة والأمن عانى منها المنتخب الغاني منذ وصوله إلى العاصمة الأنجولية، وقال “لدينا مشاكل مع الشرطة الأنجولية، خصصوا وحدة مراقبة تعمل 24 ساعة لتنقل على الهواء مباشرة كل ما يتعلق بالمنتخب الغاني مستخدمة حافلة ضخمة للنقل التلفزيوني”، مضيفاً “عندما قمنا بالاحتجاج قدموا لنا قصصاً مختلفة، بل ذهبوا إلى حد اتهامنا بالاعتداء على رجال الشرطة، إننا نجد ذلك مؤسفا للغاية”. وتابع “القضية الأخرى تتعلق بأحد مشجعينا الذي تعرض للضرب وإصابة خطيرة في مكان حساس.. وأنا أتحدث إليكم الآن، فاتورته الطبية بلغت حوالي 900 دولار”.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©