الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كسر حاجز العزلة وأظهر فئة جديدة تسمى أدباء المنتديات

كسر حاجز العزلة وأظهر فئة جديدة تسمى أدباء المنتديات
20 نوفمبر 2008 01:46
اتجه في الآونة الأخيرة معظم الأدباء اليمنيين إلى إنشاء مواقع الكترونية ثقافية تهتم بالنشاط المحلي اليمني، مع نشر بعض المواد الثقافية العربية: مقالات، أخبار، نصوص· فبرزت مواقع مثّلت حراكاً أدبياً ملحوظاً حتى صارت مرجعاً لقراءة المشهد الثقافي في اليمن، كمواقع: عناوين ثقافية، جدارية، أشياء، أفياء، ملكة سبأ، إرباك، ومنتديات: المشكاة الثقافي (الذي توقف أخيراً وكان أوّل موقع يمني يعطى حيّزاً واسعاً للجانب الثقافي)، وجدل· إلى جانب عدد من المدونّات والمواقع الخاصة بالأدباء والأديبات، وبالمؤسسات الثقافية· ماذا عن تحرير هذه المواقع وعلاقتها بالصحافة الثقافية الورقية، ومدى انتشار الأدب اليمني وتطوّره عبرها، وهل هناك حدود لحرّية النشر؟ أسئلة توجهنا بها إلى عدد من محرري هذه المواقع البارزة مبتدئين بالسؤال عن إنجازات الصحافة الثقافية الالكترونية، وما يميزها عن الصفحات والملاحق الثقافية؟ وعن ذلك يجيب أحمد السلامي (مؤسس ورئيس تحرير موقع عناوين ثقافية) بالقول أنه على الرغم من أن انجازات الصحافة الثقافية الالكترونية في اليمن ''متواضعة وعملها يسير من دون تخطيط ومن دون تمويل، إلا أنها نجحت في الإعلاء من شأن الخبر الثقافي المحلي وربطه بالسياق الثقافي العربي، وتمكنت إلى حد ما من التفوق على الملاحق الثقافية الورقية التي تصدرها الصحف الحكومية، من خلال سرعة نشر المادة ومواكبة الحدث الثقافي، والأهم من ذلك خلو الصحافة الإلكترونية من الاحترازات والأولويات التي يتقيد بها محررو الملاحق الورقية إلى جانب تميزهم بالركون إلى العلاقات الشخصية''· ويقول علي جاحز (رئيس تحرير موقع بيت الشعر اليمني) إن ''هذا النوع من الصحافة الإلكترونية فتح فضاءات واسعة أمام المثقف والمبدع ليوصل صوته إلى ما خلف حواجز الحدود السياسية والصحفية فأنت عندما تنشر مادة في مجلة فإنك لا تستطيع الوصول بسهولة إلى القارئ في مختلف البلدان فيما النشر الإلكتروني جعل التواصل متسارعا وليس ثمة ما يمنعك أن تقرأ ما تريد ومتى تريد وأن تستعيد تصفح ما تريد· وهذه المواقع تشكل أرشيفاً مفتوحا لا يحتاج إلى كلفة للبحث عن مادة ما''· ويلاحظ ياسر عبدالباقي (رئيس تحرير موقع جدارية) ''الحضور الملفت للمواقع الثقافية اليمنية على الساحة العربية رغم قلتها''، ويرى أن ''الصحف والملاحق الثقافية الورقية قليلة وخجولة، لا تخرج عن جغرافيا اليمن، لذلك نجد أن المواقع الثقافية هي الوجه الآخر والبديل للصحافة الورقية''· وبالنسبة لصالح البيضاني (مشرف موقع القصة اليمنية ومدير تحرير المواقع الثقافية بوزارة الثقافة) فإن هذه المواقع ''استطاعت أن تخرج بإبداع المثقف اليمني خارج نطاق المحلية التي كان يعاني منها وفتحت آفاقاً جديدة للمبدع اليمني لنشر إبداعه في نطاق زماني ومكاني أوسع وفره عالم الويب الذي ألغى الحدود وقلص من وسائل النشر التقليدية التي استحوذ عليها عدد محدود من كبار الكتاب ولم تتح لمعظم الأدباء وخصوصا الشباب منهم ·· فالصفحات والملاحق الثقافية الورقية تعاني من محدودية الانتشار والقطرية المفرطة''· ويقول محمد العابد (رئيس تحرير موقع أشياء) ''في الصحافة الورقية اليمنية يكاد ينعدم الاهتمام بالصفحات الثقافية، وتلك الصفحات على ندرتها تختفي في كل مناسبة وغيرها ليوضع مكانها صفحة إعلانية· كسر مقص الرقيب وماذا عن القول بتميّز المواقع في حرية نشر المادة، وهل هناك حدود لهذه الحرّية؟ حسب صالح البيضاني ''يأتي على رأس مميزات النشر الالكتروني أنه استطاع كسر مقص الرقيب، فالرقابة على المادة المنشورة تكاد تكون معدومة تماما مما خلق متنفسا وهامشا لا محدودا من الحرية التي يفتقد إليها الكاتب اليمني في منابر النشر التقليدية التي تخضع لعدة مراحل من الرقابة قبل خروج المادة للنور· وقد ساهم ذلك الأمر في خلق حالة نادرة من حرية الكتابة التي ساهمت بدورها في ظهور نماذج جديدة من الكتابة لم تكن معروفة في المشهد الثقافي اليمني من قبل، والتي يأتي على رأسها الرقابة الذاتية النابعة من معرفة الكاتب نفسه للمساحة المتاحة من الحرية وهو ما كبل الكثير من العقول التي وجدت في النت فضاء للتحليق بحرية ''· ويقول السلامي: ''أعتقد أن المدونات الشخصية تتمتع بهامش حرية أوسع، أما المواقع الثقافية فمحددات الحرية تتفاوت تبعاً لثقافة محرر الموقع وقناعاته ومدى شجاعته في التغلب على رسائل القراء الغاضبين، كما أن سياسة التحرير في المواقع الثقافية لا تعبر عن مؤسسة بقدر تعبيرها عن أفراد، ولكل محرماته ومقدساته''· ولا يخفى أن جميع المواقع الثقافية تلقت تهديدات من متعصبين، وبلغت ذروتها حين قامت إحدى شركات الاستضافة العربية بإغلاق موقع ''إرباك'' في مرحلة سابقة· ويعتقد علي جاحز أن ''لا حدود للحرية في هذه المنابر الإلكترونية إلا ما يمكن أن يضر بحرية الغير أو يشكل مساسا بثوابت العقيدة الدينية والوطنية··· وأعتقد أن المادة الهزيلة لا مكان لها في منابرنا''· ويؤكد ياسر عبدالباقي على أن هناك حرية واسعة في النشر، ولكنه يقول ''هناك قواعد نحن ملتزمون بها في موقع جدارية، وهي معايير مهنة وأخلاق الصحافة، بعيدا عن تصفية الحسابات''· أدباء المنتديات وإذ نسأل ياسر: هل أدى هذا النوع من النشر إلى انتشار الأدب اليمني وتطوره؟ فإنّه يقدّم إجابة مختلفة: ''لا·· النت لم يساعد كثيرا في نشر الأدب اليمني، بل أظهر فئة جديدة، يمكن تسميتها بأدباء المنتديات· لهذا اعتقد أننا مازلنا نحتاج للكتاب الورقي لنشر الأدب اليمني''· وعن السؤال نفسه يجيب أحمد السلامي: ''في تجربتي الشخصية مع موقع ''عناوين ثقافية'' كنت أتمنى تحقيق قفزة في نشر الأدب اليمني، لكن انكفاء أغلب الأسماء البارزة وعدم تعاملها مع الحاسوب قلل من تحمسي لحصر دور الموقع في تحقيق هذه الغاية، ومع ذلك أسهمت المواقع في تعريف المتصفح العربي إلى عدد من الأسماء الأدبية التي ينتمي أغلبها للجيل الشاب المنفتح على الانترنت والمنتديات· وبصورة عامة فإن ما ينشر في المواقع لا ينقل صورة مكتملة عن المشهد الأدبي اليمني، لكن الصورة الجزئية أحدثت تفاعلاً موازياً لها، فهناك دراسات نقدية أنجزها كتاب عرب بالاعتماد على النصوص اليمنية المنشورة الكترونيا''· أما عن تأثير الصحافة الالكترونية على تطور النص الأدبي فيرى السلامي أن ''هذه مسألة غير قابلة للقياس لأنها ترتبط بمدى استفادة التجربة الشخصية للكاتب من تجارب الآخرين، ولأن قياس تطور المنتج الأدبي يتطلب قراءة شاملة بعد فترة من الزمن''·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©