الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مصطفى عبد الغني يرصد الاتجاه القومي في الأغنية الوطنية

مصطفى عبد الغني يرصد الاتجاه القومي في الأغنية الوطنية
20 نوفمبر 2008 01:48
''الاتجاه القومي في الأغنية الوطنية العربية'' عنوان أحدث كتاب في المشروع الثقافي للناقد والمؤرخ المصري د·مصطفى عبد الغني، وهو المشروع الذي يعنى فيه ببحث الاتجاه القومي في الثقافة العربية بشكل عام، حيث بحث من قبل الاتجاه القومي في أكثر من وجه ثقافي في مقدمتها النقد الأدبي العربي والرواية العربية، وأخيراً يأتي دور الأغنية الوطنية العربية· والمعروف أن معظم الدول العربية وفي مقدمتها مصر عاشت خلال القرن الماضي حالة مد قومي كبير، إذ تسبب الاستعمار الغربي في تنبيه الحس القومي لدى الشعوب العربية، فسعت سعيها إلى التخلص من نير الاحتلال وتأسيس دول ذات سيادة، وبرغم أن الطريق أمامها كان غير مُعَبّد وميسور، فإنه انتهى على أية حال بالاستقلال العربي الشامل باستثناء جزء من فلسطين لا يزال ينز بالدماء الحارة حتى وقتنا هذا· والمعروف انه كان لرواد الفن والأدب والصحافة أدوارهم المؤثرة في دعم القومية العربية والنظم السياسية المتحررة، ولا سيما بعد قيام ثورة يوليو عام ،1952 فكانت قلوب الجماهير العربية من الخليج إلى المحيط متعلقة بما كان يتغنى به الفنانان الكبيران محمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ على وجه خاص، فقد عُني كل منهما بدعم ثورة يوليو والنُّظُم العربية المتحررة من خلال الأغنية، اذ كانت لأغانيهما أدوار مهمة في جذب تأييد الشعوب العربية إلى الحركة القومية النابضة في العالم العربي· وفي هذا الكتاب ـ الصادر عن دار العالم العربي للنشر في القاهرة ـ رصد لما كان لهذين الفنانين من جهود فنية محورية خلال ما أسماه المؤلف ''زمن الحلم القومي''، فقد كان هذا الزمان يؤذن بمرحلة جديدة من الغناء، فبعد أن شهدت الحالة الفنية العربية هبوطا سياسيا حادا مع هزيمة يونيو عام 1967 حيث كان الشعب العربي على وشك أن يغرق في غمامة سوداء، لم يكن أحد ليصدق أن أغاني ما بعد النكسة من أمثال ''السح الدح امبو'' و''الطشت قال لي'' و''العتبة جزاز'' يمكن أن تليها أغان أخرى تساعد على نهضة المارد العربي وخروجه من قمقمه· وعلى هذا النحو يعيد مؤلف الكتاب التأكيد على ما عرف عن عبد الحليم حافظ من أنه مطرب الثورة المصرية حيث تحول من مجرد مطرب عاطفي إلى رمز تعلق الناس به حينما غنى ''فدائي·· فدائي·· أهدي للعروبة دمائي''، ونفس الأمر بالنسبة لعبد الوهاب الذي قام بأكبر ثورة للتلحين في عصره، كما قدم بصوته أغنيات أصبحت علامة في تاريخ الأغنية الوطنية العربية، أبرزها رائعة علي محمود طه ''أخي جاوز الظالمون المدى'' التي تغنى بها بعد نكبة عام ،1948 على الرغم من أن تاريخه مع الأغنية الوطنية يرجع إلى أبعد من ذلك حيث قدم في أربعينات القرن العشرين سبع أغنيات وطنية لاقت استجابة جارفة في وقتها وفيما بعد أما عبد الحليم حافظ فقد ظهر في فترة خمسينات وستينات القرن العشرين، حيث كانت الدول العربية، معظم الدول العربية، تخرج من عصر الاحتلال الغربي والتبعية إلى عصر جديد شهدت فيه البلاد العربية عدة تغييرات إيجابية وجدت معبرا لها لدى عبد الحليم، حتى أن الكاتب الصحفي الكبير أحمد بهاء الدين قال عنه ''كانت آمالنا فيه كبيرة'' فقد كان عبد الحليم قريبا جدا من جمال عبد الناصر حتى أن الزعيم أمر في إحدى المرات بتأجيل سفره إرضاء للفنان الذي غنى أغنية ''المسؤولية''، أما الفنان فقد كان مدركا إلى حد بعيد مكانة هذا الزعيم وثورته التي كانت ثورة للشعب العربي كله، حتى سمى عبد الحليم بابن الثورة·ضاحكة عابثة·· لكنها جادة جداً تحقيق مجلة الشباب لبيرم التونسي صدر كتاب بعنوان ''عبث الشباب'' حول واحدة من أهم أعمال بيرم التونسي وهي رائعته مجلة ''الشباب''، وهي تقدم للقارئ بيرم التونسي الشاب الرحال المنفي عن وطنه من خلال تجربته في المجلة التي كانت منبرا بث من خلاله فكره وأزجاله ومقاماته وقصصه القصيرة في صورة ضاحكة عابثة مازحة· لقد تفوق بيرم على نفسه وأبدع في هذه المجلة من خلال تعدد أبواب تلك المجلة التي رصدها الكاتب أشرف أبو اليزيد في هذا الكتاب، الذي يعد الإصدار السادس ضمن سلسلة إصدارات ذاكرة مصر المعاصرة التي تصدرها مكتبة الإسكندرية تكريماً لهذا الثائر السكندري بيرم التونسي· يقع الكتاب في 224 صفحة ويستهل بمقدمة للدكتور إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية عن علاقة بيرم بالإسكندرية· يضم الكتاب بين طياته إحدى عشر فصلاً تفند أعمال بيرم وإبداعاته في مجلة الشباب من العدد الأول لها وحتى آخر عدد لها وهو العدد العشرون، يستعرض الفصل الأول الإطار الذي صدرت أثناءه جريدة ''الشباب'' قبل سبعين سنة، فيتطرق فيه أبو اليزيد إلى لمحات من حياته وسيرته الذاتية، ثم يغوص في أعماق فنون بيرم وآدابه· أصدر بيرم بعد استقراره في منفاه، الوطن تونس، في يوم الخميس 29 أكتوبر عام 1936 العدد الأول من جريدة ''الشباب''، كانت الجريدة بحجم التابلويد، يتصدرها الشعار بخط نسخ صاف وتحتها تصطف أربع كلمات تعبر عن مضمون المجلة ''تصدر ضاحكة عابثة مازحة''· وإلى اليسار الاسم بالحروف الفرنسية· وقد ظلت أعداد الشباب تتابع، حتى صدر عددها الأخير في مارس عام ·1937 يشير أشرف أبو اليزيد في هذه الدراسة إلى أن أبواب مجلة الشباب يمكن أن تصنف في 22 عنواناً رئيسياً، ومنها: الكاريكاتير، والرسوم الساخرة، والإعلانات المختلفة، والقصص والأزجال والأشعار المعارضة، والأخبار والافتتاحيات المناهضة، والاستفتاءات والبريد· ومن الجلي أن ''الشباب'' كرست جل صفحاتها للشأن التونسي، الداخلي والخارجي، ولكن تجدر الإشارة إلى عروبة ''الشباب'' التي تستمدها من عروبة محررها· وسنقرأ بين حين وآخر معالجة مصرية، وشامية، مثلما سنطالع محطات جزائرية ومغربية· وفي الفصل الثاني ''مذكرات المنفى'' يوضح أبو اليزيد أن بيرم التونسي كان يستعيد بقلمه الساخر وحسه الساحر ذكرياته في فرنسا، وبالتحديد في مدينة مرسيليا، حيث عاش في منفاه· وقد جمع هذه الذكريات ناشر تونسي، مجهول، متقصياً مصادرها في ''الشباب'' وغيرها· ويضم الجزء الثالث من الدراسة بعض من افتتاحيات الشباب، ملحقا بملاحظات ختامية حول الافتتاحيات التي كانت تعد ركنا أساسيا في الشباب، حيث غطت الافتتاحيات موضوعات متنوعة سياسية ودينية وفنية واجتماعية· ويتعرض الجزء الرابع ''بيرم التونسي قاصا'' إلى قصص مجلة الشباب التي كانت تأتي باسم ''قصة الأسبوع'' وقد كانت تنم عن معرفة جمة بالحياة التونسية، وهي معرفة استقاها بعين الباحث الناقد، والشاعر اللماح، ويستطيع القارئ أن يتلمسها بين السطور حتى في أبسط المفردات، وقد اختار أشرف أبو اليزيد نموذجين من الأدب السردي ليعبرا عن موضوعات التونسي في قصصه، وفي تنوع أشكال الأدب، حيث اختار أن يكتب أحد قصصه على شكل حوار تمثيلي، في رواية مسرحية من أربعة فصول· وفي الجزء الخامس مقامات التونسي يستعرض المؤلف أبطال مقامات التونسي وشخصياته المتجددة، وفي الفصل السادس ''رسوم الشباب'' يضع المؤلف بين يدي القارئ بعض الرسوم التي صاحبت أبواب الشباب· ومن الغريب أن معظم الرسوم جاءت غفلا من التوقيع·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©