الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«المدرب المواطن».. رجل الطوارئ فقط في «الألعاب الجماعية»

«المدرب المواطن».. رجل الطوارئ فقط في «الألعاب الجماعية»
16 مايو 2015 21:16
وليد فاروق (دبي) يعاني المدرب المواطن في الألعاب الجماعية حالة تجاهل شديد، جعلت تواجده على الساحة الرياضية يتضاءل إلى حد الندرة، بل والاختفاء في أحيان كثيرة، تاركاً الباب مفتوحاً على مصراعيه للمدرب الأجنبي، يمرح ويقود منفرداً داخل الصالات المغلقة، في الوقت الذي لم تشهد نتائج الألعاب الجماعة الطفرة التي تدعم وتساند الموقف الحالي ببقاء الأجنبي في مواجهة رحيل المدرب المواطن. ورغم النجاح الكبير الذي حققه المدرب المواطن في اللعبة الأكثر شعبية وهي كرة القدم، متمثلا في الإنجازات الكبيرة وغير المسبوقة التي قادها مهدي علي مع منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم وقبلها مع المنتخبين الأولمبي والشباب، إلا أن هذه العدوى لم تنتقل بعد إلى بقية الألعاب الجماعية، فالكل يرحب بها قولاً، ولكن التنفيذ في الواقع لم يحرز أي تقدم. وبنظرة واقعية على فرق الألعاب الجماعية في الاتحادات الثلاثة «الطائرة واليد والسلة»، فإن دوري الكرة الطائرة يضم 11 فريقا هم بني ياس والشباب والجزيرة والنصر والوصل والعين والأهلي وحتا وعجمان والوحدة والرمس، بينهم 9 أندية يستعينون بالمدربين الأجانب، بنسبة 78% من إجمالي المدربين، في حين أن هناك ناديين فقط استعانا بالمدرب المواطن، وهما الأهلي الذي قاده المخضرم خالد الجسمي، كبديل مؤقت للصربي بوجدان، أما النادي الآخر فهو الرمس الذي أسند مهمة قيادة الفريق إلى عمر محمد العاجل، ومساعده بدر محمد غردقة. الغريب أن تبرير اختيار مدرب مواطن لقيادة فريق الرمس جاء على لسان مسؤوليه إلى قلة الموارد المالية في النادي، ولو كانت هناك إمكانات مالية أكبر للنادي لكان استعان بمدرب أجنبي. ويكاد يكون الوضع في دوي كرة السلة متطابقا، فوسط 7 أندية تشارك في المسابقة هي الأهلي والشباب والشارقة والشعب والنصر والوصل وبني ياس، هناك 6 مدربين أجانب في 6 أندية، ومواطن وحيد فقط بنسبة 14? تقريباً من إجمالي المدربين، هو عبد الحميد إبراهيم مع نادي الوصل، وهو يعد أقدم مدربي اللعبة في الدولة وصاحب رصيد كبير من الكفاءة والخبرة. ولا يختلف الوضع كثيراً مع كرة اليد، ففي مسابقة الدوري الذي تشارك فيه 9 أندية هي الأهلي والنصر والجزيرة والوصل والشباب والعين والشعب والشارقة واتحاد كلباء، يتواجد مدرب مواطن وحيد هو قاسم عاشور في نادي الوصل، والذي حل أيضا بديلاً للجزائري المقال كمال مادو، أما بقية الأندية، فجميعهم أجانب ما بين عرب وأوربيين، وبالتالي، فإن كل الشواهد تؤكد أن المدرب المواطن لا يظهر على الساحة إلا في ظروف استثنائية مؤقتة ولفترات قصيرة سريعا ما يختفي بعدها. «الاتحاد» تفتح هذا الملف الشائك من خلال رصد هذه الظاهرة في ملاعبنا والأسباب التي جعلتها حالة عادية، وذلك من خلال جمع آراء كل الأطراف المسؤولة في الاتحادات الثلاثة أو مسؤولي الأندية، وأيضا نماذج من أصحاب القضية أنفسهم وهم المدربون المواطنون. في البداية اعتبر ماجد سلطان، نائب رئيس اتحاد كرة اليد، أن أزمة غياب المدرب المواطن عن ساحة الألعاب الجماعية في الدولة، مشكلة يشترك فيها المدرب والنادي كلاهما يسهم بدور في صنعها. وقال: «اتحاد كرة اليد يحاول قدر الإمكان البحث عن مدربين مواطنين في الأندية، ولكننا نصطدم بعدم وجود مدربين يمتلكون الرغبة في العمل والتطور، وللأسف الموجودون أغلبهم «موظفون» عكس المدرب الأجنبي الأكثر احترافاً وتفرغاً». وتابع: «بعد كثير من البحث لم ننجح في التوصل إلى مدرب مواطن يكرس جهده في النادي الذي ينتمي إليه فقط، ولكن 90% من المدربين الموجودين غير متفرغين، في الوقت الذي تبحث فيه الأندية عن مدرب متفرغ يولي فرقها الاهتمام والوقت الكافيين، ما يسهم في تحقيق لها طموحاتها في المنافسة على الألقاب». وأكد سلطان أن الاتحاد يخاطب الأندية كثيراً لترشيح مدربين مواطنين لخوض دورات تدريبية وتأهيلية، ولكن الأندية، نظراً لفشلها في العثور على المدربين المطلوبين لا ترد على الاتحاد من الأساس. وأوضح: «بمنتهى الصراحة تلعب الرواتب الضعيفة دوراً مهماً في تحجيم إقبال المدربين المواطنين على الانخراط في هذه المهنة، فهي غير محفزة، وأي مهنة أو وظيفة أخرى قادرة على أن تمنحهم أضعاف ما قد يحصلون عليه في مهنة التدريب، مع الوضع في الاعتبار أن الكفاءة التدريبية أمر مكتسب، ولن تأتي إلا بالخبرة والاحتكاك، وطالما المدرب لا يعمل فإن الخبرة لن تعرف طريقها إليه ولن يبرح مكانه ولن يتقدم خطوة نحو الأمام». ودافع سلطان عن الجهود التي يبذلها اتحاده في هذا الصدد، وقال: «ليست لدينا منتخبات مراحل سنية في الوقت الحالي، نظراً لعدم وجود أجندة بطولات ومسابقات لهذه المراحل على مدار 4 سنين باستثناء منتخب الشباب، وباقي المنتخبات ليست فاعلة حالياً، وبالتالي فإن المدرب المواطن غير متواجد على صعيد المنتخبات السنية، علما بأننا في كل مرة نبحث عن مدرب مواطن في الأندية لا نجد وإذا وجد فإنه مؤقت». وجدد سلطان تأكيده على أن هذه الأزمة نتاج علاقة وتقصير مشترك بين كل من الأندية والمدربين المواطنين أنفسهم، وتتكرر أيضا فيما يتعلق بعد وجود حكام مواطنين، فالأندية غير قادرة على تقديم لا مدربين ولا حكام مواطنين، والأشخاص أنفسهم لا يعملون على تطوير ورفع كفاءتهم. ووضع حيي حسن رئيس لجنة المسابقات باتحاد الكرة الطائرة نائب رئيس لجنة المنتخبات، يده على الجرح معتبراً السبب الحقيقي للأزمة هو عدم وجود عنصر الثقة بين الأندية والمدربين المواطنين، وقال: «اتحاد الطائرة حريص على تنظيم دورات تدريبية لكن المشكلة أن الأندية ليس لديها الثقة في قدرات المدربين المواطنين، رغم أنهم أبناء النادي وتربوا بين جدرانه كلاعبين قبل أن يكونوا مدربين، ولكن الأندية تثق أكثر في المدرب الأجنبي، لذا تجد تواجد المدربين المواطنين على الخارطة التدريبية ضعيفا جداً». واعتبر اختيار مدرب أجنبي نوعا من إخلاء المسؤولية من قبل إدارات الأندية كي تظهر في صور الموفرة لكل عناصر النجاح لفريقها، وكشف عن قرار سابق أصدره اتحاد الطائرة بضرورة تعيين مساعد مدرب مواطن ضمن الجهاز الفني لكل فريق، لكن الأندية نجحت في التحايل على هذا القرار من خلال تعيين مدرب أجنبي مساعد وظيفته الظاهرة انه إخصائي والحقيقة أنه مساعد للمدرب. وأضاف: «منذ عامين أقيمت دورة تدريبية تحت مظلة اتحاد الطائرة، ولكن لم يتقدم لها سوى مدربين اثنين فقط من المواطنين، في حين اقتصر الحضور من المدربين الوافدين على مدرسي التربية الرياضية، وبالتالي لم تكن دون أي فائدة». وتابع: «اتحاد الطائرة كان حريصا خلال العامين الماضيين، على تعيين كادر تدريبي مواطن لكل منتخبات المراحل السنية، مثل خالد الجسمي من الأهلي وإبراهيم المناعي من بني ياس ومحمد عتيق خلف من النصر، لكن عدم وجود أجندة مشاركات لمنتخبات المراحل السنية هذا الموسم حال دون استمرار هؤلاء المدربين». وأوضح «اعتماد نادي الرمس على كادر تدريبي مواطن لفريق الكرة الطائرة يرجع سببه إلى قلة موارد النادي المالية، ولو كان الوضع مختلفا وامتلك النادي إمكانات مالية أكبر لاستعان بكادر تدريبي أجنبي». وتمنى أن يوجد قرار يفرض على الأندية تعيين مدرب مساعد مواطن بشكل إلزامي مثل اتحاد كرة القدم، بحيث لا يتم التحايل عليها من قبل الأندية، وعلى أضعف تقدير يستفيد المدرب المساعد من خبرة المدرب الأجنبي، وهو ما يؤهله لتولي المسؤولية منفرداً لاحقاً. ترويسة 4 يحتل المدربون الجزائريون صدارة قائمة العاملين في دوري اليد، ويبلغ عددهم 4 مدربين حالياً، بعد أن كانوا 5 قبل إقالة كمال مادون مدرب الوصل والاستعانة بقاسم عاشور. ترويسة 1 يعتبر عبد الحميد إبراهيم مدرب فريق النصر للسلة، وعمر العاجل مدرب فريق الرمس للطائرة، المواطنين الوحيدين اللذين توليا مسؤولية فريقهما من بداية الموسم. عاشور: عدم التفرغ «حجة».. والأجنبي «أكذوبة» المدربون يردون: امنحونا الفرصة ثم حاسبونا دبي (الاتحاد) على الجانب الآخر من المشكلة، يقف المدربون المواطنون، يحاولون مد جسور الثقة بينهم والأندية كي يعبروا عليها، لكنهم يصطدمون بأمواج عاتية من الرفض والتشكيك، ومحاولات تصوير المشكلة على أنها تقتصر على عدم رضا المدربين المواطنين عن المقابل المادي الذي يحصلون عليه في الأندية، وهو ما يحول دون تطويرهم لأنفسهم، واكتفائهم بأداء دور المؤقت أو البديل. وما بين هذا وذلك كان لابد أن نستمع للمدربين أنفسهم والتعرف على وجهة نظرهم للدفاع عن حقوقهم والرد على الاتهامات التي طالتهم سواء من الأندية أو الاتحادات الرياضية. في البداية، وجه قاسم عاشور، مدرب فريق كرة اليد بنادي الوصل، اللوم إلى إدارات الاتحادات والأندية الرياضية باعتبارهما المسؤولين عن ظاهرة اختفاء المدربين المواطنين من الساحة الرياضية، وقال: «نريد أن نعرف معيار الأندية والاتحادات في اختيار المدربين لتولي المسؤولية الفنية للفرق والمنتخبات، الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة أيضا مسؤولة عن تحديد هذا المعيار». وأضاف: «الأندية تقول إنها تسعى وراء البطولات ولذا تفضل المدرب الأجنبي، ومع ذلك عندما تضطر بعض الأندية إلى الاستعانة بمدرب مواطن نجد أن العقد بينهما عبارة عن «صفحة بيضاء»، وهو دليل على عدم وجود حقوق أو واجبات». وحول اتهام المدربين المواطنين بعدم التفرغ، رد قاسم عاشور: «أنا لست مدرباً متفرغاً.. والمتفرغون يتلقون رواتب مرتفعة، إلا أنهم لن يقدموا جديداً يزيد على ما يمكن للمدرب غير المتفرغ أن يقدمه، فماذا يفيد حضور المدرب إلى النادي في التاسعة صباحاً، وما هي مشكلة الأندية مع المدرب غير المتفرغ». وتابع: «كل هذه الاتهامات الغرض منها إبعاد المسؤولية عن الأندية وتصوير المدربين على أنهم هم المقصرون، والفيصل هو الكفاءة وليس التفرغ من عدمه». وطالب مدرب الوصل الأندية أن تمنح المدربين الفرصة كاملة قبل أن تحاسبهم، ولا تخضع مسألة الاختيار إلى معايير الحب والأهواء، وضرب مثلاً بتوليه مسؤولية أحد الفرق من عدة سنوات، وقال: «أطالب إدارة النادي بمستحقات اللاعبين المتأخرة، لأن اللاعبين لا يقدرون على العطاء وتحقيق النتائج وتركيزهم مشغول بمستحقاتهم، ولكن إدارة النادي لم تكن تستجيب لمطالبي، وفي اليوم التالي لخروجي من النادي استعانوا بمدرب أجنبي، وكانوا يمنحون اللاعبين مكافآتهم ومستحقاتهم بعد المباريات مباشرة، وعندما تغيرت النتائج قالوا إن هذا الفارق بين المدرب المواطن ونظيره الأجنبي». وعبر مدرب كرة اليد عن إعجابه بتجربة مهدي علي مع منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم، وقال: «أتمنى أن تنظر جميع الاتحادات الرياضية إلى تجربة اتحاد الكرة واستعانتها بالمتألق مهدي علي، فبعدما منحه كامل الدعم وحرية العمل مع فريقه، جاءت النتائج الطيبة وحقق المنتخب مع مهدي إنجازات عديدة، سواء كان منتخب الشباب أو الأولمبي أو الأول». وأعرب قاسم عاشور عن اعتقاده بأن التدريب حاليا أصبح يخضع للعلاقات مع إدارات الأندية أكثر من كونه يرتكز على كفاءة المدرب، وأن السيرة الذاتية باتت مطلوبة من المدرب المواطن داخل الدولة أكثر من كونها مطلوبة من المدرب الأجنبي، بدليل أن هناك ناديا تعاقد مع مدرب أجنبي اعتمادا على سيرته الذاتية التي تضمنت قيادته لفريقه السابق للفوز ببطولة أوروبا، ومع بعض التدقيق من قبله هو شخصيا تبين زيف هذه السيرة الذاتية، وأن المدرب كان يتولى قيادة أحد فرق السيدات في الدرجة الثالثة. واعترف عاشور أنه يدرك أن مهمته الحالية مع فريق الوصل، «مؤقتة» ومع هذا فإنني أبذل قصارى جهدي دون النظر إلى هذه المسألة، متمنياً أن ينظم اتحاد كرة اليد دورة تدريبية للمواطنين فيها اختبار وتقييم حقيقي ليس مجرد حفل لتوزيع الشهادات على المدربين المشاركين. واختتم المدرب تصريحاته بالتأكيد على أن أي رئيس اتحاد يقول عند بداية توليه مهام منصبه إن المدرب المواطن على قائمة أولوياته، هو تصريح للاستهلاك ولا يمت للواقع بصلة، فالمدرب المواطن خارج دائرة الاهتمام أساساً. الجسمي: «الجماعية» طاردة دبي (الاتحاد) اعتبر خالد الجسمي مدرب فريق الكرة الطائرة بالنادي الأهلي، أن الألعاب الجماعية غير كرة القدم، أصبحت لا تجتذب المواطنين للانضمام إلى كوادرها الفنية، سواء على مستوى المدربين أو غيرهم، علما أن المدرب المواطن هو الأقرب لفهم عقلية وشخصية اللاعب الإماراتي. وقال: «الأندية تطالب بمدربين مواطنين متفرغين تماماً، وهذا لا يحدث لظروف عديدة، أبرزها المقابل المادي الضعيف الذي يحصل عليه المدرب، وبالتالي فإنه يضطر إلى الاحتفاظ بوظيفته إلى جانب التدريب كي يضمن وجود دخل مادي مناسب له، وفي المقابل، فإن الأندية تمنح ثقتها للمدرب الذي يمتلك سجلاً حافلاً من الخبرة والكفاءة، وهو الأمر الذي يكون صعباً على المدرب المواطن تحصيله بسهولة». واعترف الجسمي أن الأندية تحاول في أوقات كثيرة تأهيل وصقل المدربين من أبنائها، حيث تقوم بإرسالهم في دورات تدريبية، سواء داخل البلاد أو خارجها، ونفس الأمر تقوم به اللجنة الأولمبية الوطنية التي كانت قد أرسلت للأندية تطلب منهم ترشيح مدربين لخوض دورة تدريبية خارج الدولة لمدة 6 أشهر. في نفس الوقت، كشف مدرب الأهلي عن أن الاتحادات كانت تهتم بصقل المدربين المواطنين بإقامة دورات متخصصة، لكنها توقفت في الفترة الأخيرة ربما لقلة عدد المتقدمين، في الوقت الذي حال عدم استمرارية مسابقات وبطولات منتخبات المراحل السنية في عدم اكتراث الاتحادات أكثر بالمدربين المواطنين. ألقى باللوم على جميع الأطراف المطوع: يتعاملون بمبدأ الـ «بارت تايم» دبي (الاتحاد) ألقى فارس المطوع مشرف الألعاب الجماعة بنادي الشباب باللوم على جميع الأطراف، سواء في الاتحادات الرياضية أو الأندية أو المدربين أنفسهم، وكذلك اللوائح الملزمة لعمل الأجهزة الفنية والإدارية، مشيراً إلى أن المدرب كي يثبت أقدامه وينال فرصته بشكل كامل في قيادة الفرق الأولى لابد أن يكون مبدعاً وذا كفاءة في المقام الأول، وأن يكون متفرغا تماما لمهام عمله الرياضي. وأوضح المطوع: «الأندية تتطلع دائماً للمنافسة والبحث عن البطولات والإنجازات، وتحقيق البطولات يتطلب تكتيكاً فنياً عالي المستوى، وبالتالي فنحن لسنا ضد المدربين المواطنين، بل بالعكس نحن ندعمهم ونمنحهم الفرصة، بشرط أن يطور المدرب نفسه ويكون قادراً على مواكبة التطورات الفنية المتسارعة في مجال العمل التدريبي». وأضاف: «المدرب المواطن يجب أن يكون صاحب فكر وأداء محترف.. لكن معظم المدربين المواطنين للأسف غير متفرغين، ولهم مشاغلهم ودواماتهم الخاصة، أي أنهم يتعاملون مع التدريب على اعتبار أنه «بارت تايم» في الوقت الذي لا نبخل فيه كأندية على دعمهم ومنحهم أكثر من فرصة على مستوى المراحل السنية، ويجب أن يلتمس الجميع العذر للأندية لأنها تسعى وراء البطولات، والمنافسات القوية تحتاج إلى كفاءات تدريبية عالية». وضرب المطوع المثال بالمدربين الخليجيين وتحديداً من البحرين والكويت الذين نجحوا في فرض أسمائهم وتفوقهم من خلال تطوير أنفسهم، ويحصلون على مقابل مادي عال، وقال: «لو لدينا مدربون مثل البحرين أو الكويت كان الأمر قد اختلف ولنجحوا في الحصول على عائد مادي مرتفع، الوحيد الذي نجح في فرض تفوقه هو عبدالحميد إبراهيم في كرة السلة، والذي يعد صاحب أعلى راتب مدرب مواطن في الدولة، لأنه نجح في فرض نفسه بقدراته وكفاءاته». الهنائي يتساءل: أين اهتمام المدربين بأنفسهم اين اهتمام المدربين المواطنين بأنفسهم دبي (الاتحاد) أوضح خالد الهنائي عضو اتحاد كرة السلة، المدير التنفيذي لنادي الوحدة، أن أي مدرب مواطن يثبت كفاءته سيجد فرصة كبيرة في تدعيم مكانه وفرصته، وقال: «لو أثبت المدرب المواطن كفاءة، مثل الأجنبي، فأنه سيلقى دعم الجميع، لكن المشكلة الحقيقية والتساؤل الذي يفرض نفسه: أين اهتمام المدربين بأنفسهم، فهم لا يريدون العمل والارتقاء خطوة خطوة، بل يريدون الانطلاق من أول خطوة نحو رأس القيادة الفنية للفريق الأول». وأضاف: «الأندية تبحث عن البطولات التي لا تتحقق إلا بمستوى فني عال، والمدرب المواطن مع حصوله على أولى شهاداته في مجال التدريب يريد قيادة الفريق الأول وهو أمر غير واقعي، لأنه مطالب أن يهتم بنفسه أولا ومحصلته من الشهادات التدريبية وخبراته التراكمية هي التي تقيمه وتضعه في المكانة التي يستحقها». وكشف الهنائي عن قلة عدد المدربين المواطنين المتواجدين على ساحة كرة السلة، وقال: «من بين 12 نادياً لا يوجد سوى 5 مدربين مواطنين، وهذا عدد غير كاف لنقول إن لدينا ذخيرة منهم، نحن نحاول إيجاد فرصة للموجودين حتى على مستوى منتخبات المراحل السنية، لكن المدرب طموحه أن يتولى الفريق الأول دون أن تكون لديه المؤهلات التي تدعم موقفه». ودافع الهنائي عن الجهود التي يبذلها اتحاد كرة السلة من أجل النهوض بمستوى المدربين المواطنين، وقال: «يقوم الاتحاد بتنظيم أكثر من دورة تدريبية وتصنيفية، وذلك على اعتبار أن المدرب الذي لا يملك تصنيفاً لا يستطيع التدريب، ومع هذا فإن الإقبال ضعيف، وعلى ما يبدو أن شغف كرة القدم أشد جذباً للمدربين المواطنين ويحول مسارهم بعيداً عن بقية الألعاب».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©