الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

عاصمة إمبراطورية السيارات اليابانية تستعيد عافيتها

عاصمة إمبراطورية السيارات اليابانية تستعيد عافيتها
16 مايو 2015 21:35
تويوتا سيتي (أ ف ب) تمثل الأرباح القياسية التي حققتها مجموعة تويوتا لصناعة السيارات مصدر ارتياح لمدينة تويوتا التي كانت في الماضي مركزا لصناعات النسيج، وشهدت في تاريخها الحديث سنوات طويلة من الاضطرابات الاقتصادية. هذه المدينة، التي تضم 422 ألف نسمة والواقعة في منطقة ناجويا (وسط)، كانت في الماضي قرية ريفية مسماة كورومو يعيش سكانها على إنتاج الحرير. إلا أن القطاع بدأ يترنح في نهاية الحرب العالمية الأولى بعد الأضرار الكبيرة التي مني بها جراء الزلزال الذي ضرب مدينة كانتو سنة 1923، وأسفر عن 140 ألف قتيل ومرحلة الانهيار الاقتصادي الكبير سنة 1929. وفي عام 1933، في وقت كانت اليابان تعول على الصناعة الوطنية لمواجهة آثار الأزمة وتعزيز اقتصاد هذا البلد الإمبريالي، قرر كيشيرو تويودا صاحب الرؤية الاستشرافية الانطلاق في مجال تصنيع السيارات مع المواد الأولية نفسها التي استخدمها والده ساكيشي مخترع أول منسج أوتوماتيكي. وكان حينها يبحث عن موقع لبناء مصنع كبير. وأبدت مدن عدة في المنطقة اهتمامها، إلا أن كورومو اختيرت لاستضافة هذا المشروع. ونقاط القوة لديها كانت أسعار أراضيها غير الباهظة، ووجودها على مقربة من سكة حديد ومدرج طيران (إذ كانت المجموعة تملك طموحات لدخول قطاع الطيران)، لكن أيضاً «حماسة» رئيس البلدية آنذاك جويشي ناكامورا. وبعد مواجهته ترددا من جانب مالكي الأراضي، لم يتوقف رئيس البلدية عن بذل كل الجهود اللازمة لتفادي إنهاء المفاوضات. ويروي موظف بلدي لوكالة فرانس برس أن «أحدا لم يكن مقتنعا حقيقة في تلك المرحلة بقطاع صناعة السيارات، لكن رئيس البلدية كان لديه حدس جيد»، مشيدا بقرار ثبت أنه «جوهري في ازدهار المدينة». وبذلك ولد في 28 أغسطس 1937 مصنع «تويوتا جيدوشا كوجيو» (مصنع تويوتا للسيارات)، وهي الشركة التي باتت الأولى في قطاعها، على أراضي كورومو. وفتح المصنع البالغة مساحته حينها 495 ألف متر مربع أبوابه في الثالث من نوفمبر 1938 لاستضافة خمسة آلاف عامل. وحاليا تعد المجموعة سبعة مواقع إنتاجية في مدينة «تويوتا سيتي» وثلاثة مواقع أخرى في المناطق المجاورة من أصل 12 في اليابان. ويعمل حاليا حوالى 70 ألف شخص لحساب مجموعة «تويوتا» في المنطقة، والكثير منهم تناقلوا المهنة عبر الأجيال. وتضم المجموعة حوالى 40% من إجمالي الموظفين العاملين في قطاع السيارات. وفي رمز لتقاطع المصائر بين المدينة والشركة، أثار التخلي عن اسم كورومو سنة 1959 لمصلحة تسمية «تويوتا شي» (أو «تويوتا سيتي») جدلا في المرحلة لكن الفكرة باتت اليوم مقبولة على نطاق كبير على الرغم من أن رئيس البلدية يأسف لما يراه اختزالا للمدينة بهذه المصانع. ويقول توشيهيكو اوتا «صحيح أنها مدينة السيارة واسمها يدل عليها لكن هذا ليس كل شيء». ويضيف «يجب عدم إغفال ذكر أن 70% من المقاطعة مكسوة بالغابات. نحن أكبر منتجين للأزر في مقاطعة ايشي. ونزرع العنب والإجاص. تويوتا سيتي لها أوجه متعددة كثيرا ما تختفي وراء صناعة السيارات». وعلى رغم المساعي للتنويع، لا يزال الاقتصاد المحلي يعتمد بشكل كبير على مجموعة تويوتا. وتحولت الشركة بفضل فروعها المتعددة إلى امبراطورية خلال النصف الثاني من القرن العشرين، خصوصا مع ملكياتها العقارية الضخمة ونشاطاتها في قطاعات متنوعة كالسياحة والتأمين وإدارة صناديق التعاضد. وثمة قول شائع في مدينة تويوتا سيتي مفاده «كلما تبدأ تويوتا بالسعال تصاب المدينة برمتها بالزكام»، وثبتت صحته بشكل خاص أثناء أزمة 2008 - 2009، وما أعقبها من مشكلة سحب كميات كبيرة من سيارات تويوتا من الأسواق الأميركية. واضطرت الشركة اليابانية إلى الاستغناء عن الآف الموظفين الموقتين بينهم عدد من المهاجرين البرازيليين من أصحاب الأصول اليابانية، في حين سجلت الإيرادات الضريبية لمدينة تويوتا سيتي المتأتية من الشركات تراجعا موقتا (من 49 مليار ين سنة 2007 إلى 3,4 مليار ين فقط بعدها). وبالإضافة إلى هذا الأثر المباشر، «الجو كان محبطا في كل المنطقة» بحسب رئيس البلدية. أما اليوم، فباتت «تويوتا» تحقق أرباحا تاريخية والمدينة استعادت تفاؤلها وألقها مع مشاريع بلدية جديدة ترعاها «تويوتا».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©