الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

يوسف أبولوز يبني عالماً من الوهم في قصيدة الواقع

يوسف أبولوز يبني عالماً من الوهم في قصيدة الواقع
19 مايو 2011 00:03
نظم بيت الشعر في مركز زايد للبحوث والدراسات التابع لنادي تراث الإمارات أمس الأول في مقره بمارينا البطين في أبوظبي أمسية شعرية للشاعر الفلسطيني يوسف أبو لوز، قرأ فيها منتخبات من شعره. وفي تقديمه للشاعر يوسف أبو لوز قال الشاعر إبراهيم محمد إبراهيم “يستضيف بيت الشعر اليوم علماً من أعلام الشعر العربي، حيث لم يأخذ حقه كشاعر يستحق تقديراً أكثر على مستوى الوطن العربي”. واستعرض محمد ابراهيم جزءاً من سيرة أبولوز الشعرية والإبداعية من خلال خمس مجموعات شعرية وثلاثة كتب تهتم بالثقافة في الإمارات ومنطقة الخليج. وأشار إلى فوز مجموعته الشعرية “ضجر الذئب” عام 1995 بجائزة عرار الأدبية الأردنية، وترجمات شعره إلى الإنجليزية والألمانية واشتغاله في الصحافة الثقافية كونه رئيساً للقسم الثقافي في جريدة الخليج. واستهل يوسف أبو لوز الأمسية الشعرية بكلمة شكر فيها بيت الشعر في أبوظبي مدينة الشعر والإخاء والمحبة - كما أطلق عليها - وقال “إنها مدينة برعت في كل شيء، الشعر والمحبة شأنها شأن الإمارات العزيزة على قلبي، هذا الوطن، وطن الشعر والمحبة من الشارقة إلى دبي إلى أبوظبي إلى كل بقعة فيه”. ونوه أبو لوز إلى أن قراءته في الأمسية ستقتصر على عدد من القصائد القصيرة التي لم يسمها بل اكتفى بأن أطلق عليها “قصائد” ولأنها لا تحمل عنوانات تدل عليها فإننا سنكتفي بمطالعها والتي صاغها الشاعر في الفترة من عامي 2005 حتى 2006. يطرق يوسف أبو لوز عوالم وجودية في أغلب قصائده التي تحمل تساؤلات إنسانية مهمة حيث يقول في قصيدة له: “نازعت أبا حيان التوحيدي/ على مسألة في النثر/ وقلت: أنا نثرُ الحنطة في حقل أبي أحمد/ تحت غيوم داكنة في كانون/ أنا نثر الأرز على تيجان النسوة في الأعراس/ ونثر الرمل على الرمل/ قال التوحيدي/ - فأنت إذاً/ ما ترك النمل على درب النمل”. فما بين نثر التوحيدي في اللغة ونثر الحنطة “زمن الزرع” في كانون ونثر الأرز “زمن البهجة” في الأعراس ونثر الرمل “زمن الوجود” في المكان تبدو قصيدته حاملة سمات حكائية ذات بعد فلسفي حيث الدلالات المتشعبة للنثر بين الفكر والواقع وكل ذلك ممزوج بموروث فيه شيء من الترميز الذي يبقى خفيا إلى حدود بعيدة. وفي الوقت الذي يبدأ فيه أبو لوز ينسج نصه الشعري على شكل حكائي تراه في نهايته يخرج من حكائيته ليبني صورة قائمة على التصور وربما نجد في قصيدته اللاحقة شيئاً من التوصيف المقلوب الذي يعتمد على وقع المفاجأة في قلب الصورة وامتلاكها طرافة العلاقة بين الذئب كونه رمزاً عدائياً شرساً والكلاب كونه رمزاً دونياً. “لست ذئباً ولا من طباعي/ العواء على الليل ظناً من الحيوان/ بأن الليالي قطيع/ وما جعت يوماً/ ولا نبتُ صيداً/ فمثلي من دون ناب/ لست ذئباً ولكن/ تقنعت وجهاً لذئب/ لكي لا تعض حياتي الكلاب”. هنا تبدو جمالية القصيدة من خلال قافيتها العفوية التي هي شكل بسيط يطابق بنية قلب الصورة في حكاية ليس فيها من التعقيد شيء، وكما يمكن القول فيها إنها اقتربت من البنية السطحية للنص، إذ لا إغراق ولا إيهام في معانيها، ويبدو أن هذا ما يميز شعر يوسف أبو لوز ليس في غرابته بل كونه أليفاً قريباً من الوضوح ولا أدل على ذلك من قصيدته هذه “خلت أني على رأس مملكة /وحصاني من الريح/ أحكم بالعدل/ والشعب شعبي/ ولكن فيه خلائق زنج/ عجباً من خيال كهذا/ أنا ملك/ غير أني من الشطرنج “. حيث تبدو القافية غير مقحمة والصورة تتطابق مع اختيار قفلاتها واللعب على الواقعي والوهم ضمن ممارسة شعرية محكمة، ولهذا فإن شعر أبو لوز يبدو ذهنياً وتأمليا وأبعد من الخطابية والمنبرية.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©