السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«المونديال» أفضل بـ «تقنية الفيديو»

«المونديال» أفضل بـ «تقنية الفيديو»
25 يونيو 2018 01:25
بعد أكثر من أسبوع من بداية نهائيات كأس العالم «روسيا 2018» التي تستمر شهراً كاملاً، مازال من المبكر جداً معرفة حجم التغيير الذي ستدخله تقنية التحكيم بمساعدة الفيديو، أو الـ«فار»، على اللعبة؛ ولكن ثمة عدة مؤشرات تفيد بأنها تحسّنها وتجعلها أفضل. وحتى الآن، يلاحظ أن هناك عدداً أقل من المعتاد من الأخطاء الخطيرة ولا أخطاء من الحكام أثّرت على نتائج المباريات، وعلاوة على ذلك، يبدو اللاعبون أكثر تركيزاً على التسجيل منه على تجنب الأهداف، مقارنة مع منافسات كأس العالم السابقة، وأقل تركيزاً على إيذاء الخصوم وترهيبهم منه على محاولة خداع الحكام ودفعهم لاتخاذ قرارات لمصلحتهم. «إعادة اللقطة» تُستخدم لتسوية الحسابات في الرياضات الاحترافية منذ سنوات، ولكن كرة القدم رياضة محافظة للغاية، وأي تغيير بسيط في قواعدها يثير جدلاً كبيراً جداً؛ لأن اللاعبين والمدربين يعتبرون اللعبة مثالية كما هي الآن، غير أنه تبين أن بعض الابتكار والتجديد فعال جداً. وعلى سبيل المثال، فإن قرار 2006 الذي ينص على طرد الحكام للاعبين الذين يقومون بضرب لاعبين آخرين على مستوى الرأس بالمرفق بشكل متعمد قلص إصابات الرأس بـ29 في المائة. غير أن إدخال تقنية الفيديو الـ «فار» إلى كأس العالم للمرة الأولى هذه السنة، قوبل باحتجاج كبير جداً؛ لأن كرة القدم لعبة ديمقراطية جدا تلعب وتعشق في البلدان الفقيرة كما في البلدان الغنية. والحال أن الـ«فار» يمثل إضافة من البلدان الغنية، فقد تم اختباره لموسم واحد في بعض الدوريات الغنية، مثل ألمانيا وإيطاليا، حيث لم يلق نجاحاً كاملاً، إذ احتج الأنصار في كلا البلدين على الوقت الطويل لاتخاذ القرارات والذي بلغ دقيقتين أو أكثر عندما يوقف الحكام اللعب قصد الاحتكام إلى شاشة الفيديو. وبحلول منتصف الموسم، تقلصت مدة إيقاف اللعب، غير أنه في إحدى المباريات الألمانية، وبعد إعادة اللقطة بفضل تقنية «الفار»، استدعى الحكم الفريقين من استراحة ما بين الشوطين لتنفيذ ضربة جزاء، وفي مباراة مصيرية في أستراليا، تعطلت التكنولوجيا في لحظة دقيقة جداً، وتم احتساب هدف فوزٍ كان ينبغي ألا يحتسب، وفي إيطاليا، رفض حكم عنيد هذه التكنولوجيا أكثر من مرة، وارتكب أخطاء أثرت على نتيجة المباراة. ومع ذلك، تظهر الإحصائيات المستخلصة من التجارب أن تقنية الـ «فار» حققت بعض النتائج المهمة، في القسم الأول من الدوري الإيطالي الموسم الماضي، مثلاً قلصت هذه التقنية نسبة القرارات الخاطئة للحكام من 6 في المئة إلى 1 في المائة، كما انخفض عدد الأخطاء بـ8.8 في المائة، وعدد البطاقات الصفراء بـ14.7 في المائة، وعدد أخطاء التظاهر ومحاولة إيهام الحكم بوقوع خطأ بـ43 في المائة. هذه التكنولوجيا يبدو أنها بدأت تؤتي أكلها في كأس العالم 2018. إذ لا يوجد حديث حالياً حول أخطاء كارثية للحكام على غرار ذاك الذي ميز المنافسات السابقة. والواقع أن تقنية الـ «فار» لا تزيل كل الذاتية من قرارات الحكام، الذين يقيمون الوضع على الشاشة، ولكنها تتيح لهم القدرة على مشاهدة ما جرى من الزاوية نفسها المتاحة للجمهور الذي يشاهد التلفاز في بيوته، ما يضمن عدم ارتكاب أخطاء سافرة. وتظهر دراسة لجامعة لوفن في بلجيكا نشرت قبل كأس العالم أن الحكام الذين يشاهدون كل جزء من المباراة بالعرض البطيء يميلون بشكل عام إلى أن يكونوا أكثر حزماً وصرامة عند إصدار العقوبات، إذ يميلون في الغالب إلى النظر إلى الأخطاء على أنها متهورة أو متعمدة وليست عرضية، كما أنه إذا شعر اللاعبون لا شيء يفلت من انتباه الحكم، فإنهم يكونوا أقل ميلاً إلى ارتكاب الأخطاء. ولا شك في أن إحدى مميزات كرة القدم الأكثر إثارة للإحباط بالنسبة للمشاهدين، هي قلة الأهداف المسجلة، ولكن كأس العالم 2018 هي الأولى منذ 1954 التي لم تنتهِ فيها أي مباراة من المباريات العشرين الأولى بالتعادل بدون أهداف. والواقع أنه ليس ثمة أي علاقة واضحة بين إدخال تقنية الـ «فار» والطابع التنافسي جداً للمباريات في روسيا، غير أنه قد تكون ثمة علاقة أعمق، ذلك أن كرة القدم يمكن أن تكون لعبة قذرة بعيداً عن المراقبة، لعبة يقوم فيها بعض اللاعبين بإيذاء بعضهم البعض بطرق تتجاوز انتباه ويقظة الحكام، ولكن مع تقنية «الفار»، يستطيع لفريق خاص يشاهد المباراة من زوايا عدة بإشعار الحكم على الملعب بوقوع شيء مخالف للقواعد، وهكذا، يصبح العنف الخفي على الملعب أمراً عديم الجدوى تقريباً، أو على الأقل أكثر كلفة وخطورة، ولهذا، يركز اللاعبون أكثر على التنافس الشريف. هذه بالطبع مجرد وجهة نظر، وجهة نظر مشاهد لكرة القدم، ولكن في المقابل ليست هناك أي تغييرات كبيرة أخرى في كأس العالم، وهذا يفسر سر اختلافها الواضح عن المنافسات السابقة، وكونها تقدم فرجة أفضل، وأكثر متعة بشكل عام. * ليونيد برشيدسكي محلل سياسي روسي ينشر بترتيب خاص مع خدمة واشنطن بوست وبلومبرج نيوز سيرفس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©