الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«تعابير صامتة» تعبر عن أحلام ضحايا الاتجار بالبشر

«تعابير صامتة» تعبر عن أحلام ضحايا الاتجار بالبشر
16 مايو 2012
تضمن معرض«تعابير صامتة» الذي يشمل 44 عملاً فنياً، أنجزتها 34 من النساء من مراكز إيواء النساء والأطفال، رسمت بألوان زاهية رغم القتامة التي عاشها ضحايا الاتجار بالبشر، حفرن بأناملهن على الصخر لينجين من عذاب وقهر الاستغلال، وهاهن اليوم يرسمن أحلامهن في الغد. وتدرب الجميع على يد أخصائية ليحررن مشاعرهن ويقلن كلمتهن التي ستظل خالدة، وهو المعرض الذي يقام حالياً في الجاف جاليري بالتعاون بين مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون ومراكز إيواء النساء والأطفال، وسيعود ريع مبيعاته لصالح المراكز، وتستمر فعالياته لغاية 17 مايو الجاري. زينت جدران الجاف جاليري، بعدة لوحات حملت عناوين مختلفة، منها» براعم، الغابة أكثر رأفة، « قراصنة، قراصنة»، استغلال، أعماق، معاناة، شعري كما كان، بدايات، وقت للشاي، عثرات، المتمسك بالأمل، ربيع، مفتاح الحياة أو أقدار، تعابير صامتة، أحلام متكسرة، سعيا إلى الحرية، البجع الحالمات، دموع دامية، تواصل، لا اسم لك، عالمي، مكاني، كاندنسكي، إلهامي، أنا1 وأنا 2 حياة، أتركني وحيدة، أذية أنثى، أمل، بيت هوليودي، عذاب قلب، أياد وأكف، هنا كنا، مشاعر 5 رسمتها ضحية عمرها 14 سنة، ومشاعر 4 رسمتها سيدة عمرها 19 سنة، مشاعر 3 صاحبتها عمرها 20 سنة، أما مشاعر 2 شكلتها سيدة عمرها 17 سنة، في حين شكلت لوحة مشاعر 1 سيدة عمرها 23 سنة، أوقات عصيبة، ألون مستقبلي، وشجرة الحياة، ومجموعة أخرى من الأعمال الفنية التي نفذت على القماش، بالإكريليك والزيت، ومواد أخرى، من أصل 80 عملاً أنجزتها 34 من النساء من مراكز إيواء طوال ستة أشهر وأكثر من 80 ساعة تدريب تحت إشراف الفنانة التشكيلية جنيفر سايمون، ما سمح لهنّ بالتعبير عن مشاعرهن، وعزّز فيهن الثقة بالنفس، ونمّى القدرة لديهنّ على الانخراط في المجتمع والتواصل مع الآخرين، رسمتها مجموعة من النساء تراوحت أعمارهن بين 14 سنة و32 سنة من دول مختلفة يجمهن الألم ويوحدهن الأمل. الفرح عن هذا المعرض قالت هدى الخميس كانو، مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون «إننا في مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون نسعى إلى تعزيز شراكتنا الاستراتيجية مع المراكز من خلال جميع أشكال التعاون في إطلاق المبادرات وتقديم الدعم ومنها مبادرة تعليم الفنون للنساء في مراكز إيواء وإقامة معرض «تعابير صامتة» إسهاماً في تحقيق رسالة إنسانية قوامها حماية النساء والأطفال، وضمان احترام إنسانيتهم، والتخفيف من معاناتهم، ودعم مراكز إيواء في إيصال رسالتها، وتقديم أوجه الرعاية الاجتماعية والقانونية والنفسية والطبية والتعليمية والمهنية لمحتاجيها. وأضافت كانو إن في الفن إمكانات التعبير الأجمل عن الحياة، والاسهام في تغييرها للأفضل، وعندما تعجز الكلمات نلجأ للألوان والرموز كي تحكي قصصنا وبفعل ذلك فإننا نستعيد الصحة والثقة ونمتلك القدرة على الفرح مجددا، فعبر هذا الفن يتغلب المرء على الحدود والإشكاليات وتتحرر اللغة من أغلاله، فيتحقق التعبير الأصدق من أعمق المشاعر الإنسانية لتكتمل بذلك عملية الخلق والإبداع». بداية حياة من جهتها قالت سارة شهيل، المدير التنفيذي لمراكز إيواء النساء والأطفال إن معرض «تعابير صامتة» سيتم فيه بيع لوحات رسمت بأنامل هؤلاء الضحايا تسعى لتحقيق مبادرة ضمن برامج تأهيلية تتبناها المراكز لتأهيل الضحايا وإكسابهن مهارات تكون مصدر رزق لهن تحميهن من الاستغلال والمتاجرة بهن مستقبلا وتمكنهن من بداية حياة جديدة في مجتمعاتهن كشريحة فاعلة وسوية تشارك بكل ثقة في البناء معتمدة على ذاتها تحقيقا لحياة كريمة ودعما لأمن وسلامة مجتمعها وكافة المجتمعات. لغة الألوان وقال الفنان جلال لقمان إن المبدأ القائم عليه هذا المعرض نبيل للغاية، يعتمد على تحرير شعور هؤلاء النسوة من مشاعر الخوف والقسوة والألم، وهذا ما يتضح من خلال هذه اللوحات، إذ يعتبر الفن نوعا من العلاج، والتوعية بهذا الوباء الذي ينخر المجتمعات. أما عن القراءة الفنية فأوضح لقمان أن فترة التدريب كانت قصيرة جدا ف80 ساعة بالنسبة لأي متدرب تعتبر غير مجدية إلا بالنسبة لمن لديه موهبة وزخم أو مخزون كبير من المشاعر التي تظهر فجأة على السطح، وهذا دليل على أن أفضل لغة للتعبير عن كل المشاعر هي: لغة الألوان. وقال: من الملاحظ أن الألوان الزاهية اتخذت مساحة واسعة من كل الأعمال تقريبا، وهي ألوان نابعة من جوف الرسام عادة، بحيث لا يمكن أن نوجه من يعمل على لوحة ما، عكس ما يشعر به، فرغم الألم وما تعرضن له من تنكيل، فالأمل هو سلاحهن، إذ شملت بعض اللوحات على الماء والزرقة والخضرة وهذا عنوان أمل، وفي لوحة عنونت ب» أتمنى حياة أخرى» حيث رسمت الفنانة نفسها جميلة محاطة بعدة حواجز تقف ربما بينها وباقي العالم، ورغم اختلاف العمر والدولة التي تنتمي لها سيدة أخرى فهي رسمت الفكرة نفسها، لكن ربما تحتمل الفكرة تفسيرا آخر وهو خوفها من الانتقادات التي قد تطولها من الأهل والناس، في حين رسمت أخرى خاطفها الشرير، لكن خلفية اللوحة كانت وردية وهذا دليل على أنها تحررت من مشاعرها القاتمة وتحلم بمستقبل مختلف، ولوحة أخرى حملت أكثر من يد، وهي تحت عنوان» أياد وأكف» وهي لمجموعة من النساء ضحايا الاتجار بالبشر من عمر 14 سنة إلى 32 سنة، من آسيا وافريقيا، تقول «تذكرونا بأياد تلقي عليكم بالتحية وتلوح لكم بالوداع» ولوحة أخرى تضم عدة أرجل وهي لمجموعة من النساء من مراكز إيواء النساء والأطفال، من عمر 14 سنة إلى 32 سنة من آسيا وأفريقيا، تحت عنوان» من أنحاء العالم أتينا لنكون هنا يجمعنا الألم ويوحدنا الأمل». ولم يخف لقمان انبهاره بفكرة لوحة تحت عنوان» دموع دامية» وهي لضحية عمرها 28 سنة يقال إنها تعرضت لتعذيب وقهر نفسي على يد خاطف ومتاجر باللحم البشري مما جعلها تهرب وتبلغ الشرطة، فكانت هنا ترسم أحلامها، وصورت اللوحة عبارة عن قنينات زجاجية تختلف ألوانها، وهي تعبر عن حياة الفرد التي تكون نقية في عيون الصغار وجميلة لكنها في عيون الكبار هي دموع دامية تحكي قصة المعناة والألم». تطوع من جهتها قالت إيزابيل بونوسامي مهتمة بالعمل الخيري التطوعي ومسؤولة بجمعية نهتم للمسؤولية الاجتماعية ورئيسة فرقة لكرة الطائرة التي تقوم بمباريات في المدارس يعود ريعها لماكز إيواء: يتكون الفريق من 15 من مختلف الدول، يجمعهن هدف واحد هو مساعدة الناس الأقل حظا في الحياة. إلى ذلك قالت إيزابيل» هدفنا لا يقتصر فقط على الدعم المالي للمراكز، بل يتجاوزه إلى التوعية والتعريف بالدور الرائد للمراكز وما تقوم به، ومن جهة أخرى محاربة هذا الإجرام الذي يودي بحياة الكبار والصغار وتترتب عليه مشاكل نفسية كبيرة، إذ تلعب التوعية دورا كبيرا في الحد من مثل هذه الأفعال وتؤدي إلى تراجعها في المجتمع. من جهة أخرى قالت حسناء العمراني عضو في الفريق ومتطوعة» إن مثل هذه الأفعال تدمي القلب، فمن خلال ما سمعنا فإن لكل لوحة قصة، تحمل معاناة، فيجب على كل فرد أن يتصور نفسه في هذا الموقف ومن تم سيهب للمساعدة دون أي مقابل. أما نعيمة العراقي مدربة فريق كرة الطائرة فأشارت أنها تعطي من وقتها من أجل التطوع والمساعدة، موضحة أن ذلك يخلق لها نوعا من السعادة ويشعرها بأهميتها في المجتمع، وأضافت: كيف لإنسان تحمل كل هذه المعاناة يحمل كل هذا الجمال بداخله، ولعل هذا التدريب الذي خضنه على أيد متخصصة قد يجعل منهن فنانات عالميات تزين لوحاتهن القصور والفنادق. حاجز اللغة أما جنيفر سايمون الفنانة التشكيلية التي قامت بتدريب الضحايا بتكليف من مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون ومراكز إيواء، فقالت من خلال تعاملها مع النساء» عندما باشرت العمل مع النساء في مراكز إيواء لم أكن أتوقع ما حصل اليوم، خاصة وأن النساء يمسكن بالفرشاة أول مرة في حياتهن، ومن خلال عملي معهن فرادى وجماعات فإنني اكتشفت عن قرب قدراتهن الهائلة على التعبير من خلال الألوان، استكشفت الطاقات الكامنة داخلهن، موضحة أنها كانت توجههن، لكن بعضهن كانت تختار ما ترسم. وأضافت» تجاوزنا حاجز اللغة بيننا، حاولنا أن نجعل من تعلم الفنون سببا للفرح والتفاؤل وحافزا للنساء على التفكير الإيجابي، وكم كان جميلا عملهن الجماعي والإحساس بالفخر لديهن بما أنجزنه من لوحات رائعة، ووصفت سايمون هؤلاء النساء بالشجاعات نظرا لقدرتهن على التخلص من الألم والحزن، والتمسك بالأمل، وهن يشعلن شموع الرجاء في عتمة واقعهن وتجربتهن مع المتاجرين بالبشر، وأنا فخورة بالعمل معهن، وأن يسمع الآخرون قصصهن، ويقتنوا أعمالهن.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©