الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

علماء تايلاند يحاولون التوصل إلى سلالة أرز خارقة

علماء تايلاند يحاولون التوصل إلى سلالة أرز خارقة
19 مايو 2011 00:09
يعتقد علماء متخصصون في تايلاند أنه لا شيء أفضل من الكوارث الطبيعية لاختبار سلالات جديدة من الأرز. فعندما غمرت مياه الفيضانات في أكتوبر الماضي 640 ألف هكتار لمدة أسابيع بوسط تايلاند، خرج مزارعو الأرز الذين اختاروا سلالة “هوم تشولاسيت” كمن نجا من طوفان نوح. وذلك لأن محاصيلهم خرجت من المياه دون أن يصيبها أذى. وقال ثيرايوت توجيندا، خبير جزيئات الأرز بالمركز الوطني للهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية (بيوتك) بجامعة كاسيتسارت في مقاطعة ناكورن باثوم، إنه “بعد تلك الكارثة، كان هناك طلب كبير على هذه السلالة”. ويستطيع أرز “هوم تشالوسيت” وهي سلالة طورها مركز “بيوتك” قبل 4 أعوام باستخدام الانتقاء الجزيئي والتهجي، البقاء تحت الماء 24 يوماً، ما يجعله مناسباً للغاية لظواهر التغير المناخي مثل تواتر حدوث الفيضانات. لكن للأسف لا تستطيع هذه السلالة مقاومة حشرة الأرز البنية الطنانة، وهو عيب حدد انتشارها بين مزارعي الأرز التايلانديين فيما مضى. وقال ثيرايوت “لا توجد سلالة مناسبة من كل النواحي..لا يمكنك الحصول على كل شيء”. لكن بعض العلماء يسعون لتحقيق ذلك مثل أبيتشارت فانا فيتشيت، مدير مركز علوم الأرز في كاسيتسارت، الذي يعكف منذ عامين على سلالة أرز يطلق عليها “سوبر جاسمين” وهي سلالة تقاوم الغمر في الماء والأمراض والحشرات. وكان أبيتشارت العالم هو الذي تمكن قبل 10 سنوات من تحديد الجين العطري في الحامض النووي لأرز الياسمين أو “سوبر جاسمين” كما يطلق عليه، وهو نوع من الأرز له رائحة طيبة للغاية تشتهر به تايلاند. ويأمل هذا العالم في الانتهاء من رسم خريطة الجينوم الخاصة بسلالة جديدة من أرز الياسمين تكون مقاومة للفيضان والأمراض والحشرات، بنهاية العام. ونال أبيتشارت منحة من وكالة البحوث والتنمية الزراعية التابعة للحكومة التايلاندية، بقيمة عشر ملايين بات (333 ألف دولار) لبرنامجه البحثي الحالي، لشراء معدات جديدة. وقال “جعلتني(المنحة) أقفز فرحا”. والأمر يستحق، فليس كل الباحثين المتخصصين في الأرز سعيدي الطالع بهذا الشكل. بالرغم من أن تايلاند تعد واحدة من أكبر مصدري الأرز على مستوى العالم، حيث تقدر عوائده السنوية بنحو ستة مليارات دولار، فإن متوسط الإنفاق الحكومي السنوي على أبحاث الأرز لا يتجاوز 16 مليون دولار. وتعاني كثافة أبحاث الأرز، التي تقاس بقدر الموازنة التي تنفق مقارنة بالقيمة الإجمالية للمحصول، من تراجع مستمر خلال السنوات الأخيرة رغم تهديدات التغير المناخي المتزايدة. ويأمل العلماء في أن تتغير تلك النظرة المحدودة، مع تزايد آثار الحوادث المناخية المتطرفة وارتفاع تكاليف الإغاثة. لقد أنفقت الحكومة، على سبيل المثال، 300 مليون دولار لتعويض المزارعين الذين فقدوا محاصيلهم خلال فيضانات أكتوبر الماضي. وقال ثيرايوت “إذا أعطتنا الحكومة مبلغ الثلاثمئة مليون دولار هذه للبحث..نستطيع حل مشكلات الجفاف والفيضان طويلة المدى”. “إن ما نحتاج إليه فيما يتعلق بالتغير المناخي، هو فعل كل شيء بسرعة أكبر..كان الأمر يستغرق 8 سنوات لتطوير سلالة جديدة.. الآن أصبح يستغرق عامين لأربعة أعوام..لكننا بحاجة لتكنولوجيا جديدة تسرع الوتيرة أكثر”. ولا يعاني بيوتك من نقص التمويل المناسب فحسب، بل قد تعاني من نقص العلماء أيضاً في المستقبل القريب. وحذر نيبون” الآن يتقاعد كبار العلماء ولا توجد دماء جديدة لتحل محلهم..ذلك بسبب نظام التحفيز المخصص للبحث”. وحث نيبون الحكومة على رفع كثافة مستوى أبحاث تطوير الأرز لواحد بالمئة مرة أخرى، ثم لاثنين بالمئة خلال السنوات العشر المقبلة، إذا كانت تايلاند تأمل في الاحتفاظ بمكانتها كأكبر مصدر للأرز على مستوى العالم.
المصدر: ناكورم باثوم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©