الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

احذر الضوضاء

16 مايو 2012
أصبحت مشكلة الضوضاء واحدة من أهم المشكلات التي رافقت التقدم التكنولوجي في العقود القليلة الماضية، مع ظهور مصادر متنوعة للضوضاء مصاحبة للإنسان أينما ذهب، وتلازمه طيلة ساعات يومه، في البيت، وفي العمل، وفي الطرق، مع زيادة الكثافة السكانية، والزيادة المطردة لوسائط النقل والسيارات، والازدحامات والاختناقات المرورية في كل مكان. لكن الأمر الذي يثير القلق هنا، هو ما تمثله هذه الضوضاء من انعكاسات سلبية «نفسية وعضوية» على الإنسان، وصحته، وما تمثله من ضغوط عصبية ونفسية ترهق الإنسان، وتقلق مضجعه أينما وجد. إن ارتفاع نسبة الضوضاء وتجاوزها 45 ديسيبل نهاراً، و35 ديسيبل ليلاً، تصبح مشكلة، وهذا تتبعه أضرار بالغة بالإنسان، مما يؤثر عليه صحياً ونفسياً واجتماعياً مما يفوق احتمال النفس البشرية ويخلق ضغوطاً توتر أعصاب وعقول الناس، وخاصة الأضرار التي اجتازت حاجز الأمان بالجهاز السمعي، إلى جانب أضرارها الأخرى على صحة الإنسان. هناك ردود أفعال جسدية للضوضاء، أهمها انقباض الأوعية الدموية الطرفية، وتغير في إيقاع القلب، وتنفس عميق وبطيء، وتغير مقاومة الجلد «إفراز العرق»، وتغير طفيف في الشد العضلي، وتغير في حركة الجهاز المعدي، والتغير الكيميائي للدم والبول. وتختلف ردود الأفعال هذه من شخص إلى آخر، أما التأثيرات على الجانب النفسي، فتتمثل في الإزعاج وتأثيره على الأعصاب، إذا ما استمر لفترة طويلة وعلى وتيرة واحدة. فالقلق والتوتر العصبي، وحدة المزاج، منتجات إضافية للعصر التكنولوجي. فتستطيع الضوضاء أن تسبب مشاعر مختلفة من عدم الرضا إلى الضيق والخوف والجزع. فالضوضاء تؤثر في قشرة المخ، وتقلل النشاط، ويؤدي هذا إلى استثارة القلق وعدم الارتياح الداخلي والتوتر والارتباك وعدم الانسجام أوالتوافق الصحي. فالفرد قد يتراكم لديه من غير أن يشعر توتر عصبي بسبب التعرض للضوضاء، وهذا قد يسبب انهياراً عصبياً للشخص المعرض للضوضاء مما يسرع إصابته بالأزمات الانفعالية. للضوضاء تأثير سلبي وضاغط على نفسية الإنسان، ويؤثر الضغط النفسى بالسلب على الصحة النفسية للفرد في مختلف سنوات عمره، ويظهر في شكل ذعر وقلق وارتباك وعدم تركيز وإرهاق واكتئاب ويعكر عليه الصفاء الذهني، مما يؤدي إلى تدهور حالته النفسية التي تؤدي بدورها إلى انخفاض مستوى أدائه وتعوق نموه النفسى، فبعض الدراسات ترى أن الضوضاء تؤثر على القدرة الذهنية للفرد مما يؤدي إلى الشعور بالإجهاد الذهني وعدم القدرة على الاستيعاب والتعلم. كما تؤثر على الأعمال التي تتطلب اليقظة والأعمال الحسابية، ومن أهم التأثيرات السلبية أن الضوضاء أهم أسباب فتور الدافع، مما يؤدي إلى انخفاض الأداء، والتركيز وتشتيت الانتباه، وتسبب الإزعاج والضيق وهذا بالتالي يؤثر على العامل القريب من مصادر الضوضاء في شعوره بالتعب والإرهاق السمعي والجسمي، وبالتالي تقل إنتاجية العامل وتسوء مقدرته على العمل، كما أثبتت الأبحاث العلمية مؤخراً أن للضوضاء تأثيراً سلبياً على الأجنة في بطون الحوامل، خاصة بين العاملات في المصانع والأوساط المتعرضة لدرجات من الضوضاء بسبب حساسية الجهاز العصبي للأجنة. مما يعرضها للإصابة بأمراض عصبية، وقلق، وتوتر بعد الولادة. وقد تكون الضوضاء سبباً في تشوه الأجنة إذا ما تعرضت الأم لضوضاء مرتفعة لفترات طويلة. وسلامتك. المحرر | khourshied.harfoush@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©