عقيل الحـلالي (صنعاء) - قُتل ناشط في التيار الانفصالي المتنامي في جنوب اليمن، أمس في صدامات بين محتجين والقوات الحكومية في مدينة عدن. وقالت مصادر محلية لـ “الاتحاد” إن صدامات اندلعت بين قوات “الأمن الخاصة” ومحتجين أغلقوا طريقا رئيسية في حي “كريتر”، وسط المدينة القديمة، لفرض عصيان مدني دعت له فصائل متشددة في “الحراك الجنوبي”، الذي يتزعم المطالب بالانفصال عن الشمال منذ مارس 2007. وذكرت المصادر أن قوات الأمن أقدمت على قمع المحتجين بعد تعرض “معسكر 20”، المتمركز في “كريتر”، لإطلاق نار من قبل مسلحين يُعتقد بأنهم ينتمون ل”الحراك الجنوبي”.
وأفاد شهود بأن قوات الأمن أطلقت أعيرة نارية في الهواء لتفريق المحتجين وإعادة فتح الطريق، قبل أن تقوم بتحطيم منصة رئيسية مخصصة لفعاليات “الحراك الجنوبي” في هذا الحي السكني، الذي يعد من أهم معاقل الانفصاليين في مدينة عدن. وأُصيب أحد نشطاء “الحركة الوطنية الجنوبية”، وهو فصيل متشدد داخل المعارضة الجنوبية، بطلق ناري في رأسه، نُقل على إثره إلى مستشفى قريب قبل أن يفارق الحياة هناك. ورجحت مصادر أن يكون الطلق الناري الذي تسبب بمقتل الناشط أحمد محمود درويش (19 عاما)، “راجعا من الهواء”. إلا أن وكالة “أنباء عدن”، الأهلية والموالية للتيار الانفصالي، ذكرت أن درويش قُتل “بعد أن فتحت القوات النار على المحتجين”، الذين قاموا بإغلاق العديد من الطرق الرئيسية ومهاجمة المعسكر الأمني، انتقاما لمقتل رفيقهم. وأكدت مصادر أمنية لـ (الاتحاد) أن ثلاثة جنود أصيبوا مساء الأربعاء برصاص مسلحي الحراك، مشيرة إلى أن حالة أحد الجنود “حرجة”.
وكان الرئيس اليمني الانتقالي، عبدربه منصور هادي، شكل مطلع العام الجاري لجنتين رئاسيتين لمعالجة تظلمات الجنوبيين، خصوصا فيما يتعلق بنهب الأراضي والممتلكات والإقصاء القسري من الوظيفة العامة.
والتقى هادي، أمس الأربعاء، أعضاء اللجنتين، وغالبيتهم من القضاة، وبحث معهم الإنجازات التي حققوها منذ تكليفهم بمهامهم، حسبما ذكرت وكالة الأنباء اليمنية “سبأ”. وحث الرئيس هادي أعضاء اللجنتين على “العمل الدؤوب والمخلص من أجل أن يتم الإنجاز في اسرع وقت ممكن”، مشيرا إلى أن مهمة هاتين اللجنتين “من أولويات المعالجات التي كفلتها المبادرة الخليجية”، التي تنظم انتقالا سلميا للسلطة في اليمن منذ أواخر 2011. وأمر هادي الوزارات والهيئات الحكومية بـ”تقديم” الدعم اللازم للجنتين، محذرا في الوقت ذاته من “أي أسلوب للاحتيال أو التدليس”. وقال: “إننا نسعى إلى تحقيق ما يجب تحقيقه من العدل والإنصاف”، موجها بتعليق عملية توزيع الأراضي في الجنوب “حتى تنتهي اللجنة من مهمتها الواضحة والمحددة”. كما وجه أيضا بسحب أي إيجار للأراضي الزراعية والجبال، منوها إلى هذا الإجراء “غريب في مقاصده” كونه يرمي إلى “الاستحواذ بطريقة غير مشروعة على نسب من الاستثمارات التي قد تنشأ في هذه الأرض أو هذا الجبل”، حسب وكالة “سبأ”.
وعلى صعيد متصل، تعرضت مروحية عسكرية يمنية، أمس الأربعاء، لإطلاق نار أثناء تحليقها فوق مدينة رداع، ثاني كبرات بلدات محافظة البيضاء (وسط)، حيث تنتشر مليشيات قبلية موالية لتنظيم القاعدة. وكانت المروحية تقل عددا من أعضاء مؤتمر الحوار الوطني من صنعاء إلى مدينة البيضاء، في إطار الزيارات الميدانية لأعضاء المؤتمر، الذي يبحث إعداد دستور جديد للبلاد. وقال أمين عام مؤتمر الحوار الوطني، أحمد عوض بن مبارك، إن المروحية تعرضت “لإطلاق رصاص أثناء مرورها فوق بلدة رداع”، مشيرا إلى قائد المروحية استطاع “أن يتجاوز هذا الإطلاق الناري ويصل بسلام إلى المنطقة المحددة”. وندد أعضاء مؤتمر الحوار الوطني، باستهداف المروحية العسكرية، ووصفوا الحادثة بـ”الجريمة النكراء”. وطالبوا الأجهزة الأمنية بـ”القيام بواجبها وضبط المتورطين” في الحادثة التي تأتي بعد يومين فقط من تحطم مقاتلة حربية جنوبي العاصمة صنعاء، بعد تعرضها لإطلاق نار، حسب التحقيقات الأولية.
وأُعلن أمس الأربعاء في صنعاء عن العثور على الصندوق الأسود لمقاتلة “سوخوي 22” التي تحطمت فوق حي سكني جنوب صنعاء. وقال مدير المركز الإعلامي للقوات الجوية، الرائد مهدي العيدورس: “تم العثور على الصندوق الأسود الخاص” بالطائرة المتحطمة، مشيرا في تصريح مقتضب لموقع صحيفة “الثورة” الحكومية، إلى أنه سيتم لاحقاً الإعلان عن التحقيقات الخاصة بالحادثة التي أسفرت عن مقتل قائد الطائرة، النقيب هاني الأغبري وجرح أربعة مدنيين بينهم امرأة. وطالبت أسرة الطيار القتيل السلطات اليمنية بالتحقيق في حادثة تحطم المقاتلة، التي تعد الثالثة من نوعها منذ أواخر نوفمبر. واتهم عبدالرحمن الأغبري، شقيق الطيار القتيل، قيادة القوات الجوية والدفاع الجوي بـ”التقصير” في التحقيق بالحادثة، وطالبها بـ”القيام بواجبها كما ينبغي”، حسبما ذكرت صحيفة “الأولى” الأهلية في عددها الصادر أمس الأربعاء.
عدد اليوم
