الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

خطة صينية لتنشيط السياحة في التبت

خطة صينية لتنشيط السياحة في التبت
2 أكتوبر 2016 21:07
نيينجشي (أ ف ب) يشهد إقليم التبت مساعي حكومية لتنشيط السياحة و«مساعدة» السكان المحليين، تتمثل في بناء منشآت والترويج لهذا الإقليم الذي يتخوف البعض من أن تكون نتيجة هذه السياسات تبديد هويته. ومن المعالم الدالة على هذه السياسة فندق «ارتيل» الذي يضم 103 غرف، وقد افتتح منتصف شهر أغسطس في لولانج، إحدى قرى الإقليم الواقعة على ارتفاع ثلاثة آلاف و700 متر. والفندق جزء من مجمع سياحي أنشئ على انقاض حي أزيل من الوجود في هذه القرية، وحل مكانه شارع تجاري ومركز فني، وتقدمه السلطات على أنه مشروع رائد في قطاع السياحة. ويقول وانج سونجبينج، نائب مدير الهيئة المحلية للتنمية السياحية: «استضافت التبت أربعة ملايين سائح صيني في العام 2005، ونأمل أن يرتفع العدد هذه السنة إلى 24 مليوناً، وإلى 35 مليوناً في العام 2020». ولبلوغ هذه الأهداف، تعتزم السلطات رفع عدد الأسرة المتاحة للسياح من 100 ألف إلى 150 ألف سرير، بالاعتماد بشكل خاص على تنمية قطاع تأجير الغرف في منازل السكان. أما من حيث البنى التحتية، فتنوي السلطات شق طريق سريع في العام 2017، وخط قطار سريع في العام 2021، لوصل العاصمة المحلية لاهاسا بمدينة نييجشي التي تتبعها قرية لولانج. ومن المقرر أيضاً إنشاء خط قطار سريع يصل نيينجشي بمدينة شنجدو عاصمة مقاطعة سيشوان البالغ عدد سكانها ثمانين مليوناً، ويتوقع أن ينتهي العمل به عام 2022. ومن شأن ذلك أن يحفز قدوم الصينيين إلى التبت، وأن يزيد من تقليص نسبة التبتيين في هذا الإقليم. وتقول الأرقام الصينية إن نسبة التبتيين في إقليمهم تشكل 90%، لكن المعارضين يقولون إن هذه النسبة تدهورت كثيراً بسبب سياسات بكين. ومنذ افتتاح أول خط قطار في العام 2006 يربط التبت بسائر مناطق الصين، ارتفع عدد السياح الصينيين 20% سنوياً، وفقاً لوانغ. وتقول فرانسواز روبن، الباحثة في شؤون التبت في المعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية في باريس، إن «السياحة بأعداد كبيرة تطرح مشكلات على التبت». وتضيف «العروض المقدمة إلى الزوار الصينيين ترتكز على الرواية الصينية لما جرى في هذا الإقليم، أو على عروض غنائية وراقصة تهيمن عليها الثقافة الصينية، حتى إن التبتيين ينتهي بهم الأمر في تقديم هذه العروض الغريبة عنهم». وسيطرت بكين على التبت في العام 1951، بعد أربعة عقود من استقلال الإقليم الواقع في أعالي الهيملايا، وهي تؤكد أنها جلبت إليه التنمية الاقتصادية. ويأمل وانع سنونجبينج أن ترتفع مداخيل السياحة من عشرين مليار يوان (2,78 مليار يورو) حالياً، إلى خمسين مليارا في العام 2020. لكن معظم الفاعلين في القطاع السياحي ليسوا من السكان المحليين، بل من أبناء عرق الهان الذي يشكل الأغلبية في الصين بنسبة 92%. وتقول روبن: «التبتيون هم آخر من يستفيد من هذه «النعمة» السياحية». وتعمل في فندق «ارتيل» شابة من التيبت عمرها 17 عاماً اسمها بايما، وهي تعرب عن سعادتها بعملها في تنظيف الغرف، كما تقول في حضرة مديرها. وتضيف «من قبل، كنت أعتمد على دخل والدي من الزراعة، أما الآن فأنا أكسب ألف يوان (130 يورو) شهرياً، وأتعلم أموراً كثيرة». وهي تبدي رغبتها في «العمل في الصين الداخلية». ولا يمثل الأجانب حالياً أكثر من 5% من إجمالي السياح في التبت. فدخول الأجانب إلى الصين مقيد بالحصول على تأشيرة، ودخولهم إلى التبت مشروط بالحصول على «رسالة دخول» إلى هذه المنطقة ذات الحكم الذاتي، ويشترط أن يسافروا في مجموعات تنظمها وكالة سياحة معتمدة من السلطات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©