الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

وحان الوقت لفتح حوار مع الإسلاميين المعتدلين

20 نوفمبر 2008 03:40
من المستبعد أن تتمكن القوات البحرية الأجنبية من وقف هجمات القراصنة الصوماليين مثل واقعة احتجاز ناقلة النفط السعودية العملاقة ''سيريوس ستار''، وهو الأمر الذي يجعل من الأهمية الشديدة بمكان أن يجد العالم سبيلاً لإنهاء 17 عاماً من الصراع على الأرض· فقد أبحر القراصنة لمسافة أبعد ليخطفوا الناقلة التي تحمل اكثر من ربع صادرات السعودية اليومية من النفط على بعد 830 كيلومتراً قبالة ساحل كينيا ليخدعوا حلف شمال الأطلسي والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة وغيرهم الذين سارعوا الى حماية ممرات الشحن قبالة الصومال· ويستخدم القراصنة المدججون بأسلحة ثقيلة عادة سفناً تحمل في باطنها زوارق لزيادة انتشارهم ويوقفون الهدف من كلا الجانبين بزوارق سريعة ويصعدون الى السفينة المختطفة ويطلقون النيران او حتى القذائف الصاروخـــية من فوق منصة الربان اذا حــــــاول القبطان الهروب· وقال روجر ميدلتون المتخصص في شؤون القرن الافريقي بمؤسسة ''تشاتام هاوس'' البحثية في لندن عن احتجاز ''سيريوس ستار'': ''من المؤكد أن هذا تصعيد لما شهدناه فيما مضى·· ليست هناك طاقة بحرية لتغطية المنطقة التي يهددونها الآن، لهذا فإن الإجابة ليست الحل العسكري''·ورغم التهديدات بانطلاق حملة دولية ضد القرصنة، إلا أن القوات البحرية تواجه فعلياً نطاقاً من العقبات مثل تغطية منطقة بحجم البحرين الأحمر والمتوسط معاً، وتحديد هويات القراصنة قبل أن يشنوا هجمات وحماية الرهائن على السفن المخطوفة واللجوء للقانون الدولي لمحاكمة أي شخص يجري إلقاء القبض عليه· وقال محللون إنه في غياب سيادة القانون في الصومال سيزدهر القراصنة مما يضمن حصول المجموعات ذات المصالح المختلفة على نصيب من الغنائم، وإن المحاولات لمنع القراصنة عسكرياً ستبوء بالفشل· وسيطر متمردو ميليشيا ''المحاكم الاسلامية'' مؤخراً على معظم جنوب الصومال، وهم على بعد بضعة كيلومترات فقط من مقديشو حيث مقر الحكومة الانتقالية الاتحادية الضعيفة· وقال ميدلتون ''السياسة الدولية بحاجة الى درجة كبيرة من تفتح الذهن بشأن نوعية الحكم الذي قد يكون لدينا في الصومال·· من الواضح أن تجربة الحكومة الانتقالية الاتحادية لم تحقق التنمية والسلام المأمولين''· ومع ذلك، فإن الدوريات الجديدة على امتداد خليج عدن الذي يربط أوروبا بآسيا عبر قناة السويس كان لها أثر حيث لم تنجح إلا 31 في المئة من محاولات الخطف في اكتوبر بعد أن كانت النسبة 53 في المئة في اغسطس· لكن خطف الناقلة السعودية اظهر كذلك مدى التقدم والثقة التي بات القراصــنة يتمتعون بهما حيث يشحذون مهاراتهم البحرية ويتمتعون بمعدات جديدة متصلة بالأقمار الصـناعية ويزدادون ثراء من الفديات التي جمعوها هذا العام وتقدر بعشرات الملايين من الدولارات· وقال مارك شرودر مدير قسم تحليل المخاطر لافريقيا جنوب الصحراء بمؤسسة ''ستراتفور'' إن احتجاز الناقلة العملاقة وجرها عائدة الى الصومال تحت أعين قوة المهام أمر لا يصدق الى حد كبير''، وأضاف ''ما يفعله هذا الهجوم على وجه الخصوص هو التشكيك في الأمن على امتداد الساحلين الشرقي والجنوبي لأفريقيا بكاملهما''· ورأى محللون أن الوقت قد حان للاعتراف بأن حكومة الصومال الانتقالية غير قادرة على الحكم بفعالية ولا يمكن أن ينتظر منها الحد من القرصنة التي هي عمل مربح وخال من المخاطر نسبياً للكثير من الرجال الذين يعانون من البطالة· وقال جيسون الديرويك المحلل في شؤون الدفاع البحري بـ''المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية'' إن عمليات الأمن البحري في تلك المنطقة ما هي إلا مسألة مؤقتة فهي تعالج الأعراض وليس الأسباب، وأضاف ''الحكومة الانتقالية الاتحادية لا تقوم بالتزاماتها للحفاظ على وحدة مياهها الإقليمية، لهذا هم بحاجة الى خطة لتسهيل هذا أو التوصل الى خيار آخر''· وتلح الأمم المتحدة لإبرام اتفاق لاقتسام السلطة بين الحكومة و''الاسلاميين المعتدلين''· لكن واشنطن تخشى من أنه اذا شكلت حكومة بقيادة ''الإسلاميين'' فربما تحول الصومال الى ملاذ للإرهابيين· فيما يقول بعض المحللين ''إنه اذا تسنى تهميش الجناح الاكثر تشدداً والمسمى ''الشباب'' فمن الممكن أن يصبح حكم اسلامي معتدل الخيار الاكثر واقعية''· وقال فيليب دي بونتيه المحلل بمجموعة ''يوراسيا'' انه بالنظر الى البدائل فإن أياً منها ليس وردياً وقد تظهر إدارة بوش وحليفها الأساسي اثيوبيا الآن مزيداً من المرونة بالقبول بمشاركة الإسلاميين في الحكومة شريطة ألا تكون لها صلات بإرهابيين دوليين''، وأضاف ''بالنسبة للوقت الحالي يرجح أن يسوء وضع الصومال والقرصنة قبل أن يتحسن''·
المصدر: نيروبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©