السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دراما «مسلوقة» على مائدة رمضان

16 مايو 2012
سباق الدراما العربية بلغ أشده هذه الأيام، بهدف وحيد ورئيسي ومنشود، وهو اللحاق بشهر رمضان، والفوز بمساحة عرض على شاشته الشهية التي ينتظرها المشاهد من العام إلى العام.. ورغم أن نسبة المشاهدة للأعمال الدرامية تزداد في الشهر الفضيل، نتيجة تكدس المشاهدين أمام الفضائيات بعد الإفطار، لتذوق الأصناف المختلفة من مائدة الفن البرامجية والترفيهية أو الدرامية، إلا أن بعض الأعمال الجيدة التي تستحق المتابعة من الجمهور، تتعرَّض للظلم، نتيجة عرضها وسط هذا الزخم الدرامي، أو لسوء اختيار الأوقات المناسبة لبثها، أو لتصادف عرضها مع أعمال أخرى لنجوم كبار، أو لابتلائها بالعرض على شاشة فضائية تهتم بكيكة الإعلانات أكثر من الدراما أو النجوم الذين بذلوا قصارى جهدهم لتقديم عمل يلقى استحسان المشاهد.. وهذه الأعمال الجيدة التي تتعرض للظلم، قد يكتشف المشاهد روعتها عندما يعاد عرضها بعد انتهاء «مولد» رمضان الدرامي، وقد يندم لعدم متابعته لها، بعد أن ركض خلف أعمال درامية تعتمد على اسم «نجم شباك»، أو دعاية مفرطه ومنظمة، وبالأخير وجدها تحمل الكثير من التفاهة والسطحية.. والركض من جانب صُنَّاع الدراما بهدف اللحاق بقطار رمضان، لا يخلو من المصالح الشخصية، ولو كان على حساب المشاهد، فالمخرج يضطر إلى حذف الكثير من المشاهد اختصاراً للوقت والجهد حتى يحظى بفرصة عرض مسلسله على شاشة رمضان، ويثبت وجوده ويصنع اسماً كبيراً في عالم الدراما، وهذا بالطبع، بجانب أجره الضخم في حال إنجاز العمل.. أما بطل المسلسل، فيركض خلف التواجد في رمضان، حتى وإن أخفق وفشل العمل، فلا يهم، طالما أنه أصبح «ماركة مسجلة» في دراما رمضان كل عام، بغض النظر عن «رفع ضغط» المشاهدين بقصة مهترئة أو سيناريو مهلهل.. أما المنتج، هذا المسكين «الذي صرف دم قلبه» على المسلسل، وتحمل أجر نجم الشباك المتضخم، ودلع البطلة الشابة الجميلة التي تتدلل على الجميع، وتتعامل معهم بفوقية، فنراه يلقي بكل ما يملك من أموال حتى يتم إنجاز العمل لعرضه في رمضان، حتى يبدأ في جمع ما صرفه من خلال بيع المسلسل لأكثر من فضائية للعرض الحصري «الوهمي»!! وجمع حصيلة الإعلانات التي تبتلع المسلسل وتجعله مجرد «فاصل» يظهر بين الحين والآخر بين الكم الهائل من إعلانات الزيت والسمنة والمنظفات..!! كل هذه الأسباب، تؤثر على جودة الدراما العربية، ويجعلها تفقد بريقها، بعد أن تركن إلى الاستسهال، والنتيجة هي صدمة المشاهد، الذي يجد نفسه جالساً أمام أعمال «مسلوقة» ينقصها الكثير من فنون الدراما على كافة الصعد.. ورغم أن صنَّاع الدراما يستهدفون تحقيق أكبر نسبة من الأرباح، وهذا حقهم، لكن هذا لا يجب أن يكون على حساب المشاهد، الذي يفقد الكثير والكثير من وقته، أمام أعمال لا ترقى لمستوى المشاهدة، وتستخف بعقله الذي أصبح أكثر فهماً واستيعاباً وذكاءً، وأكثر قدرة على تقييم العمل مثله مثل أي ناقد فني.. فهل لكم أن تحترموه، حتى يحترمكم؟! soltan.mohamed@admedia.ae?
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©