السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العطاء من أجل العطاء

3 فبراير 2006
العطاء كلمة تأسرك بجمالها وتسحرك ببهائها وتغمر نفسك سروراً وبهجة كلما سمعتها ، فالعطاء يمثل قيما ومعاني لا حدود لها ليرفع صاحبه فوق هام السحاب ويسمو به بعيداً عن عامة الناس ليكون المتميز بعطائه، الكريم بسخائه، المنقود بنقاء روحه الطيبة·
غير أن أغلب الناس في وقتنا الحاضر شوهوا هذه القيمة النبيلة، عندما طمسوا معالمها الرفيعة بحجة التمدن والتقدم والرقي فأصبحت مشوهة بمفهومهم الحديث، بعدما أصبح العطاء لمقابل ينتظره المعطي، وبلغة عصرنا الحديث الذي يؤمن بالماديات ولا يعير الكثير من الاهتمام للمثل والقيم العليا التي كان يتغنى بها الأجداد، أصبح العطاء لمصلحة دنيوية ينتظرها الطرف الآخر غالباً· تفقد الحياة الكثير من معانيها الجميلة مع تقدم الزمن، كما تفقد الفتاة الحسناء من جمالها الفتان مع تعاقب الزمان، فيصبح ما هو جميل ورائع بالأمس، رديئا ومريعا اليوم، كذلك هي القيم في هذه الحياة عندما تفقد مضمونها ومحتواها الحقيقي، بعد أن تقترب منها يد الإنسان لتشكلها على هواه ورغباته القاصرة، ومصالحه التي لا تنتهي، يفقد كل شيء طعمه بهذه الطريقة عندما يتدخل إنسان هذا العصر ليغير في المضمون كيفما شاء ويغير في الأهداف، كيفما شاء، ويصر وبقوة بأن يبقى المسمى كما هو!!
العطاء هو أن تعطي بلا مقابل، من أجل العطاء، من أجل هذه القيمة الجميلة لتثبت لنفسك بأنك معطاء وسخي بما تمتلك من مال ووقت وجهد، وأنك لا تسترضي الناس بعطائك بل تطلب رضى ملك الناس، فأنت المؤمن القوي من يهب للآخر، لا من أجل الدنيا، فالدنيا فانية لا محالة ومصير الإنسان فيها الفناء، وتبقى القيم والمعاني الجميلة مصابيح خير تضيء دروب هذه الحياة·
مريم راشد- العين
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©