الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سلوكيات

3 فبراير 2006
الوساطة من أجل التعدي على حقوق الآخرين وسلب ممتلكاتهم هي وجه من أوجه السرقة إن لم تكن أكثرها قبحا وعدوانا وسوءاً لما فيها من جرح للمشاعر، وألم للنفوس وضياع للحقوق وهي بكل أسف من الأوبئة المتفشية والسلوكيات السائدة في مجتمعاتنا العربية والتي تملكت خطانا وتتضح جليا عند تقديم أي منا أوراقه للبحث عن عمل أو في حالة عقبة تعترض دروبنا فلا مفر منها إلا بالاتصال بصديق حتى لو كان ذلك على حساب الآخرين أو استبداداً لحقوقهم فيثير ذلك في نفوس الضعفاء (الذين لا حول لهم ولا قوة) الضغينة والوحشية والكراهية والحقد والحسد تجاه من يسلبون حقوقهم ويزيد جرحهم نزيفاً مما يصعب التئامه نظراً لما يشعرون به من ظلم وعدوان وتعدي على حقوقهم من ذوي النفوذ أو أصحاب المعارف رغم أنه ربما يكون المعتدى عليه أهلا لهذا المنصب أو تلك الوظيفة ممن شغلها ظلماً وعدوانا وسلبها من بين قبضتيه وهو بذلك ضيع عليه فرصة وضيع على من يتعاملون مع من شغل الوظيفة زوراً وبهتاناً ألف فرصة فأصبح لا يستطيع إنجاز معاملاتهم بالسرعة المطلوبة ولا بالدقة المفروضة·
والواسطة لا تقتصر فقط عند التقدم لشغل وظيفة بل تتعدى ذلك إلى كافة أمور حياتنا وكأنها دماء ملوثة خالطت دماءنا فسواء عند قضاء مصالحنا قد يواجه بعضنا بعوائق وعراقيل تعجزه عن مسايرة دربه وتعرقل خطاه فلا يستطيع تحقيق مطلبه وعلى النقيض من ذلك قد يعترض نفس العائق شخصا آخر يجد من يتكئ عليه فلا يجد صعوبة للخلاص من هذا العائق فيشفق طريقه بيسر ويعبره بسلامة دون مشقة وإذا كانت هذه الظاهرة قليلة بين أبناء هذا الوطن أو هي كالأفعى الذي بدأ يطل برأسه في مجتمع الإمارات فهي متفشية بصورة جلية وواضحة ان جاز التعبير في العديد من مجتمعاتنا العربية مما يسبب أرقاً وحقداً وبغضاً وضغينة وتواكلاً وفقدانا للثقة بين الناس بعضهم لبعض ويكون زلة لانتكاسة الشعوب ودمار الأمم·
محمود عبدالباقي
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©