الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

اقتصاديون يتوقعون خفض استثمارات الصناديق السيادية الدولية

اقتصاديون يتوقعون خفض استثمارات الصناديق السيادية الدولية
21 نوفمبر 2008 01:47
قال اقتصاديون إن صناديق الثروة السيادية التي استثمرت بقوة في الأصول الدولية خلال الأعوام الماضية بصدد تغيير أولويات محافظها الاستثمارية عبر التوجه إلى الاستثمار لدعم الاقتصادات المحلية بدلا من الاستثمار في أصول أجنبية خاصة مع التراجع السريع في قيمة الأصول والأسهم في الغرب· قبل عام واحد فحسب كانت الصناديق السيادية توصف بأنها فرسان الانقاذ للرأسمالية الغربية، أما الآن فقد أصبحت هذه الصناديق تبدو عرضة لتأثيرات أزمة الائتمان شأنها شأن الجميع كما أنها تشهد تراجعاً سريعاً لتوقعات نموها· ففي وقت كانت فيه صناديق التحوط والمؤسسات المالية الكبرى تلعق جراحها من الأزمة الائتمانية أثار أسلوب الاستثمار لهذه الصناديق والذي أحيط بضجة إعلامية تكهنات كان بوسعها فعلاً أن تسند الأسواق العالمية التي أصابها الخلل· والآن يبدو مستقبلها أقل وردية مع تراجع قيمة استثماراتها ومع هبوط أسعار النفط مما يقلل دخلها مستقبلاً وتطلع الحكومات لمزيد من المال للانفاق على الاقتصاد المحلي· ومع تباطؤ وتيرة توليد الثروة فإن هذه الصناديق قد لا تحجم فقط عن شراء الاصول ذات المخاطر الاعلى بل إن بعضها قد يضطر لخفض الاستثمارات لتمويل احتياجات مالية محلية الأمر الذي قد ينطوي على زيادة الضغوط في الاسواق العالمية الواهنة· والكثيرون مقتنعون بدور هذه الصناديق المتزايد في الاقتصاد العالمي لكن الخبراء يقلصون توقعاتهم للسرعة التي ستنمو بها أصول الصناديق السيادية التي تبلغ أصولها ثلاثة تريليونات دولار خلال السنوات المقبلة· ويتوقع بنك الاستثمار مورجان ستانلي على سبيل المثال أن تنمو أصول الصناديق بحلول عام 2015 إلى عشرة تريليونات دولار انخفاضا من 12 تريليون دولار في تقديره السابق· كما يتوقع بنك ميريل لينش أن تبلغ قيمة الصناديق خمسة تريليونات دولار بحلول عام 2012 بدلاً من 2011 في تقديره السابق، آخذاً في اعتباره تباطؤ معدلات تحويل الاموال من البنوك المركزية الى الصناديق· وربما تتراجع التوقعات بدرجة أكبر إذا واصلت أسعار النفط انخفاضها وطال انتظار انتعاش أسواق الاسهم وغيرها من الاصول، وقال ستيفن جن رئيس أبحاث العملات لدى مورجان ستانلي: ''نحن بحاجة للتسليم بأن قوة نيران الصناديق السيادية ربما تكون قد قيدت بعض الشيء·· ونحن نأخذ بكل جدية الآن إمكانية أن تضطر بعض الصناديق الى إبطاء وتيرة مشترياتها من الاصول ذات المخاطر بدرجة حادة أو أن تصفي أجزاء من محافظها في العام القادم أو نحو ذلك''· ويقدر جن أن الصناديق ربما منيت بخسائر على الورق في حدود 25 في المئة هذا العام بفعل انخفاض أسواق الاسهم العالمية والاستثمارات البديلة، فقد بلغ انخفاض الاسهم العالمية هذا العام 47 في المئة بينما منيت الأسهم في الاسواق الناشئة حيث نشأت الكثير من هذه الصناديق بخسائر أكبر تجاوزت 60 في المئة· وقال الكسندر ميرتشيف رئيس مجلس مديري صندوق كازينا القازاخستاني: ''ستواجه قيودا شديدة في عملياتها·· وستوقف الاتجاه الذي سار في طريق··· الاستثمارات المقرونة بالضجة والانفاق الكبير''، وقال ميرتشيف وهو يشغل أيضا منصب مستشار اقتصادي لرئيس وزراء البلاد إن الصناديق ستحول تركيزها على الأرجح إلى الاصول المنتجة التي ترتبط باقتصاد بلادها مثل الموارد الطبيعية والتكنولوجيا وذلك من أجل البقاء· وأضاف: ''ستعمل على التخلص من الأصول غير الاساسية التي اشترتها خلال فترة الازدهار·· ولن تشتري فنادق في برمودا في وقت تحتاج فيه البلاد لشيء آخر''· ويتوقع بنك ميريل لينش أنه في ضوء خسائر الاسهم والاستثمارات البديلة والمكاسب الهامشية في أدوات الدخل الثابت فإن محفظة ذات استثمارات موزعة على هذه الفئات الثلاث من الأصول بنسب 50 و20 و30 في المئة تسجل عائدا سالبا بنسبة 16,7 في المئة في الربع الثالث من العام الجاري· وبغض النظر عن الخسائر على الورق فإن هناك قوى أساسية أخرى ستبطيء نمو صناديق الثروة في الأجل الاطول، فقد انخفض سعر النفط الذي يعد المصدر الرئيسي للايرادات بالعملة الاجنبية للدول ذات الصناديق السيادية الكبيرة أكثر من 90 دولاراً للبرميل منذ سجل مستوى قياسيا في يوليو الماضي ليهبط دون 54 دولارا ويسجل أدنى مستوى منذ عامين· وعلاوة على ذلك فإن تغير اتجاه الدولار من الهبوط الذي استمر سبع سنوات وانكماش العجز التجاري الأميركي نتيجة لتراجع الطلب المحلي من الأمور التي تشير الى أن القوى الاقتصادية الناشئة ستقل حاجتها للتدخل في سوق العملات وتزيد احتياطياتها بالنقد الأجنبي· ومن ثم فإن نمو احتياطيات الفوائض عن حد تغطية الواردات لفترة أربعة أشهر اللازم لأغراض موازين المدفوعات والسيولة سينكمش على الأرجح في السنوات القليلة المقبلة· وتتوقع مؤسسة آي·اتش·اس جلوبل انسايت الاستشارية أن يتباطأ نمو احتياطيات الفوائض إلى خمسة في المئة العام المقبل ثم يتحول إلى اتجاه سالب لمدة ثلاث سنوات من عام 2010 بعد نمو بلغ 29 في المئة و16 في المئة على الترتيب في عامي 2007 و·2008 وقال جان راندولف: رئيس قسم المخاطر السيادية في المؤسسة ''نمو صناديق الثروة السيادية يرتبط ارتباطا وثيقا بالاختلالات العالمية· والعجز الأميركي يتضاءل كما أن الفائض يتضاءل في مناطق أخرى أيضاً·· وهذا يعني أن الدخل أقل كثيرا وأن الثروة السيادية المتاحة أقل كثيراً''· وفي بعض الدول مثل روسيا اضطر البنك المركزي للسحب من الاحتياطيات للدفاع عن العملة المحلية مع هروب رأس المال من الاسواق الناشئة· وانخفضت احتياطياته من النقد الاجنبي بمقدار الخمس الى 475,5 مليار دولار منذ أغسطس الماضي، وطلبت الكويت من صندوق الثروة السيادية فيها تأسيس صندوق طويل الأجل للاستثمار في البورصة المحلية· ويعني تباطوء النمو أن صناديق الثروة السيادية تضطر لاعادة التفكير في استراتيجياتها التي تميل بشدة لصالح البنوك وتنويع استثماراتها· وقال مايكل نوبريجا رئيس صندوق أوميرز الكندي لمعاشات التقاعد: ''الموارد التي تزود الصناديق السيادية بالمال بدأت تنضب ومن الضروري الاستثمار في أصول عالمية ممتازة يمكن أن تولد سيولة نقدية مستمرة للاجيال المقبلة''، وأضاف: ''الأصول الممتازة هي العقارات الكبرى والبنية التحتية وما يرتبط بها من أصول خاصة في الاسواق''· ولصندوق أوميرز شراكة مع مؤسسة الاستثمار الحكومية في سنغافورة للاستثمار معا في الشركات الخاصة، وقال نوبريجا ''حماقة التركيز بصفة مبدئية على قطاع واحد واضحة الآن للصناديق السيادية التي منيت بخسائر كبيرة في القطاع المالي''
المصدر: لندن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©