خبراء يؤكدون قدرة الشركات الإماراتية على تجاوز تحديات الأزمة المالية

أكد خبراء ماليون ورؤساء تنفيذيون قدرة الشركات العاملة في دولة الإمارات العربية المتحدة على تجاوز التداعيات السلبية للأزمة المالية العالمية في وقت قصير بالرغم من الصعوبات التي تواجه هذه الشركات في الوقت الراهن· وقال خبراء مشاركون في مؤتمر مجموعة ''ناسداك أو إم إكس'' الأول للمستثمرين في الشرق الأوسط المقام حاليا في دبي بالتزامن مع إدراج المجموعة في بورصة ناسداك دبي،انه بالرغم من الرياح العاتية التي تجتاح العالم حاليا نتيجة الأزمة المالية التي لم تستثن بلدا، إلا أن غالبية الشركات العاملة في الإمارات يمكنها التغلب على هذه التحديات وخاصة فيما يتعلق بقضية السيولة اللازمة لتمويل المشاريع،من خلال إعادة ترتيب الأولويات،مشيرين إلى تفاوت تأثير الأزمة على الشركات وفقا لنشاط العمل· وقال توحيد عبد الله الرئيس التنفيذي لشركة داماس للمجوهرات المدرجة في سوق ناسداك، إن تأثير الأزمة المالية العالمية لا يمكن تجاهله خاصة على الاقتصادات الأكثر انفتاحا على الاقتصادات الدولية وأسواق الدين، مشيرا إلى أن هذا التأثير على الشركات سيختلف بين شركة وأخرى وفقا للنشاط· وأضاف أن قطاع الذهب والمجوهرات في دبي يعد الأقل عرضة لتداعيات الأزمة وذلك لأنه قطاع غير موسمي حيث تمتد المبيعات فيه على مدار العام وإن اختلفت من ربع إلى آخر،مشيرا إلى أن الطلب حتى الآن مستمر بشكل جيد مع إقبال الطبقة المتوسطة على شراء الذهب كوعاء استثماري آمن في ظل هذه الظروف بعيداً عن المجالات الاستثمارية الاخرى مثل الأسهم والعقارات،إلى جانب استمرار التدفق السياحي على دبي وخاصة من بلدان دول مجلس التعاون الخليجي الأمر الذي يدعم الطلب على الذهب· وأوضح أن الأزمة المالية العالمية لم تؤثر في خطط داماس التوسعية حيث تواصل الشركة توسعاتها في الأسواق التي تتطلع لتكثيف التواجد بها مثل الهند ومصر والسعودية· وأكد عبد الله قدرة الإمارات على تجاوز التداعيات السلبية الناجمة على الأزمة المالية العالمية،مشيرا إلى نجاحها في تجاوز ازمات مالية سابقة خلال السنوات الماضية خاصة خلال فترة حرب الخليج· من جهته، قال مهند سويد المدير التنفيذي لشركة ديبا المدرجة في بورصة ناسداك دبي،إن تأثير الأزمة المالية على الشركات أمر لا يمكن إنكاره لأن الإمارات جزء من العالم،لكن نطاق التأثير سيختلف من قطاع لآخر وشركة إلى أخرى،مشيرا إلى أن الشركات الأشد تأثرا ستكون تلك التي راهنت على توقعات نمو مبالغ بها،فيما ستعمل الشركات الأقل تضررا على إعادة ترتيب أولوياتها للمشاريع،وهو الأمر ذاته الذي ينطبق على الخطط الحكومية التي ستعمل بنفس النهج حيث ستمنح الأولوية للإنفاق على المشاريع الحيوية الخاصة بالبنية التحتية· وفيما يتعلق بتوقعات النمو العام في الإمارات قال سويد إن النمو في الإمارات سوف يستمر وإن كان بمعدلات أبطأ مما كان عليه في السابق،متوقعا أن تغطي إمارة ابوظبي تراجع النمو المحتمل في دبي· واستبعد سويد قيام شركة ديبا التي تعمل في مجال تنفيذ الديكور الداخلي للفنادق بإلغاء أي من المشاريع التي تعاقدت عليها،مشيرا إلى أن الشركة كانت حريصة على عدم المغالاة في توقعات النمو· وقال إن ''ديبا'' تقوم بتنفيذ ما بين 4 الى5 مشاريع في السنة وإن خططها للتوسع مستمرة حيث تعمل على تعزيز نشاطها في أكثر من دولة خاصة في جنوب آسيا· وأرجع سويد السبب في محدودية التأثر بتداعيات الأزمة على شركته،إلى أن التعاقد على مشاريع الديكور الداخلي للفنادق دائما ما يأتي في مراحل لاحقة من عمليات الإنشاء والبناء،لهذا يختلف الأمر بالنسبة للتأثر مقارنة بشركات الإنشاءات· ويوفر مؤتمر ناسداك أو ام اكس الذي يقام بمشاركة ناسداك دبي، فرصاً واسعة أمام المستثمرين من منطقة الشرق الأوسط للتواصل والتعرف بشكل أكبر على الاستراتيجيات التي تطبقها كبرى الشركات العالمية المدرجة في البورصة، كما يتيح لتلك الشركات إمكانية الاطلاع على طبيعة الأسواق الخليجية· وتضمنت فعاليات المؤتمر نقاشات وحوارات حول مبادرة مشتقات الأسهم في بورصة ناسداك دبي والإمكانيات التي توفرها المنطقة لصناديق المؤشرات· بدوره لفت حسن هيكل المدير التنفيذي للمجموعة المالية-هيرميس الى اهمية المؤتمر وباختياره لمنطقة الشرق الأوسط، وتحديداً دبي في هذا التوقيت حيث سيوجه الأنظار العالمية إلى واحدة من المناطق التي ثبتت على مدار السنوات كيانها كواحدة من أهم المفاتيح الدولية· وقال إنه في ظل الأوضاع العالمية اليوم، يُعد مؤتمر ''ناسداك أو إم إكس'' فرصة مثالية للتواصل المباشر بين المستثمرين وكبار المسؤولين التنفيذيين في الشركات والحديث معهم عن خططهم المستقبلية فيما يختص بأعمالهم وأنشطتهم · ولا شك أن هذا المؤتمر سيساعد الشركات المشاركة على التواصل مع شركات منطقة الخليج·'' من جهة اخرى ، قال بروس أوست، النائب الأول للرئيس لمجموعة الشركات العملاء في ''ناسداك أو إم إكس'': ''في ظل الأوضاع العالمية اليوم، ليس هناك أفضل من التواصل المباشر مع المسؤولين التنفيذيين في الشركات والتحدث معهم حول السبل التي تنتهجها شركاتهم في التعامل مع الأزمة الاقتصادية العالمية· ولا شك أن هذا المؤتمر سيساعد شركات الأسهم على تحديد أفكار استثمارية جديدة، كما يتيح لموزعي الأصول فرصة الاطلاع على الخطط الحالية لبورصة دبي العالمية حول المشتقات المالية في منطقة الخليج''· واختتمت فعاليات المؤتمر بحفل خاص لقرع جرس التداول في سوق ناسداك للأسهم في دبي، لتكون هذه المرة الأولى التي تقوم فيها بورصة عالمية بافتتاح أسواقها عن بعد من دبي