الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ماريوبول الأوكرانية.. ما قبل العاصفة!

16 مايو 2015 22:13
مدينة «ماريوبول» الساحلية الواقع شرق أوكرانيا تستعد لهجوم. فمركبات الجيش تسير في الشوارع، والنوافذ تحصّن تحسباً لشظايا القصف والتفجيرات، واللوحات الإرشادية تلصق على البنايات لإرشاد الناس إلى أقرب ملجأ تحت الأرض، ذلك أن الناس يخشون أن يشن الانفصاليون الموالون لروسيا قريباً هجوماً على مدينتهم بعد أن فرغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من استضافة زعماء عالميين لإحياء ذكرى انتصار السوفييت على ألمانيا النازية. وتقول «إيرينا رينكو»، 40 عاماً، وهي مصممة وصلت إلى المدينة العام الماضي بعد فرارها من «دونيتسك»، معقل المتمردين: «إن الجميع يتحدث حول هذا الموضوع هنا، بل إن أصدقاء في مدينتي أخبروني عن احتمال شن هجوم». «ماريوبول»، مدينة صناعية يبلغ عدد سكانها قرابة نصف مليون نسمة، تقع على أطراف حركة التمرد الأوكرانية التي بدأت قبل عام، والتي قتلت أكثر من 6 آلاف وأضرت بعلاقات روسيا مع خصومها خلال فترة الحرب الباردة. غير أنه من شأن أي هجوم على هذه المدينة أن يقبر اتفاق وقف إطلاق النار الأخير الذي تم التوقيع عليه في «مينسك» تحت رعاية روسية وألمانية، وأن يؤدي إلى فرض مزيد من العقوبات على حكومة بوتين. كما يمكنه أن يعيد إطلاق دعوات لتسليح أوكرانيا. وفي هذا السياق، يقول «يورج فوربرج»، مدير برنامج في صندوق مارشال الألماني في برلين: «إذا وقع هجوم جديد، فإن ذلك سيعني موت اتفاقات مينسك؛ كما ستصبح أي مبادرة جديدة للتفاوض حول تسوية دائمة – كيفما كانت صيغتها – مستبعدة لوقت طويل» ، مضيفا «كما أن الولايات المتحدة وعددا من بلدان الاتحاد الأوروبي ستشهد تجدد النقاش حول ما إن كان ينبغي إرسال أسلحة قاتلة». سكان المدينة التي تبعد بـ 25 كيلومترا فقط عن مواقع المتمردين، وتقع بين روسيا وشبه جزيرة القرم التي قام بوتين بضمها في مارس الماضي، يرون أسباباً قوية للشعور بالقلق. ذلك أنه على أطراف «ماريوبول»، تُسمع أصوات القصف باستمرار من مدينة شيروكين القريبة التي مازال فيها القتال مستمراً. وفي هذه الأثناء، باتت المدينة تعج بالعسكريين الذين يعكفون على بناء المواقع الدفاعية والملاجئ والتحصينات وسد الطرق بوساطة كتل إسمنتية ضخمة. وأضحى القادمون إلى المدينة بوساطة الحافلات مرغمين على المرور من عدة نقاط تفتيش قد تستغرق فيها عمليات التفتيش ساعات أحيانا. ولئن كانت روسيا تحمّل أوكرانيا مسؤولية خرق الهدنة، فإن وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر أخبر المشرّعين الأسبوع الماضي بأن الانفصاليين ربما يعدّون العدة لشن هجوم جديد. وكان المراقبون الدوليون قد شاهدوا أسوأ قصف خلال الهدنة في شيروكين أواخر أبريل الماضي، حيث قالوا إن المتمردين حشدوا الدبابات والمدافع، وحذروا من أن أي محاولة للاستيلاء على «ماريوبول» يمكن أن تفضي إلى «عواقب كارثية» للجهود الدبلوماسية الرامية لإنهاء الأزمة. وفيما يبدو استعدادا للأسوأ، بدأ الجيش الأوكراني يعطي دروسا للسكان في المدارس والجامعات ويخضعهم لتمرينات محاكية، كما يقول المتحدث باسم الجيش في ماريوبول دميترو هوربنوف. وقال هوربنوف : «لدينا عدد كاف من الناس للدفاع عن المدينة»، في إشارة إلى وجود آلاف الجنود، مضيفا «إن التحصينات يتم بناؤها ليلا ونهارا والخط الأمامي يتم تحسينه بشكل كلي». غير أنه في موسكو ليس ثمة أي مؤشر على هجوم وشيك. فخلال عطلة نهاية الأسبوع، رحّب بوتين بزعماء من رئيس زيمبابوي روبرت موجابي إلى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، مستقطباً اهتمام وسائل الإعلام الدولية إلى العاصمة الروسية. وقد سبق للزعيم الروسي أن أظهر نوعاً من المرونة أمام أحداث مماثلة في الماضي: فقبيل الألعاب الأولمبية الشتوية في سوتشي العام الماضي، أصدر عفواً على الملياردير المسجون ميخائيل خودوركفسكي وأفرج عن أعضاء فريق بوسي رايُت. غير أنه بعيد أيام على انتهاء الألعاب، استولت القوات الروسية على شبه جزيرة القرم. ووفق زعيم المتمردين ألكسندر زخارشينكو، فإن متمردي دونيتسك سيسيطرون على ماريوبول في النهاية. وقال زخارشينكو في أبريل الماضي: «من السهل تطويقها وحينئذ سيستسلمون»، مضيفاً «لا تنسوا أن أمهاتنا وأخواتنا يعشن هناك». يوليا سوركوفا ودارينا كراسنولوتسكا، ماريوبول - أوكرانيا ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس »
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©