افتتاح معرض لوس انجلوس للسيارات وسط تفاقم أزمة القطاع

وصف رئيس مجلس إدارة شركة رينو - نيسان كارلوس غصن أمس الأول الأزمة المالية الحالية بـ''الخطيرة والمقلقة جداً'' وحذر من أن قطاع السيارات لن يخرج منها سالماً، وذلك في كلمة ألقاها خلال افتتاح معرض السيارات في لوس أنجلوس· وافتتح المعرض وسط تفاقم أزمة قطاع السيارات في الولايات المتحدة وأوروبا، حيث تشهد الشركات الكبرى أوضاعاً صعبة تضطرها لإلغاء وظائف وإغلاق مصانع· وأعلنت الشركتان اليابانيتان ايسوزو ومازدا عن تسريح 1400 و1300 على التوالي، من العمال الموقتين، كما تعتزم مجموعة بي·اس·ايه بيجو سيتروين الفرنسية لصناعة السيارات الاستغناء عن 2700 وظيفة، أما الأميركية جنرال موتورز فستعلق تجميع السيارات لشهرين في تايلاند وتلغي 250 وظيفة· وهوت أسهم جنرال موتورز كورب أمس الأول أكثر من 15 في المئة مسجلة أدنى مستوى له في 66 عاماً، بينما هوى سهم فورد 23 في المئة إلى أدنى مستوى له في 26 عاماً· وواصلت الأسهم هبوطها بعد أن قال رئيس اللجنة المصرفية في مجلس الشيوخ الأميركي إنه يبدو من غير المحتمل أن يصل الكونجرس إلى اتفاق هذا الأسبوع بشأن صفقة لمساعدة صناعة السيارات الأميركية· وذهب كبار مديري صناعة السيارات الأميركية إلى الكونجرس لشرح قضيتهم والمبررات التي تقتضي صفقة الانقاذ التي يقولون إنها ضرورية لبقاء الصناعة على قيد الحياة· وكان ديمقراطيون اقترحوا صفقة انقاذ تتكلف 25 مليار دولار لصناع السيارات بالإضافة الى 25 مليار دولار من القروض الاتحادية وافق عليها بالفعل الكونجرس لمساعدة الصناعة على تطوير المصانع والوفاء بالمتطلبات الجديدة للاقتصاد في الوقود· ولاقت المقترحات معارضة شديدة من منتقدين، بينهم جمهوريون ومسؤولون حكوميون تساءلوا هل ستكون شركات صناعة السيارات في وضع صحي بدرجة تكفي لرد اي قروض وظلوا على رفضهم لانفاق المزيد من اموال دافعي الضرائب لانقاذ الشركات· ويفضل الجمهوريون والبيت الابيض خطة للاستفادة من القروض التي تم الاتفاق عليها بالفعل ومقدارها 25 مليار دولار· وقال غصن أمس الأول إن ''الولايات المتحدة هي وباقي العالم، وليس هناك أي شك في ذلك، في وضع (اقتصادي) خطير جدا ومقلق'' مشيرا الى ان ''الانكماش الذي بدأ في الولايات المتحدة بدأ بالتمدد''، واضاف أن ''العالم كله سوف يتأثر'' بالازمة مذكرا بأن شهر تشرين أكتوبر الماضي كان الاسوأ من حيث مبيعات السيارات في الولايات المتحدة منذ ربع قرن· واكد غصن ''علينا ان نتأقلم ونتجدد كي نخرج من العاصفة'' مشيرا الى ان صناعة السيارات العالمية سوف تهتز بفعل الازمة ما سيؤدي الى اختفاء شركات وتجمع شركات اخرى· إلى ذلك أعلنت كندا انها ستقدم ''مساعدات جديدة'' لصناعة السيارات التي تمر بمأزق مالي، واشار رئيس الوزراء ستيفن هاربر في برنامج الدورة البرلمانية الجديدة الى ان ''قطاع الصناعة في كندا وخصوصا صناعة السيارات والطائرات يتراجع''، واضاف ''ستقدم حكومتنا مساعدات جديدة لهذه الصناعات''· وتملك شركات السيارات الاميركية جنرال موتورز وكرايسلر وفورد مصانع تجميع كبيرة في مقاطعة اونتاريــو وهــــي تطلـــب من كندا مساعدتها للخروج من الوضع المالي المتأزم الذي تمر فيه· إلى ذلك طرح نحو 2000 موزع لسيارات شركة أوبل الألمانية إمكانية قيامهم بالاستحواذ على الشركة المملوكة لمجموعة جنرال موتورز الأميركية· وذكر باول شيفر المدير التنفيذي لمعارض ''شتيجر'' أحد أكبر الموزعين امس أن المناقشات اتسمت بالجدية وأن إتمام الصفقة ''ليس مستحيلاً'' في ظل توافر الإمكانات المالية لدى بعض الموزعين· وأضاف شيفر أن مشكلة الاستحواذ على أوبل تتمثل في ارتباطها الوثيق بجنرال موتورز فضلا عن عدم طرح أوبل لموازنة خاصة بها· وكانت شركة ''سولار ورلد'' الألمانية للطاقة الشمسية أعلنت أمس الأول تقديم عرض لشراء شركة ''أوبل''، ولكن جنرال موتورز أكدت أن شركة ''أوبل'' الألمانية التابعة لها ليست للبيع''· يأتي ذلك في الوقت الذي وصف فيه مفوض الصناعة بالاتحاد الاوروبي جونتر فيرهويجن شركة أوبل بأنها ''حالة خاصة'' في أوروبا· وقال فيرهويجن أمام البرلمان الاوروبي في ستراسبورج: ''الظروف الاستثنائية تتطلب إجراءات استثنائية'' واستطرد قائلا إنه لم يحزم أمره بشكل كامل بعد بشأن حزمة المساعدات المقترحة من الحكومة الألمانية التي تتكلف عدة مليارات من اليورو''· بيد أنه أردف قائلاً: ''ليس في مصلحة أحد'' أن يسمح لأوبل بالانهيار وأن أوبل شركة قادرة على المنافسة لولا الوضع الحرج لشركتها الأم، الأميركية جنرال موتورز· وتعكف المفوضية الأوروبية على وضع مقترح بحزمة لتحفيز صناعة السيارات صديقة البيئة، وفي الوقت نفسه يبحث بنك الاستثمار الأوروبي تقديم قرض بقيمة 40 مليار يورو ( 4ر50 مليار دولار) للشركات المنتجة للسيارات ذات الانبعاثات الغازية المنخفضة