الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

قمة آبيك تنطلق في بيرو وسط جدل حول التجارة الحرة

21 نوفمبر 2008 01:57
يعقد منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادي (آبيك) اجتماع قمة غداً وبعد غد في ليما عاصمة بيرو حيث يتوقع أن تكون الازمة الاقتصادية العالمية محور التركيز· وفيما ستكون قمة آبيك آخر تجمع دولي كبير يشارك فيه جورج بوش بصفته رئيس الولايات المتحدة حيث إنه يتأهب لترك منصبه بعد ثماني سنوات في البيت الابيض، فإن أنصار التجارة الحرة في أميركا اللاتينية يسعون لاستغلالها لإعطاء دفعة لمشروعات اتفاقات التجارة الحرة الثنائية بين دولهم وباقي دول العالم· ولاحظ كثيرون أن بوش أصبح في مصاف الزعماء الذين يوصفون بـ''البطة العرجاء''، وبينما وجهت بيرو الدعوة للرئيس المنتخب باراك أوباما لحضور القمة، فإن سيناتور الينوي اعتذر عن عدم الحضور كما اعتذر عن تلبية دعوات كثيرة مماثلة لكي لا يخلق انطباعا بوجود قيادتين خلال الفترة الانتقالية في الولايات المتحدة· ويتوجه بوش مع نظرائه مثل الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف ورئيس الوزراء الياباني تارو أسو والرئيس الصيني هو جنتاو وآخرين إلى بيرو بعد وقت قصير من قمة طارئة تناولت الازمة المالية في واشنطن· وستكون الازمة الاقتصادية العالمية بالفعل محور مناقشات قادة آبيك بعد أن منحت القمة التي عقدت في العاصمة الأميركية يوم السبت الماضي الدول الصاعدة دوراً جديداً في إصلاح الاقتصاد العالمي· بيد أن قمة آبيك ستبحث قضايا أخرى أيضاً، وصرح تاني تنجبكادي نائب المتحدث باسم الخارجية التايلاندية قائلا: ''كنا نريد أن نناقش قضايا الامن الغذائي وأمن الطاقة التي لا تزال على جدول الاعمال وكذلك سبل استئناف محادثات (جولة) الدوحة (من محادثات تحرير التجارة العالمية) فضلا عن قضايا أخرى مثل المسؤولية الاجتماعية للشركات''· وصرح جونزالو جوتيريز نائب وزير خارجية بيرو بأن الاعلان النهائي الذي سيصدر عن قمة ليما سيتطرق أيضا إلى قضية مكافحة الإرهاب وتغير المناخ ومنع الكوارث الطبيعية فضلا عن الفساد الذي يشكل تهديدا ''لحركة التبادل التجاري وتشجيع الاستثمار في المنطقة''· كما ستشهد قمة ليما حدثاً فريداً حيث إنها ستجمع بين الرئيس الصيني ونائب الرئيس التايواني السابق لين تشان الذي سيمثل الجزيرة في القمة، وذلك أول حضور للبلدين على هذا المستوى الرفيع لحدث دولي واحد الامر الذي يشير إلى حدوث تقدم في العلاقات الثنائية بين بكين وتايبيه· وتشير آبيك إلى نفسها باعتبارها تضم 21 اقتصاداً وليس دولة في عضويتها لأنها تشمل إقليم هونج كونج الصيني وكذلك تايوان التي تعتبرها الصين إقليما انفصالياً· ولنفس السبب، فإن قمم آبيك تجمع بين ''زعماء'' وليس رؤساء دول وحكومات بالمعنى المتعارف عليه، والاعضاء الآخرون التسعة عشر هم أستراليا وبروناي وكندا وشيلي والصين وإندونيسيا واليابان وكوريا الجنوبية وماليزيا والمكسيك ونيوزيلندا وبابوا غينيا الجديدة وبيرو والفلبين وروسيا وسنغافورة وتايلاند والولايات المتحدة وفيتنام· وتستأثر منطقة آسيا- المحيط الهادي بنسبة 49 في المئة من حجم التجارة العالمية و55 في المئة من مجموع الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وفقا لتقديرات آبيك وتشدد المنظمة على ''التزام'' واضح بـ''فتح التجارة والاستثمار والإصلاح الاقتصادي''· وتأسس المنتدى عام 1989 بمشاركة 12 عضوا فقط، ويلتقي قادة دول آبيك في قمة تعقد سنويا منذ عام ،1993 وأعلنت بيرو نشر قرابة 39 ألف رجل شرطة لتأمين قمة آبيك في حين سيوفر عدد غير محدد من قوات الجيش الدعم لنظرائهم من الشرطة في مهمتهم· ودول أميركا اللاتينية الثلاث الأعضاء في آبيك - الدولة المضيفة بيرو والمكسيك وشيلي- تقف جميعها سياسيا على يمين الرئيس الفنزويلي عالي الصوت هوجو شافيز أو البرازيلي ايناسيو لولا دا سيلفا· وفضلاً عن ذلك فإنه في وجه كل ما يكيله شافيز من انتقادات لاذعة إلى للرأسمالية وشرورها وكل ما يضعه لولا من عقبات أمام عملية التجارة الحرة خلال ''جولة الدوحة'' من محادثات تحرير التجارة التي تجري في إطار منظمة التجارة العالمية، فإن المكسيك وشيلي وبيرو تصر جميعا على مواصلة السير على طريق إبرام اتفاقات تجارة حرة ثنائية مع دول العالم المختلفة حتى في وقت الازمة· وقال رئيس بيرو ألان جارسيا في وقت سابق من الشهر الحالي: ''أضحك عندما أقرأ تصريحات جديدة عن موت الرأسمالية العالمية·· لقد وضعوا شواهد قبور كثيرة على الاستثمار والمنافسة الحرة حتى بات من السخرية وربما حتى البراءة أن نرى شاهد قبر آخر يقول هذه المرة إن النظام الدولي قد مات''· يذكر أن المكسيك التي تحتل المركز الرابع عشر بين أكبر الاقتصادات في العالم وفقا لتقديرات البنك الدولي انضمت إلى آبيك عام 1993 وبعدها بعام تبعتها شيلي في حين صارت بيرو عضوا عام ·1998 والدول الثلاث أعضاء شديدو الحماس في آبيك ويعملون على ضم كولومبيا للعضوية عام 2010 عندما ينتهي التعليق الحالي لضم أعضاء جدد، ومن المقرر أن يحضر الرئيس الكولومبي الفارو أوريبي قمة ليما كضيف· كما تبدي دول أخرى في أميركا اللاتينية وبخاصة كوستاريكا والاكوادور وبنما اهتماما بالانضمام، وتسعى دول أميركا اللاتينية أعضاء آبيك للاستفادة على قدر الإمكان من القمة المقبلة في ليما للتفاوض بشأن خلق منطقة تجارة حرة في المحيط الهادي تشمل اقتصادات آسيا الرئيسية وكندا والولايات المتحدة و11 بلدا في أميركا اللاتينية تشكل ''مبادرة قوس أميركا اللاتينية والمحيط الهادي''· وتميل بيرو التي قامت أساسا على موجات الهجرة نحو آسيا منذ زمن بعيد- وتجلى ذلك بصورة خاصة في عهد الرئيس ألبرتو فوجيموري (1990 - 2000 ) الذي يحمل الجنسيتين البيروفية واليابانية والذي قدم استقالته من الرئاسة أثناء وجوده في اليابان· وصرحت وزيرة التجارة الخارجية البيروفية مرسيدس أراوز مؤخرا بأن ''معظم الاتفاقات التجارية التي وقعتها بيرو أو تتفاوض بشأنها هي في منطقة المحيط الهادي: الولايات المتحدة ، كندا، المكسيك ، شيلي· سنوقع قريبا اتفاقات مع الصين وتايلاند وسنغافورة كما أننا نوثق علاقاتنا مع اليابان وكوريا الجنوبية وسنطلق العام القادم مفاوضات مع استراليا''· وتشير الوزيرة إلى أن هذه السياسة مفيدة في إطار السياق الحالي، وشددت اراوز على أن ''هذا التنويع للفضاءات الجغرافية للتجارة والاستثمار يساعدنا على تقليل الآثار والخروج من (الأزمة)'
المصدر: بوينس أيرس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©