الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

انتخاب المشكوك في كفايته وأمانته للمجالس النيابية كذب مرفوض

21 نوفمبر 2008 02:03
دعا الله الناس الى أن يبنوا حياتهم على الحق، فلا يقولون إلا حقا ولا يعملون إلا حقا، وترجع حيرة البشر إلى بعدهم عن هذا المنهج الواضج وإلى تسلط أكاذيب وأوهام على أنفسهم وأفكارهم، أبعدتهم عن الصراط المستقيم، ومن هنا كان الاستمساك بالصدق في كل شيء، وتحريه في كل قضية، واللجوء إليه في كل حكم، دعامة مهمة في خلق المسلم، وصيغة ثابتة في سلوكه، ومن ثم فإن بناء المجتمع في الإسلام يقوم على محاربة الظنون· قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ''إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث''· وقد نعى القرآن على أقوام جريهم وراء الظنون التي ملأت عقولهم بالخرافات، وأفسدت حاضرهم ومستقبلهم بالاكاذيب فقال: ''إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئا'' النجم الآية ·28 ويحترم الإسلام الحق ويطارد الكاذبين ويشدد عليهم، وعن عائشة ام المؤمنين قالت: ''ما كان من خلق ابغض إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الكذب، ما اطلع على ذلك من احد فيخرج من قلبه حتى يعلم انه قد احدث توبة''· ويعد الكذب رذيلة تنبئ عن تغلغل الفساد في نفس صاحبها، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ''يطبع المؤمن على الخلال كلها، إلا الخيانة والكذب''· وسئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ''أيكون المؤمن جبانا؟ قال: نعم قيل له: أيكون المؤمن بخيلا؟ قال: نعم قيل له: أيكون المؤمن كذابا؟ قال: لا''· وفي الحديث: ''ثلاثة لا يدخلون الجنة: الشيخ الزاني، والإمام الكذاب والعائل المزهو ''الفقير المتكبر'' والكذب على دين الله من أقبح المنكرات، وأول ذلك نسبة شيء الى الله أو إلى رسوله لم يقله· وهذا الضرب من الافتراء فاحش· قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ''ان كذبا علي ليس ككذب على أحد؟ فمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار''· وقد نبه النبي أمته إلى مصادر هذه البدع المنكرة وحذر من الانقياد إلى تيارها قال: ''يكون في آخر أمتي اناس دجالون كذابون يحدثونكم بما لم تسمعوا انتم ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم لا يضلونكم ولا يفتنونكم'' رواه مسلم· ويوصي الإسلام بأن تغرس فضيلة الصدق في نفوس الاطفال، حتى يشبوا عليها، وقد الفوها في اقوالهم واحوالهم كلها· فعن عبدالله بن عامر قال: دعتني امي يوما ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- قاعد في بيتنا، فقالت: تعال اعطك، وقال لها -صلى الله عليه وسلم ''ما أردت ان تعطيه؟'' قالت: أردت أن أعطيه تمرا فقال لها: ''أما إنك لو لم تعطه شيئا كتبت عليك كذبة''· على هذا النحو يٌعلم الرسول -صلى الله عليه وسلم- الامهات والآباء ان ينشئوا اولادهم تنشئة يقدسون فيها الصدق، ويتنزهون عن الكذب، ولو انه تجاوز عن هذه الامور وحسبها من الطرائق الهينة لخشى أن يكبر الاطفال، وهم يعتبرون الكذب ذنبا صغيرا، وهو عند الله عظيم· وتحري الصدق والحق حتى في الشؤون المنزلية الصغيرة واجب، وعن اسماء بنت يزيد قالت: ''يا رسول الله إن قالت إحدانا لشيء تشتهيه: لا أشتهيه أبعد ذلك كذبا؟ قال: ''ان الكذب يكتب كذبا حتى تكتب الكذيبة كذيبة''· وقد يستسهل البعض الكذب حين يمزح، حاسبا ان مجال اللهو لا حظر فيه على الكذب، ولكن الإسلام الذي اباح الترويح عن القلوب لم يرض وسيلة لذلك إلا في حدود الصدق المحض، قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ''ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك القوم فيكذب، ويل له ويل له''· والتاجر قد يكذب في بيان سلعته وعرض ثمنها، والتجارة تقوم لدى البعض على الطمع البالغ، البائع يريد الغلو، والشاري يريد البخس، وقد كره الإسلام هذه المعاملة الجشعة، وما يشوبها من لغو ومراء· وقال -صلى الله عليه وسلم: ''لا يحل لامرئ مسلم يبيع سلعته، يعلم أن بها داء إلا أخبره به''· والحيف في الشهادة من أشنع أنواع الكذب فالمسلم لا يبالي اذا قام بشهادة ما ان يقرر الحق ولو على اقرب الناس منه واحبهم إليه لا تميل به قرابة ولا عصبية، ولا تزيغه رغبة أو رهبة· خاصة تزكية المرشحين للمجالس النيابية او المناصب العامة، فمن انتخب المشكوك في كفايته وامانته فقد كذب وزور ولم يقم بالقسط· يقول الله تبارك وتعالى: ''يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على انفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى ان تعدلوا وان تلووا او تعرضوا فإن الله كان بما تعلمون خبيرا''· ويؤدى الصدق في الاقوال بصاحبه إلى الصدق في الأعمال والصلاح في الاحوال، لذلك يقول الله عز وجل: ''يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما'' الاحزاب الآية 71-·70
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©