الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحافظ ابن كثير صاحب عمدة التفسير

الحافظ ابن كثير صاحب عمدة التفسير
21 نوفمبر 2008 02:04
يعتبر الإمام الحافظ ابن كثير من أشهر مفسري القرآن الكريم فهو صاحب عمدة التفسير، قد ألف كتبا كثيرة فى علوم القرآن، والسنة، والفقه وأصوله، والتاريخ، منها: ''تفسير القرآن العظيم''، و''فضائل القرآن''، و''أحاديث الأصول''، و''شرح صحيح البخاري''· ويعد تفسير الحافظ ابن كثير من أهم التفاسير التراثية فقد نهج فيه منهجا علميا أصيلا مع وجازة لفظه وشمول معانيه، وقد جعل الله له قبولا عظيما بين الناس وانتشاراً· ومن أهم مميزاته: اختياره أحسن الطرق في تفسير القرآن مثل تفسير القرآن بالقرآن وتفسير القرآن بالسنة وتفسير القرآن بأقوال الصحابة والتابعين، واهتمامه باللغة وعلومها واهتمامه بالأسانيد ونقدها، وذكر القراءات وأسباب النزول· ووصف السيوطي تفسير ابن كثير بأنه ''لم يؤلف على نمطه مثله· وقال الشوكاني: جمع فيه فأوعى ونقل المذاهب والأخبار''· ولد الحافظ المؤرخ عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضوء بن درع القرشي، سنة 701 هجريا بقرية ''مجدل'' التابعة لدمشق، وهي قرية أمه· ونشأ ابن كثير في بيت علم ودين، فأبوه عمر بن حفص بن كثير أخذ العلم عن النواوي والفزاري وكان خطيب قريته· وتوفي والده حينما كان عمر ابن كثير ثلاث سنوات على أرجح أقوال المؤرخين، وانتقلت الأسرة بعد موت والده إلى دمشق سنة 707 هجريا، وخلف والده أخوه عبدالوهاب، الذي بذل جهدا كبيرا في رعاية هذه الأسرة بعد فقدها لعائلها· وختم ابن كثير حفظ القرآن الكريم سنة 711 هجريا، وقرأ القراءات وبرع في التفسير، وحفظ متن ''التنبيه'' في الفقه الشافعي سنة 718 هجريا، وحفظ مختصر ابن الحاجب، وتفقه على الشيخين برهان الدين الفزاري، وكمال الدين ابن قاضي شهبة· وصحب الشيخ تقي الدين ابن تيمية، وقرأ الأصول على الصبهاني وسمع على أبي نصر بن الشيرازي، وأبي القاسم بن عساكر، وأقبل على حفظ المتون، ومعرفة الأسانيد والعلل والرجال والتاريخ من شيوخه الكبار أمثال أبي عبدالله محمد بن أحمد الذهبي، ومحيي الدين أبي زكريا يحيى الشيباني، وعلم الدين محمد القاسم، وشمس الدين أبي نصر محمد الشيرازي، وشمس الدين الأصبهاني، وعفيف الدين إسحاق بن يحيى الآمدي الأصبهاني وغيرهم· وأفتى ابن كثير (رحمه الله) ودرس وناظر وبرع في الفقه والتفسير والنحو، وأمعن النظر في العلل· وأمضى سنوات طويلة يتفقه على فقهاء الشافعية في زمانه، فحفظ كتبهم، ودرس علومهم، وكتب الكتب المختصة بهم، فقد كان مذهب الشافعية هو المذهب المنتشر في بلاد الشام ومصر· وولي العديد من المدارس العلمية في ذلك العصر، منها: دار الحديث الأشرفية، والمدرسة الصالحية، والمدرسة التنكزية، والمدرسة النورية الكبرى· وقال الحافظ الذهبي: ''إسماعيل بن عمر بن كثير الإمام، الفقيه، المحدث الأوحد، البارع، الشافعي، فقيه متقن، ومحدث متقن، ومفسر نقال، وله تصانيف مفيدة، يدري الفقه، ويفهم العربية والأصول، ويحفظ جملة صالحة من المتون والتفسير والرجال وأحوالهم، سمع مني، وله حفظ ومعرفةف· وقال الحافظ بن حجر: كان كثير الاستحضار، حسن المفاكهة، سارت تصانيفه في البلاد في حياته، وانتفع بها الناس بعد وفاته،·· وهو من محدثي الفقهاء''· وللإمام ابن كثير تلاميذ كثيرون منهم الحافظ علاء الدين بن حجي الشافعي، محمد بن محمد بن خضر القرشي، وشرف الدين مسعود الأنطاكي النحوي، ومحمد بن أبي محمد بن الجزري، شيخ علم القراءات، وابنه محمد بن إسماعيل بن كثير، الإمام ابن أبي العز الحنفي، والحافظ أبو المحاسن الحسيني· وصنف ابن كثير كتبا كثيرة منها ''التكميل في الجرح والتعديل ومعرفة الثقات والمجاهيل''، و''اختصار علوم الحديث''، و''جامع المسانيد والسنن الهادي لأقوم سنن''، و''مسند أبي بكر الصديق رضي الله عنه''، و''مسند عمر بن الخطاب رضي الله عنه''، و''الأحكام الصغرى في الحديث''، و''تخريج أحاديث أدلة التنبيه في فقه الشافعية''، و''تخريج أحاديث مختصر ابن الحاجب''، و''مختصر كتاب المدخل إلى كتاب السنن للبيهقي''، و''الأحكام الكبرى'' و''كتاب الصيام''، و''أحكام التنبيه''، و''المقدمات في أصول الفقه'' و''البداية والنهاية'' و''جزء مفرد في فتح القسطنطينية''، و''السيرة النبوية'' و''طبقات الشافعية'' و''مناقب ابن تيمية'' وغيرها من المؤلفات القيمة· وتوفي الإمام ابن كثير في شعبان سنة 774 هجريا، ودفن بمقبرة الصوفية عند شيخه ابن تيمية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©