الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غالبية المواقع الإسلامية لا تستفيد من التقنيات الرقمية

غالبية المواقع الإسلامية لا تستفيد من التقنيات الرقمية
21 نوفمبر 2008 02:05
تتنوع وسائل الخطاب الإسلامي بين المباشرة وجهاً لوجه، وغير المباشر (عبر وسيط مثل الصحف)، والوسائل الإلكترونية(الإنترنت) التي تدمج بين خصائص النوعين، ومع ذلك فإن الخطاب الإسلامي لا يزال يفتقد للعديد من الآليات الضرورية لتطويره، كما يهدر الكثير من الفرص التي تتيحها التقنيات الرقمية وفي مقدمتهاالاتصال التفاعلي بين مرسل الخطاب ومتلقيه· وحظيت وسائل الاتصال غير المباشرة والوسائل الإلكترونية التي يستخدمها الخطاب الإسلامي بتطوير كبير بخاصة من الناحية الفنية والتقنية ما جعلها أكثر جاذبية ، إلا أن استخدامها من جانب الخطاب الإسلامي لا يزال قاصراً، من حيث الأدوات والمضامين التي تناسب هذه الوسائل المنفتحة على الجماهير مثل القنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية· وعلى سبل المثال يجب أن يؤخذ في الاعتبار طبيعة جمهور هذه الوسائل المتنوعة دينياً ومذهبياً وعرقياً وثقافياً · وهو ما ينبغي أن ينعكس على مضمون الخطاب بحيث يركز على الأمور ذات الطابع العام ويراعي الآخر المختلف عن المسلمين· و لا تزال المواقع الإسلامية بعيدة عن الاستفادة من الإمكانيات التي توفرها التقنيات الرقمية وميزات الاتصال عبر الإنتزنت، التي حولت الاتصال من شكله العامودي في الوسائل التقليدية كالصحف ( من طرف واحد) الى الشكل التفاعلي حيث أصبح يتبادل المرسل والمستقبل الوظائف عبر الشبكة الدولية للمعلومات ، غير أن غالبية المواقع الإسلامية لا توظف هذه الإمكانيات بشكل جيد في تفعيل خطابها وتعزيز المشاركة مع المتلقي · الوسائل المباشرة أما وسائل الخطاب المباشر الأكثر احتياجاً للتطوير والتجديد بل تحتاج إلى دفعة قوية لتفعيل أدواتها بما يجعلها أكثر قرباً من المتلقي وتفاعلا واستجابة لاحتياجاته وأشواقه· وتتعدد الوسائل المباشرة للخطاب الإسلامي، ومن أبرزها: خطبة الجمعة، الموعظة، المحاضرة، الندوة، المناظرة والحوار، وفي جميع هذه الوسائل يواجه الداعية أو حامل الخطاب الإسلامي الجمهور مباشرة، ويمكنه التعرف على ردود أفعالهم، أو التقاط ما يسمى في علم الاتصال برجع الصدى، ومن ثم يستطيع حامل الخطاب أن يعدل طريقته وأداءه بما يلائم الجمهور ومدى استجابته له· وتتقدم خطبة الجمعة هذه الوسائل المباشرة، حيث إنها تحظى بعدة مميزات لا تتمتع بها أي وسلة أخرى، من أهمها :أنها لقاء ديني يدخل في العبادات ومن ثم يستمع إليها جميع المسلمين المكلفين راضين مقبلين عليها· ويحدث ذلك في وقت منتظم ومحدد· بالإضافة إلى ما يشيعه المسجد من سكينة وهدوء· وما تؤكد عليه آدابه من جدية واهتمام من جانب المسلمين مما يتيح فرصة أكبر لمتابعتها واستيعابها· فضلا عن الاستعداد النفسي والوجداني لدى المسلمين للاستماع إليها· ومع توافر هذه العوامل، فإنه إذا أحسن الخطيب إعداد خطبته، واختيار موضوعه، وكان هدفه واضحاً، يمكنه أن يحدث التأثير المطلوب بل أنه يمكن القول إن الخطبة يمكنها أن تكون أكثر وسائل الخطاب الإسلامي تأثيراً وفاعلية على الإطلاق· حَملة الخطاب المباشر يحتاج حملة الخطاب المباشر (الدعاة الإئمة ، علماء الدين ، الخ) إلى التحلي بعدة سمات تساعد في نجاح الخطاب ووصوله إلى غاياته المنشودة ، ويعرض الدكتور عبدالكريم بكار لبعض هذه السمات في دراساته '' مقومات النهوض بالعمل الدعوي'' ، ومن أبزرها: - التكامل: بحيث يجمع أسلوب الخطاب بين ثلاث سمات أساسية هي : العاطفة والعلم والفكر ·ووظيفة العاطفة في الخطاب تولد شيئا من الطاقة في نفوس الجمهور وإثارة حماستهم، وتعاطفهم مع الفكرة التي يعرضها ·أما العلم فينبغي أن يكون صلب رسالة الخطاب ، فالتركيب العقلي للناس اليوم يميل إلى دفعهم نحو الاستقلال الشخصي ، ومحاولة إدراك الحقائق بصفة ذاتية ، ولا شيء يحقق ذلك كالمعلومة الصحيحة الموثَّقة ·ومن العلم الذي يحتاج إلى تدعيم (العلم الشرعي)·أما الفكر في الخطاب الدعوي ، فإنه أداة يستخدمها الداعية في تحليل الظواهر وتعليلها والربط بينها· التوازن: من أهم الخصائص التي علينا أن نراعيها في مخاطبتنا للناس، فالتوازن بين جميع جوانب الخطاب يجعل الشريحة المستهدفة أوسع ، ويجعل الاستجابة والتفاعل من قبل المتلقين أكثر، ويتم التوازن في المزج بين العلم والفكر والعاطفة ، والتوازن في الاستجابة لحاجات الناس المتنوعة، فإن الرؤية الشاملة لحاجة الأمة عامة ، وحاجة جماعة المستهدفين بالخطاب خاصة أمر حيوي وضروري لخطاب متوازن كاف واف ·وأيضاً التوازن على مستوى اللغة المستخدمة، تبعاً لتنوع مستوايات الجمهور المستهدف· - ترتيب الأفكار: من خلال التنظيم في موضوع الخطاب والترتيب المنطقي لعناصره والاقتصاد في التعبير، ومحاولة الفصل بين القول وحجته ، والربط بين الأسباب والمسببات والمقدمات والنتائج· - المشاركة: عصرنا الحاضر أكسب شخصيات أبنائه نوعاً من الاستقلال الشخصي والوعي بالتفرد، ومع أن لهذا ميزات عديدة إلا أنه أوجد نوعاً من الوحشة بين الناس ، كما أوجد إحساساً باتساع المجال الخاص لكل منا، والتوجس من كل من يحاول التأثير في غيره ، وصار اتخاذ موقف ما مضاداً للحياد · لذا ينبغي استخدام صيغ المشاركة بدل الصيغ الدالة على الذات ، أو تلك التي تجعل المخاطب كأنه في جبهة مضادة للمتكلم ، مما يوجد حواجز نفسية بين طرفي عملية الاتصال · -الرفق والكياسة: مضت سنة الأنبياء (عليهم الصلاة والسلام) على الرفق في الخطاب والمجادلة بالتي هي أحسن استجابة لأمرالله (سبحانه وتعالى) وسعياً في جذب القلوب نحو الكلمة الطيبة ، وقد أمرالله موسى وهارون (عليهما السلام) بالرفق بفرعون حين قال : ''اذهبا إلى فرعون إنه طغى (43) فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى (44)'' وفي الحديث:''أن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله'' ·ومن ثم فأن صيغة الأمر والنهي لم تعد مقبولة في كل موضع ، فالحضارة الحديثة وسعت دائرة الخصوصيات والحرية الشخصية إلى أبعد حد ممكن ، وأن واجبنا أن نشعر المخاطب أننا لا نتعدى على أي منهما · - التعويل على المناقشة : إن تشجيع الناس على طرح الأسئلة ، وإبداء الرأي حول مختلف القضايا أمر في غاية الأهمية ،لأن ذلك يبني نفسية المشاركة وتحمل المسؤولية ، وهو من الطرق الفعالة في إحداث القناعة بأية فكرة مطروحة مهما كان نوعها · وهذا ليس غريباً على تراثنا حيث إن أسلوب الحوار والمناقشة والمراجعة كان هو الأسلوب الأكثر انتشاراً في الحلقات العلمية، والفقه الحنفي بشكل خاص شهدت بلورته الأولى محاورات واسعة جداً بين الإمام أبي حنيفة وباقي أصحابه· - الجاذبية بدل القسر :إن نجاح الداعية في جعل ما يقوله للناس يستقر في نفوسهم ، ويتغلغل في سلوكهم وحياتهم اليومية دون شعور بالكلفة أو العناء - يتوقف إلى حد كبير على ما يمتلكه صاحب الخطاب من براعة وجاذبية ، فالقيم الخيرة - عامة - لا تفرض على الناس فرضاً، لكنها تجذبهم إليها جذباً فيتمثلونها، ويضحون في سبيلها عن طيب خاطر وخضوع تام · والجاذبية تكمن في التكامل بين جوانب شخصيته وأسلوبه وموضوعه والظرف الذي يتحدث فيه وشعور الناس بالحاجة والارتياح لما يقال
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©