سيف بن زايد: رؤية واضحة للحد من وفيات وإصابات الحوادث

أطلقت مؤسسة الإمارات أمس مبادرة ''سلامة'' للتوعية المرورية في إطار الجهود المبذولة للتصدي لقضية السلامة المرورية على الطرق خاصة بعد بلوغ نسبة الوفيات الناتجة عن الحوادث المرورية مستويات ملفتة حيث يقضي ثلاثة اشخاص في الدولة يوميا جراء حوادث السير التي اصبحت تشكل السبب الثاني للوفيات· وتعتبر مبادرة سلامة للتوعية المرورية التي أطلقت أمس برعاية الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان وزير الداخلية إحدى المبادرات الاستراتيجية لمؤسسة الامارات، وهي تجمع تحت مظلتها شركة ''شل''، وشركة الإمارات لتعليم قيادة السيارات، وتحظى بدعم وزارة الداخلية، وهيئة الصحة في أبوظبي· وقال الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان وزير الداخلية في كلمة ألقاها نيابة عنه العقيد غيث الزعابي مدير إدارة المرور بوزارة الداخلية خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد أمس في قاعة المعمورة بأبوظبي، ان الحفاظ على الامن وسلامة الارواح والممتلكات لهي إحدى ركائز وزارة الداخلية· ونظرا لاهمية هذا الموضوع فقد اوليناه جل اهتمامنا حيث كنا دوما نتلقى التوجيهات من قيادة البلاد العليا التي تحثنا على بذل كل ما نملك من جهود لتطوير عملنا بما يضمن تحقيق اهدافنا''· وأشار سموه الى أن وزارة الداخلية تهدف إلى الاستثمار في السلامة المرورية وإيجاد رؤية واضحة نحو الحد من الوفيات والإصابات والحوادث مؤكدا حرص الوزارة على إيجاد صياغة متكاملة تعتمد على أفضل الحلول والنظم الممكنة واتباع أفضل الوسائل العلمية لتحقيق هذه الغايات مثل التعليم والتثقيف المروري والهندسة والرقابة والتشريع والإسعاف والطب المروري والتقويم· وقال سموه ''لقد كانت رؤية سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة ''حفظه الله''، غاية في الوضوح فيما يتعلق بالالتزام بالبحث عن افضل السبل لتحقيق الغايات الاستراتيجية للحكومة والتي على رأسها الحفاظ على ارواح الناس من كل عبث بما في ذلك الاهمال الذي قد يتسبب به البعض لانفسهم عن طريق التهور في قيادة المركبات وعدم مراعاة اصول السلامة على الطرقات''· واضاف سموه ''لقد حرصت الوزارة على التثبت من تنفيذ رزمة من المحاور تحقق السلامة المرورية وذلك بالعمل على خفض معدل حوادث المرور وما ينجم عنها من خسائر في الارواح والممتلكات وزيادة التوعية المرورية بين مستخدمي الطرق''· وأكد سموه على دور الجمهور والاعلام في التوعية المرورية داعيا الى ''تضافر الجهود وتواصلها وتشارك الافكار بين كافة قطاعات المجتمع من اجل الوصول الى هذه الغاية النبيلة''· من جهة أخرى، قال أحمد علي الصايغ، العضو المنتدب لمؤسسة الإمارات، في كلمة ألقاها خلال المؤتمر الصحفي الخاص بإطلاق المبادرة ''إن مبادرة سلامة تمثل فرصة مثالية للسير بخطى حثيثة للحد من الوفيات الناجمة عن الحوادث المرورية، ورفع التوعية العامة بمخاطرها، والعمل في سبيل تحقيق السلامة لجميع مستخدمي الطرق، وتأكيد التزامنا المطلق ببذل كل ما هو ممكن في سبيل إنجاح هذه المبادرة''· وأضاف أن هذه المبادرة الاستراتيجية تتوافق تماما مع أهداف المؤسسة، حيث إنها تسعى إلى رفع الوعي الاجتماعي بين أفراد المجتمع تجاه واحدة من أهم القضايا المجتمعية، وأكثرها إلحاحا· إن محاور اهتمام مؤسسة الامارات متنوعة، وتشمل مجالات التعليم، والعلوم والتكنولوجيا، والثقافة والفنون، والتنمية الاجتماعية، والبيئية، لكن تبقى التوعية العامة المجال الأكثر أهمية، حيث التقصير فيها يؤثر في حياة ورفاهية المجتمع، كما هي الحال تماماً في موضوع السلامة المرورية· وأضاف أن حضور مؤسسة الامارات كمؤسس وشريك رئيسي في هذه المبادرة ينسجم تماماً مع أهداف المؤسسة، ورسالتها الرامية إلى تمكين مؤسسات القطاع العام والخاص من إطلاق مبادرات جديدة مشتركة تسهم في تطوير المجتمع وتحقيق مصلحة جميع أبنائه· من جهته، قال الدكتور طيب كمالي عضو مجلس ادارة شركة الإمارات لتعليم قيادة السيارات، الشريك المؤسس لمبادرة سلامة ''إن دولة الإمارات العربية المتحدة تخسر يوميا ثلاث ضحايا وعشرات المصابين والمتضررين، 25% منهم من أبناء الدولة، ومعظمهم من الفئات العمرية الشابة، بالإضافة إلى الخسارة المادية للمال العام والخاص، والتي تقدر بأكثر من مليون وثمانمائة ألف دولار لكل ضحية، وفقاً لأحدث التقارير والدراسات الدولية''· وكشف الكمالي عن مبادرة سلامة للتوعية المرورية برفع مقترح لسمو وزير الداخلية لتشكيل لجنة عليا لتقديم اقتراحات ومبادرات تتبناها دولة الإمارات على صعيد الأمم المتحدة وذلك من خلال المؤتمر الوزاري الأول للسلامة المرورية على صعيد العالم والذي سيعقد بموسكو في نوفمبر ·2009 وأضاف الكمالي أن الشركة تلعب دوراً فعالاً ورائداً في دعم مبادرات المجتمع المدني من خلال المشاركة في تنظيم الحملات و الفعاليات والمؤتمرات المرورية على صعيد الدولة والمنطقة، والتي يجري إطلاقها بالتعاون مع جهات ومنظمات رائدة في هذا المجال· بدوره، قال إرشاد اللواتي نائب المدير التنفيذي لشركة شل في أبوظبي، الشريك المؤسس لمبادرة سلامة ''إن حضور شركة شل كشريك فعال في هذه المبادرة المتميزة يتماشى مع الأهداف والمعايير التي حددتها مجموعة شركات شل حول العالم للإسهام في تأمين السلامة لموظفيها وعملائها ومقاوليها ومواطني الدول التي تعمل بها، ونشر التوعية اللازمة لدرء مخاطر السلامة، والالتزام بالمعايير والأخلاقيات التي من شأنها الحفاظ على سلامتنا وسلامة الآخرين''· وذكر إرشاد اللواتي بمبادرات شل في مجال السلامة بشكل عام، ورعاية الأنشطة التي تعمل على زيادة الوعي العام بمعايير السلامة في المجتمعات المضيفة· وتخلل فعالية إطلاق المبادرة الكشف عن شعار مبادرة ''سلامة'' التي تهدف الى مكافحة تزايد الإصابات والوفيّات الناجمة عن الحوادث المرورية في دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك من خلال إطلاق برامج وحملات توعية مدروسة وهادفة، من شأنها تعزيز إدراك الجمهور لأهمية السلامة المرورية، وتستهدف جميع شرائح المجتمع من مختلف الأعمار والجنسيات· وستقوم سلامة بإطلاق عدد من البرامج وحملات التوعية التي سوف تتطرّق إلى العديد من المواضيع مثل القيادة المتهورة، والسرعة الزائدة، وحزام الأمان، وغيرها من العناصر المهمّة المؤثرة في السلامة المرورية