الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

المغرب لا يتعب من الحلم

16 أغسطس 2017 20:45
لم يفاجأ أحد أن يعود المغرب لمطاردة حلم تنظيم كأس العالم، وهو يتقدم رسمياً لمنافسة الملف الأميركي المشترك على استضافة نسخة 2026، التي ستشهد تحولاً كبيراً بزيادة عدد المنتخبات المشاركة في النهائيات بالنصف. لم يفاجأ أحد أن يركب المغرب التحدي للمرة الخامسة، ليس فقط بسبب أنه أدمن العيش في فسح الأمل، ولا يرى مناصاً من أن يمضي قدماً في تعقب الحلم، غير آبه بما صادفه من فشل ومن حرقة الإخفاق، ولكن أيضا لأن المغرب بات يتوفر على كل المؤهلات البنيوية والرياضية والتواصلية التي تعطيه كامل الحق في أن يبقي على أمل أن تأتي إليه كأس العالم، وهو الذي بادر إلى تقديم طلب تنظيم المونديال سنة 1986، لكسر الاحتكار الأورو أميركي لتنظيم المونديال، المبتغى الذي سيتحقق مع إطلالة كأس العالم لأول مرة على قارة آسيا بتنظيم كوريا الجنوبية واليابان لنسخة 2002 ومع تنظيمه لأول مرة على أرض إفريقية خلال نسخة 2010 بجنوب إفريقيا. ومع يقيننا الكامل كعرب وكأفارقة، بأن المغرب يعود لملاحقة حلم تنظيم كأس العالم، وهو يحتكم على كثير من المعايير الفنية واللوجيستية والتنظيمية وحتى الإنسانية التي بات الفيفا يفرضها من خلال دفتر التحملات، فإن السؤال الذي يضغط علينا اليوم هو: هل يملك المغرب القدرة على كسب الرهان، في ظل منافسة شرسة من الملف الأميركي المشترك، المشكل من كندا والمكسيك والولايات المتحدة الأميركية؟ عملياً يبدو الأمر اليوم مختلفاً عما كان عليه قبل نحو ثلاثين سنة، عندما تقدم المغرب لمنافسة الولايات المتحدة الأميركية على تنظيم مونديال 1994، والاختلاف يأخذ بعداً رياضياً وسياسياً واقتصادياً، فكأس العالم لسنة 2026 ستنظم ب48 منتخباً، وهنا الحاجة ماسة إلى بناء شراكات للاضطلاع بكل أعباء التنظيم الثقيل، كما أن التصويت على البلد المنظم لن يكون قصراً على أعضاء مجلس الفيفا كما كان الحال في كل المرات السابقة، ولكن سيتعداه إلى كل أعضاء الجمعية العمومية للوصول إلى درجة متقدمة من الشفافية والنزاهة. وأعتقد أن هذين المستجدين يفرضان أن يأخذ الملف المغربي في مقاربة أسلوب الترويج، منحى آخر يختلف كلياً عن الأسلوب الذي جرى اتباعه في المرات الأربع السابقة، والتي تحطم خلالها حلم المغرب على صخرة أخطاء مقترفة ومفتعلة ومدبرة أيضا، لا المجال ولا طبيعة المنافسة مع ملف تقوده ثلاث قوى عالمية يسمحان بأن تتكرر ولا أظن أنها ستعاود الظهور على مسرح التدبير. ومع وجود أمل في أن يحط كأس العالم الرحال بالمغرب سنة 2026، فهناك أيضا هامش للمناورة سأعود له في زاوية قادمة بمشيئة الله.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©