السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

ألمانيا تنقذ «منطقة اليورو» من الركود

ألمانيا تنقذ «منطقة اليورو» من الركود
16 مايو 2012
بروكسل (رويترز، د ب ا) - نجت منطقة اليورو من الركود بصعوبة في أوائل العام الجاري بفضل النمو الألماني، لكن أزمة الديون في المنطقة استنزفت اقتصادي فرنسا وإيطاليا وأدت إلى اتساع الفجوة مع ألمانيا. وقال مكتب الإحصاءات الأوروبي “يوروستات” أمس إنه لم يطرأ تغير على الناتج المحلي الإجمالي في أوروبا خلال الربع الأول من العام. والنتائج أفضل قليلاً من تقديرات اقتصاديين توقعوا انخفاضاً 0,2% وساهمت في تجنب ركود من الناحية الفنية إثر انكماش 0,3% خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من 2011. وسجلت ألمانيا نمواً قوياً مفاجئاً 0,5%، وبدا أن أكبر اقتصاد في أوروبا قد انقذ الكتلة من براثن الركود رغم أن فرنسا لم تحقق أي نمو، بينما سجلت إيطاليا ناتجاً أقل من التوقعات لتلخص حال الاقتصادات الضعيفة في جنوب أوروبا. ورغم عقد اجتماعي قمة هذا العام والثالث يعقد الأسبوع المقبل، عجز زعماء الاتحاد الأوروبي في إيجاد سبيل لاستعادة النمو، بينما انقلبت العديد من دول جنوب أوروبا على إجراءات التقشف ونظمت احتجاجات ضخمة في الشوارع في مدريد ولقيت أحزاب سياسية معارضة لخطط الإنقاذ تأييدا في اليونان. وانكمش الاقتصاد الإيطالي، ثالث أكبر اقتصاد في “منطقة اليورو”، بوتيرة تفوق التوقعات خلال الربع الأول ونزل الناتج 0,8% ليسجل ثالث تراجع فصلي على التوالي. وتواجه إسبانيا صعوبة في خفض عجز هائل وإعادة بناء القطاع المصرفي عقب انهيار أسعار العقارات وهي تعاني بالفعل من ركود اثر انكماش الناتج المحلي الإجمالي 0,3% خلال الربع الأول. وحتى في هولندا الثرية هبط الناتج الاقتصادي للربع الثالث وانكمش 0,2% خلال الربع الأول من العام الجاري مقارنة مع الربع السابق، مما يبرز مدى الضرر الذي سببته الأزمة. وقال مارتين فان فليت، المحلل الاقتصادي بمصرف “آي إن جي”، إن الأمر “كان يمكن أن يكون سيئاً، لكن لا يزال هناك سبب بسيط يدعو للتفاؤل”، متوقعاً أن يبدأ الناتج المحلي الإجمالي لـ”منطقة اليورو” في الانكماش خلال الربع الثاني من هذا العام. وأوضح أنه بالنسبة لدول “منطقة اليورو” المتعثرة مثل اليونان وإسبانيا، فإن التوقعات “قاتمة في أفضل الأحوال وكآبة تامة في أسوأ الحالات”. وأضاف أن “السيناريو الأساسي لنا لا يزال يتمثل في تحقيق عودة تدريجية لنمو إيجابي معقول في (منطقة اليورو) خلال النصف الثاني من هذا العام. لكن حدوث أي تصعيد آخر في أزمة الديون، يسمح فقط بخروج اليونان من (منطقة اليورو)، يمكن بالفعل أن يتسبب في انحراف التعافي المتوقع”. النمو الألماني وتجاوزت ألمانيا خطر السقوط في فخ الركود الاقتصادي خلال الربع الأول من العام الحالي حيث أشارت البيانات إلى نمو اقتصاد البلاد خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي بمعدل 0,5% مقارنة بالربع الأخير من العام الماضي بفضل الأداء القوي للصادرات. كان المحللون الذين استطلعت وكالة “د ب أ-أيه.إف.إكس) للأنباء الاقتصادية رأيهم يتوقعون نمو الاقتصاد الألماني بمعدل 0,2% في الربع الأول من العام الحالي، بعد انكماشه بمعدل 0,2% خلال الربع الأخير من العام الماضي. وبلغ معدل النمو السنوي للاقتصاد الألماني خلال الربع الأول من العام الحالي 1,7% من إجمالي الناتج المحلي بعد وضع التغير في الأسعار في الاعتبار، في حين يصل المعدل إلى 1,2% عند وضع التغييرات في التقويم في الاعتبار. وقالت مؤسسة “كابيتال إيكينوميكس” الاستشارية للأبحاث، ومقرها لندن، إن “المنطقة لا تزال تعتمد بشكل مكثف على ألمانيا”، مشيرة إلى أن معدلات الناتج المحلي الإجمالي في اقتصادات رئيسية أخرى بالمنطقة تحقق نموا بالسالب. وقال كارستن برزيسكي، المحلل في “آي.إن.جي بنك”، إن اقتصاد ألمانيا مازال قاطرة اقتصادات” منطقة اليورو”. يذكر أن الأداء القوي للاقتصاد الألماني، وهو أكبر اقتصاد في أوروبا، يختلف عن أداء اقتصادات “منطقة اليورو”، الأخرى، حيث دخل العديد من هذه الاقتصادات دائرة الركود بسبب أزمة الديون. كانت المفوضية الأوروبية أشارت الأسبوع الماضي إلى أنها تتوقع نمو الاقتصاد الألماني خلال العام الحالي بنسبة 7ر0% قبل أن يرتفع معدل النمو إلى 1,7% خلال العام المقبل. في الوقت نفسه، يتوقع محللون نمو الاقتصاد الألماني بمعدل 1% خلال العام الحالي بعد نموه بمعدل 3% العام الماضي. توقف النمو الفرنسي وأفادت بيانات أولية من معهد الإحصاءات الفرنسي أن اقتصاد فرنسا لم يحقق أي نمو خلال الربع الأول من العام مع استمرار ضعف الطلب الاستهلاكي وتراجع الاستثمار وتباطؤ الصادرات في مقابل تسارع الواردات. وبعد نمو ضعيف خلال الربع الأخير من العام الماضي، والذي عدله المعهد بالخفض من 0,2% إلى 0,1%، تنبئ الأرقام بأن ثاني أكبر اقتصاد في “منطقة اليورو” قد تحاشى الركود، لكنه بصدد نمو هزيل في 2012. وقال فيليب وايكتر، كبير الاقتصاديين لدى “ناتكسيس” لإدارة الأصول،: “لم تكن هناك مفاجأة سارة. الاستهلاك ضعيف ولا استثمار”. وتسارع نمو الإنفاق الاستهلاكي، قاطرة الاقتصاد، قليلاً إلى 0,2% بعد 0,1% خلال الربع السابق، في حين تراجع الاستثمار الرأسمالي 0,8%، بعد أن نما 1,3% خلال الأشهر الثلاثة السابقة. وخصم صافي التجارة 0,1% من معدل النمو، حيث نمت الواردات 0,7%، في حين تباطأ نمو الصادرات إلى 0,3%. وقال جوست بومون، الاقتصادي في “ايه.بي.ان أمرو”،: “النتائج تتماشى مع التوقعات ومن ثم لا تغير توقعنا لانكماش 0,2% على أساس فصلي في (منطقة اليورو) ككل”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©