نيروبي (د ب أ) - حذر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي من أن انتشار الجوع على نطاق واسع في أفريقيا جنوب الصحراء يهدد التنمية الاقتصادية بالمنطقة. كانت المجاعات الدورية في شرق أفريقيا، والأزمة الحالية التي تضرب منطقة الساحل شبه الجافة، التي تمتد من السنغال إلى تشاد، قد أودت بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص، وعرضت حياة عشرات الملايين للخطر خلال السنوات القليلة الماضية.
وقال برنامج الأمم المتحدة أمس إن واحداً من بين كل أربعة من سكان منطقة أفريقيا جنوب الصحراء، البالغ عددهم 856 مليون شخص، يعانون نقص التغذية، ما يجعلها أكثر مناطق العالم انعداماً للأمن الغذائي. وذكرت هيلين كلارك، مديرة البرنامج،: “لم يتم ترجمة معدلات النمو الكبيرة في الناتج المحلي الإجمالي في أفريقيا إلى القضاء على الجوع وسوء التغذية”. وأضافت “هناك حاجة إلى نمو شامل ومناهج تركز على الأفراد لتحقيق الأمن الغذائي”.
ويتوقع صندوق النقد الدولي نمو اقتصاد منطقة أفريقيا جنوب الصحراء بمعدل 5,4% هذا العام، مقابل 5,1% العام الماضي، بقيادة الدول المنتجة للنفط. وعلى الرغم من التنمية الاقتصادية والموارد الزراعية الهائلة، قال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إن التحسن في متوسط الأعمار والتعليم لم يؤد إلى تحقيق أمن غذائي أفضل.
وقال تيجيجنيوورك جيتو، مدير مكتب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في أفريقيا، :”إن المفارقة الصعبة هي أنه في ظل عالم يتمتع بفوائض غذائية، لا يزال هناك تفشٍ للجوع، وسوء تغذية، في قارة تتمتع بهبات زراعية هائلة”. ودعا التقرير، الذي جاء تحت عنوان “تقرير التنمية البشرية الأفريقية: نحو مستقبل غذائي آمن”، إلى اتباع نهج واسع النطاق من أجل التصدي لتحقيق الأمن الغذائي. وأوصى التقرير بزيادة الإنتاجية الزراعية عبر تطبيق سياسات تمكن المزارعين، خاصة النساء، من زيادة إنتاجية الأراضي، وتوفير تغذية وخدمات صحية أكثر فعالية، واتخاذ تدابير لخفض فرص التعرض للكوارث والصراعات، وتحقيق التمكين والعدالة الاجتماعية.
وألقى التقرير بالضوء على الجهد الحكومي في السنغال، حيث جاهدت الحكومات من أجل خفض معدلات سوء التغذية من 34 إلى 20% في الفترة بين عامي 1990 و2005. ودعا التقرير إلى زيادة الاستثمارات الكبيرة بشكل عاجل، لتحقيق مكاسب للتنمية البشرية. وأشار جيتو إلى أن “لدى أفريقيا المعرفة والتكنولوجيا ووسائل القضاء على الجوع وانعدام الأمن الغذائي”.
عدد اليوم
