القراصنة يمهلون مالكي الناقلة السعودية 10 أيام

حدد القراصنة الصوماليون الذين يحتجزون ناقلة النفط السعودية الضخمة ''سيريوس ستار'' أمس مهلة 10 أيام لتسليم فدية قيمتها 25 مليون دولار، وهددوا بتحرك ''كارثي'' في حال انقضاء المهلة· في وقت دفع المجتمع الدولي بالمزيد من السفن الحربية الى قبالة سواحل الصومال سعيا لمكافحة أعمال القرصنة· ونسبت وكالة ''فرانس برس'' إلى أحد القراصنة ويدعى محمد سعيد قوله في اتصال هاتفي من على متن ناقلة النفط ''نطلب 25 مليون دولار من المالكين السعوديين للناقلة··لا نريد أن تستمر المفاوضات إلى ما لا نهاية لتسوية المسألة''· وأضاف ''إن السعوديين لديهم 10 أيام لتلبية هذا الطلب وإلا سنقوم بتحرك قد يكون كارثيا''· ويحتجز القراصنة الناقلة السعودية المحملة مليوني برميل من النفط الخام إي ما يوازي 300 ألف طن منذ السبت الماضي· وترسو الناقلة التي تقدر قيمة حمولتها بـ100 مليون دولار منذ الثلاثاء في ميناء هرارديري الصغير شمال مقديشو· وتمكنت إيران من جانبها من الاتصال بالسفينة التي خطفها القراصنة الثلاثاء في مضيق عدن وكانت تحمل علم هونج كونج، وأكدت أن أفراد طاقمها سالمون· وقالت وكالة الأنباء الإيرانية ''إن خلية الأزمة في شركة الجمهورية الايرانية للخطوط البحرية أعلنت عن حصول أول اتصال مع ديلايت منذ أن خطفها القراصنة''، وأضافت ''أن المسؤولين سيبذلون كل ما هو ممكن للإفراج عن السفينة وافراد طاقمها الخمسة والعشرين''· الى ذلك، أعلنت القوات البحرية الروسية التي سبق أن أرسلت سفينة حربية إلى المنطقة أنها سترسل مزيدا من القطع العسكرية· وقال الأدميرال فلاديمير فيستوتسكي ''بعد السفينة انتريبيد، ستتوجه سفن حربية اخرى الى المنطقة··هذا الأمر ضروري بسبب الوضع الذي تدهور في جوار القرن الافريقي وفي خليج عدن، حيث يكثف القراصنة تحركاتهم''· والتقى قائد السفن الحربية الروسية في البلطيق اوليج جورينوف على متن ''انتريبيد'' قائد القوات الفرنسية في المحيط الهندي الاميرال جيرار فالا· وقال المتحدث الروسي ايجور ديجالو إن البحث تركز على جهود التنسيق لمكافحة القرصنة في القرن الافريقي''· في وقت نقلت صحيفة ''جازيتا'' الروسية الصادرة امس عن مصدر في البحرية قوله ''إن العديد من الدول طلبت من البحرية الروسية تقديم مساعدة في هذا الأمر''· فيما أعرب السفير الروسي لدى حلف شمال الاطلسي (الناتو) ديمتري روجوسين عن استعداد بلاده التعاون مع الاتحاد الاوروبي والناتو من اجل التصدي للقراصنة· وأكد وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أن بلاده تعد قواتها البحرية للمشاركة في جهود مكافحة القرصنة في خليج عدن· وأعرب عن أمله في أن تتخذ بلاده قرارا بهذا الشأن خلال الأيام المقبلة· ومن المنتظر أن تبدأ مهمة الاتحاد الأوروبي لمكافحة القرصنة قبالة سواحل الصومال في الثامن من ديسمبر المقبل· لكن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) اعتبرت أن المقاربة العسكرية غير ملائمة· وقال المتحدث باسمها جيف موريل ''تستطيع كل القــــــــوات البحرية في العالم نشــــــر كل ســــــفنها في تلك المنطقة، لكن هذا الامر لن يحل المشكلة البتة''، مقترحا بدلا من ذلك ان تبـــذل الشركات البحرية جهودا أكبر لحماية سفنها· من جهته، قال الأمين العام لحلف ''الناتو'' ياب دي هوب شيفر أمس إن الخطر الذي تمثله القرصنة قبالة القرن الافريقي ومناطق اخرى هو تحد خطير للغاية يجب أن يتصدى له المجتمع الدولي· وأوضح أن سفن الحلف الحربية ترافق بالفعل شحنات المساعدات الغذائية للصومال وتنظم دوريات في خليج عدن، لكنه لا يرى ضرورة لاشتراك الحلف في أي عمليات برية ضد قواعد القراصنة في المنطقة· وأكد شيفر أن الحلف ملتزم بتحسين الأمن في أفريقيا، لكنه ينتظر من الدول الافريقية أن تقود المعركة ضد عمليات القرصنة التي تجري قبالة شواطئها· وقال ''هذه القارة بها الكثير من المشاكل حتى الآن، لكن قناعتي القوية هي أنه على الأفارقة أن يكونوا في المقدمة خلال البحث عن حلول لهذه المشاكل لا الآخرون''· ودعا وزير دفاع غانا البرت كان دابا من جانبه الى تعاون وثيق بين الاتحاد الافريقي ومنظمات اقليمية مثل المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا لمحاربة القرصنة قبالة سواحل افريقيا الغربية· وقال ''نحتاج الى عمل منسق لمواجهة هذه التحديات من خلال العمل عن كثب لتبادل المعلومات عن أفضل طريقة لتغيير هذا الوضع غير الامن''، معتبرا انه ما من دولة ستكون قادرة وحدها على حل هذه المشكلة