الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الشراكات والاستثمار في التقنية والكوادر دفعت «مصدر» إلى الريادة عالمياً

الشراكات والاستثمار في التقنية والكوادر دفعت «مصدر» إلى الريادة عالمياً
16 أغسطس 2017 23:07
الاتحاد (خاص) أكد بدر اللمكي، المدير التنفيذي لإدارة الطاقة النظيفة في «مصدر»، أن الشركة رسخت لنفسها على مدى عقدٍ من الزمن مكانةً متقدمةً ضمن اللاعبين الرئيسين في قطاع الطاقة المتجددة محلياً وإقليمياً وعالمياً. وانطلاقاً من سعيها الدائم للاستثمار في التكنولوجيا المتقدمة على نطاق واسع، حرصت الشركة على بناء علاقات شراكة قوية مع أبرز الشركات العالمية في هذا القطاع بهدف المساهمة في تطوير مشاريع مبتكرة ومجدية اقتصادياً. وقال لـ «الاتحاد» على هامش استكمال تركيب التوربين الخامس لمشروع «هايويند سكوتلاند»، أول محطة عائمة لطاقة الرياح البحرية في العالم:«أن مشاركة«مصدر» في هذا المشروع تؤكد مسيرة الابتكار التي تنتهجها الشركة منذ تأسيسها بما يتماشى مع توجهات دولة الإمارات الرامية إلى تعزيز وتطبيق استراتيجية الابتكار وتوظيف التقنيات الحديثة في مختلف المجالات». وأشار اللمكي إلى أن هذا التعاون مع شريكنا «ستات أويل» يمثل فرصة مهمة لتبادل الخبرات وتمكين الكوادر المحلية من الاطلاع على أحدث التقنيات في مجال الطاقة المتجددة مما يعود بالفائدة على تنمية هذا القطاع الحيوي في دولة الإمارات، موضحاً أن «مصدر» حرصت في معظم مشاريعها الدولية على إيفاد موظفيها الشباب للمشاركة في مختلف عمليات تطوير تلك المشاريع واكتساب المعرفة اللازمة التي تؤهلهم لريادة هذا القطاع في المستقبل. ميزات المحطة وحول ما يميز هذا المشروع قال اللمكي:«تبلغ القدرة الإنتاجية لمحطة«هايويند سكوتلاند»30 ميجاواط، وتشغل مساحة أربعة كيلومترات مربعة تقريباً، من منطقة بحر الشمال التي يبلغ متوسط سرعة الرياح فيها نحو 10 أمتار في الثانية. ومن المقرر الانتهاء من أعمال الإنشاءات في المحطة خلال الربع الأخير من العام الجاري، حيث ستولّد كهرباء نظيفة تكفي لتزويد 22 ألف منزل في المملكة المتحدة باحتياجاتها من الطاقة». وأوضح اللمكي أن محطة هايويند سكوتلاند تشكّل مرحلة جديدة من الابتكار الذي تشهده تقنيات طاقة الرياح البحرية، لما تنطوي عليه هذه المحطة من ميزات تقنية وتصميم فريد، فضلاً عن مرونتها وقدرتها على الوصول إلى موارد الرياح العالية بعيداً عن الشاطئ مما يحد من ظهورها ورؤيتها. وأضاف اللمكي أن إجراءات التثبيت البحرية تعد بسيطة، حيث تتطلب توربينات الرياح العائمة معدات أقل، مما يجعلها أكثر فعالية من حيث التكلفة، وقادرة على توليد المزيد من الكهرباء بكفاءة كبيرة، مشكلةً بذلك المرحلة التالية في تطور صناعة توليد طاقة الرياح البحرية. التوربينات الخمسة وبين اللمكي أن تركيب توربينات الرياح الخمسة التي تتألف منها محطة «هايويند سكوتلاند» في منصاتها العائمة يعد إنجازاً هندسياً متميزاً، حيث يزن كل برج حامل للتوربينات 12 ألف طن، ويصل قُطر مسار الريشات الدوّارة إلى 154 متراً، أي ما يعادل نحو ضعف طول جناح طائرة «إيرباص إيه 380»، بينما يبلغ طول التوربينات 253 متراً (منها 78 متراً تقع تحت سطح الماء)، وهو ما يعادل نحو ثلاثة أرباع ارتفاع برج إيفل. وأضاف:«لقد تم تصميم هذه التوربينات بحيث تقاوم ارتطام أمواج مياه المحيط حتى ارتفاع لا يقل عن 20 متراً وسرعة مياه تتجاوز 40 متراً في الثانية». مراحل تطوير محطة «هايويند سكوتلاند» وأُعلن في 19 يوليو 2017 عن إبحار أول توربين رياح من أصل توربينات الرياح الخمسة التي تتألف منها محطة «هايويند سكوتلاند» العائمة لطاقة الرياح البحرية، من مكانه في منطقة ستورد النرويجية، ليصل إلى مقصده الذي يبُعد 25 كيلومتراً شرق ساحل بيترهد في أبدردينشاير في اسكتلندا. وتم سحب تلك التوربينات واحدة تلو الأُخرى إلى المياه الأسكتلندية، حيث استغرقت رحلة نقل كل توربين من التوربينات الخمسة قرابة 4 أيام عبر بحر الشمال. واستغرقت عمليات تثبيت كل توربين من 2 إلى 3 أيام للتوربين الواحد. وستعمل محطة «هايويند سكوتلاند» العائمة لتوليد الكهرباء عبر طاقة الرياح البحرية، من خلال توربينات رياح يتم تركيبها على أعمدة من الصلب مُثبتة في قاع البحر من خلال ثلاث ركائز للرسو. وقد أثبت مشروع تجريبي تم تنفيذه بالقرب من «كارموي» في النرويج مدى فاعلية التكنولوجيا التي تقوم عليها فكرة المحطة، كما تم إجراء العديد من الاختبارات على مدى ست سنوات في بحر الشمال، ليتم التحقق بشكل معمق من الفكرة والتصور للمشروع، حيث جاءت نتائج هذه الاختبارات لتفوق التوقعات. إنجازات «مصدر» تمثل «هايويند سكوتلاند»، وهي ثمرة شراكة بين «مصدر» وشركة «ستات أويل»، أحدث مثال على التزام دولة الإمارات توسيع سبل الحصول على أشكال جديدة من الطاقة المتجددة، وقد استهدفت الشركة تطوير مشاريع طاقة رياح حيوية تنتشر في منطقة الشرق الأوسط، وتمتد من المحيط الهادئ وصولاً إلى أوروبا. وكانت باكورة هذه المشاريع «مصفوفة لندن» لطاقة الرياح البحرية في المملكة المتحدة، أكبر محطة لطاقة الرياح البحرية والتي تقع عند مصب نهر التايمز، ودخلت حيز التشغيل في عام 2013. وتصل سعة المحطة، التي تتضمن 175 توربيناً، إلى 630 ميجاواط وهو ما يكفي لإمداد أكثر من نصف مليون منزل بالطاقة، وبالتالي منع انبعاث 1.146 مليون طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنوياً، بما يتماشى مع توجهات «مصدر» الرامية إلى المساهمة في الحد من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون وبالتالي الحد من تداعيات تغير المناخ. وكونها من الشركات الرائدة في مجال الطاقة المتجددة والنظيفة، أولت «مصدر» اهتماماً خاصاً لنشر مشاريع طاقة الرياح، حيث تحرص الشركة على استخدام أحدث تقنيات التوربينات المتاحة لزيادة عائدات الاستثمار. ومن الأمثلة على هذا التوجه محطة دادجون، رابع أكبر محطة رياح في المملكة المتحدة، والتي من المقرر أن تدخل مرحلة التشغيل أواخر العام الجاري، حيث سيتم استخدام تقنية مولدات الكهرباء الموصولة مباشرة مع توربينات الرياح. وتسهم هذه التقنية في تحسين موثوقية التوربينات عن طريق الحد من احتمال تعطل عمل علبة التروس. كما يزيد التصميم البسيط لمحرك التوربينات الموصول مباشرة بمولدات الكهرباء من الإقبال على استخدامه ليس فقط في توربينات محطات طاقة الرياح البرية التي تسهم هذه التقنية بزيادة فترة عملها الافتراضية مع تقليل تكاليف التشغيل، ولكن خصوصاً في محطات الرياح البحرية والتي تشكل عمليات الصيانة فيها تحدياً كبيراً. وإلى جانب ذلك يساعد استخدام أحدث التطورات التقنية أيضاً على جعل تكلفة الطاقة الناتجة من الرياح أقرب إلى تكلفة الطاقة الناتجة عن الوقود الأحفوري. محطة سيشيل تنير 2100 منزل أبوظبي (الاتحاد) تساهم محطة الرياح في سيشيل، والتي ساهمت مصدر في بنائها أول مارس 2012 والتي تبلغ قدرتها 6 ميجاواط والواقعة في بورت فكتوريا، في تفادي إطلاق 10 آلاف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنوياً، فضلاً عن تزويد أكثر من 2100 منزل بالكهرباء النظيفة. أما على المستوى الإقليمي، تشكل محطة الطفيلة، أول وأكبر محطة لتوليد الكهرباء من طاقة الرياح على نطاق تجاري كبير في الشرق الأوسط، وتعد المحطة التي تملكها وتديرها شركة مشروع رياح الأردن، ثمرة شراكة بين «مصدر»، و«إنفراميد»، و«إي بي جلوبال إنيرجي» وتبلغ قدرتها المركبة 117 ميجاواط وحجم إنتاجها السنوي 390 جيجاواط، وهي تساهم في خفض الانبعاثات الكربونية بمعدل 235 ألف طن سنوياً، وتساهم في تزويد 83 ألف منزل بالكهرباء النظيفة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©