في حياتنا أشخاص كأشجار السنديان ثابتون يكافحون في حياتهم يعملون بإخلاص، سعادتهم بإسعاد الآخرين: إخوتهم، أخواتهم، أصدقاؤهم، طلابهم، وكل من هم حولهم، اعتادوا العطاء، بصمت يتحملون ويتحملون بلا شكوى .. هم من يجعلون لحياتنا طعماً ومعنى، آباء يعملون ليل نهار أحياناً، يستسهلون الصعب ولا يعرفون التعب يستمرون على الرغم من أنهم ربما لا يستطيعون الوقوف، ولكنهم يواصلون العمل من أجل إسعاد أبنائهم، ولا يعرف الأبناء قدر تضحيات آبائهم، إلا عندما يتزوجون وينجبون أبناء، ويصبحون آباء.. هل تتصور أنك لم تقل يوماً لأبيك أو أمك أحبك؟! عشت معهما طوال حياتهما ولم تقلها يوماً!
توفي والد صديق لي وقد كان هذا الأب مثالاً للتضحية من أجل أبنائه وكل الناس فقد كان معلماً، خرج أجيالاً من بناة الوطن، فقال صديقي وهو يبكي بمرارة ويجهش بالبكاء:
في نفسي حسرة أنني لم أقل لوالدي يوماً أحبك، وما يؤلمني أكثر أنني لم أقلها له وهو على فراش الموت فقد لفظ أنفاسه الأخيرة بين يدي ولم أقلها له.. صحيح أنه يعرف أني أحبه قولاً وعملاً، فلم أرفض له يوماً طلباً، وحاولت ما استطعت أن أكون باراً به.. ولكنني نادم على أنني لم أقلها له، وستبقى حسرة في نفسي حتى الموت، وسأوصي ابني بألا يخجل من التعبير عن حبه لمن يحبه أباً وأماً وأخاً وصديقاً وجاراً.. فالتعبير عن الحب ليس ضعفاً، وهو يزيد الروابط ويمتنها، فإن أحببت شخصاً كائناً من كان فقل له أحبك..
إسماعيل حسن
عدد اليوم
