الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإسلام وضع أحكاماً لإنشاء الأسرة واستمرار علاقات أفرادها

الإسلام وضع أحكاماً لإنشاء الأسرة واستمرار علاقات أفرادها
16 مايو 2013 21:50
أوضح علماء الدين أن نظام الأسرة في الإسلام متكامل ويستمد أحكامه من القرآن الكريم والسنة النبوية وإجماع الصحابة ويتصل اتصالاً مباشراً بحياة الفرد والجماعة والمجتمع، وأن الإسلام وضع أحكاماً لإنشاء الأسرة واستمرار علاقات أفرادها، ووضع لها من الأحكام ما يجعلها متميزة في كيانها وشخصيتها وعلاقاتها وأخلاقها وأهدافها، حتى لا ينهدم هذا البناء القوي، وينهار ويؤدي إلى التفكك الأسري. أحمد شعبان (القاهرة) - أصدرت دار الإفتاء المصرية مؤخراً موسوعة جديدة بعنوان: «دليل الأسرة في الإسلام»، أعدتها مجموعة من الباحثين الشرعيين والاجتماعيين، لتكون مرجعاً لكل شخص لتجنب المشكلات الأسرية وحلها، والموسوعة ترصد أبرز المشكلات الأسرية وتقدم اقتراحات وحلولاً شرعية ونفسية واجتماعية لها، وخاصة التفكك الأسري ومشكلة كفالة الطفل مجهول النسب والأسرة البديلة والتحرش الجنسي. وحول اهتمام الإسلام بالأسرة، قال مفتي الديار المصرية السابق الدكتور علي جمعة، إن الأسرة في الإسلام لها شأن عظيم لأنها الخلية الأساسية في المجتمع وأهم جماعاته الأولية،وقال تعالى: (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً)، «سورة النساء، الآية 1»، فهي الأساس الذي بقدر ما يكون راسخاً متيناً، يكون صرح المجتمع شامخاً منيعاً ومن ثم كانت عناية الإسلام بالأسرة عناية بالغة. شروخ أسرية وأضاف: كي تؤدي الأسرة وظائفها كما ينبغي لا بد من أن تقوم على دعائم قوية وأسس ثابتة بحيث إذا غابت تلك الدعائم صارت كياناً ضعيفاً قابلاً للكسر، وهذه الدعائم والأسس تتمثل في أحكام الشرع الشريف التي شملت الأسرة في كل مراحلها وأحوالها، وعلى الرغم من هذا السياج المتين أصيبت العلاقة القائمة بين الأزواج بالشروخ والتصدعات في الآونة الأخيرة، وألقت بظلالها القاتمة على علاقة الأبناء بالآباء مما يهدد أمن الأسرة وسلامتها. وتفصيلاً، أوضح أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر الدكتور أحمد محمود كريمة أن نظام الأسرة في الإسلام يستمد أحكامه من القرآن الكريم والسنة النبوية، ويتصل اتصالاً مباشراً بحياة الفرد والجماعة والمجتمع ووضع الإسلام للأسرة أحكاماً من شأنها إنشاء الأسرة واستمرار علاقات أفرادها، ووضع لها من الأحكام ما جعلها نظاماً متكاملاً لأسرة متميزة في كيانها وشخصيتها وعلاقاتها وأخلاقها وأهدافها، ومنها الهدف الاجتماعي للأسرة لتحقيق الأخوة والمحبة والرحمة والتعاون بين أفراد الأسرة والمجتمع، قال تعالى (إنما المؤمنون إخوة)، «سورة الحجرات، الآية 10»، والأسرة في الإسلام لها هدف أخلاقي، فالزواج أهم وسيلة لتحصين الإنسان من الفساد والبعد عن ارتكاب الفواحش وفي مقدمتها الزنى، كما أن التشريع الإسلامي يهدف من تكوين الأسرة المسلمة إلى المحافظة على صحة أفراد المجتمع من الأوبئة التي تحل بهم، بسبب ترك الزواج والأمراض الناجمة عن الفاحشة. أهلية الشاب وأشار إلى أن الممارسات الواقعية تشير إلى أن الدين لم يعد معياراً لتقييم أهلية الشاب المقبل على الزواج، بعد أن تحول الزواج إلى مشروع مادي واجتماعي فساعد على تفاقم مشكلة التفكك الأسري، بعد أن أصبحت الأهلية للزواج مرتبطة بوظيفة الزوج ومكانته الاجتماعية وراتبه الشهري ورصيده في البنك وممتلكاته وقدرته على الإنفاق بسخاء، وبذلك لم يعد مفهوم الزواج في الأسر المسلمة مختلفاً عنه في الأسر غير المسلمة نظراً لضياع المقاصد الشرعية من الزواج الأمر الذي سرعان ما يفضي إلى تفكك البناء الأسري، والإسلام أوجب على الزوج النفقة على أسرته بما يكفل لأفرادها الحياة الكريمة ويؤمن احتياجاتهم الأساسية من طعام وشراب ومسكن وغيرها مما يقضي به الشرع مصداقاً لقوله سبحانه وتعالى: (وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف لا تكلف نفس إلا وسعها)، «سورة البقرة، الآية 233»، ويعد الفقر والبطالة في كثير من المجتمعات مسؤولين عن الأزمات الأسرية إذ يؤديان إلى عدم إشباع الحاجات لأفراد الأسرة، وقد يدفعان الأب إلى ممارسة بعض أشكال الانحرافات السلوكية كالإدمان هروباً من مواجهة المسؤولية، وقد يؤدي الفقر إلى تشرد الأبناء أو مزاولتهم التسول في ضوء الحاجة المادية أو العمل في سن مبكرة. الأسس الشرعية وحول أسباب التفكك الأسري الذي يعاني منه كثير من الأسر الآن، أشار رئيس قسم الشريعة الإسلامية بكلية دار العلوم جامعة القاهرة الدكتور محمد نبيل غنايم إلى أن كثيراً من الأسر المسلمة لا تلتزم ببعض الأسس الشرعية عند الزواج، مع أنه يجب أن يبنى الزواج على أسس شرعية حتى يكون بناؤه صلبا ينعم في ظله الزوجان بالمودة والسعادة، ويكون من ثماره الذرية الصالحة ومن هذه الأسس الشرعية ما يتعلق باختيار الزوجة الصالحة واختيار الزوج الصالح والرضا الزواجي، فحسن الاختيار له دور حاسم في مستقبل الحياة الزوجية واستقرارها وأمن الأسرة وسلامة النسل وقد ورد عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قوله: «تخيروا لنطفكم وانكحوا الأكفاء وأنكحوا إليهم»، وقال تعالى في اختيار الزوجة الصالحة: (ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم)، «سورة البقرة، الآية 221»، ويقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك»، وفي ذلك توجيه المقبلين على الزواج لاختيار الزوجة على أساس الدين والعقيدة. وأوضح أن الممارسات الواقعية تشير إلى أن اختيار الزوجة لا يبنى في أغلب الأحوال على الأسس الشرعية من حيث اعتماد معيار الدين أساساً في الاختيار، بل تحول هدف معظم المقبلين على الزواج إلى معايير أخرى كجمال المرأة والمكاسب المادية أو الاجتماعية التي سيحققها الزواج والمصاهرة، فأصبح الزواج مشروعاً مادياً دون الغاية الأسمى، وهي تكوين الذرية الصالحة والتحصين من المفاسد وحذرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من اختيار الزوجة على أساس آخر غير الدين بقوله: «من تزوج امرأة لمالها لم يزده الله إلا فقراً ومن تزوج امرأة لحسبها لم يزده الله إلا دناءة، ومن تزوج امرأة ليغض بصره ويحصن فرجه أو يصل رحمه بارك الله له فيها وبارك فيه»، وكذلك الحال في اختيار الزوج إذ ينصح الإسلام باختيار الزوج ذي الدين والخلق مصداقاً لقوله- صلى الله عليه وسلم: «إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير»، وقال رجل للحسن بن علي: إن لي بنتاً فمن ترى أن أزوجها له؟ فقال: زوجها ممن اتقى الله فإن أحبها أكرمها وإن أبغضها لم يظلمها».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©