الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الواسع.. الكثير العطاء الذي عمت رحمته كل مؤمن وكافر

الواسع.. الكثير العطاء الذي عمت رحمته كل مؤمن وكافر
16 مايو 2013 21:51
أحمد محمد (القاهرة) - الله الواسع وسع علمه جميع المعلومات، والمخلوقات، ووسعت قدرته المقدورات ووسع إحسانه جميع الخلائق وهذا الاسم الإلهي يتصل بمعظم أسماء الله الحسنى، فهو الذي لا يشغله معلوم عن معلوم، ولا شأن عن شأن، ولا مسموع عن مسموع، ولا دعاء عن دعاء، ولا يمنعه إغاثة ملهوف عن إغاثة غيره، لو أن الخلق دعوه في لحظة واحدة لأجابهم معاً. مضاعفة الأجر ورد اسم الله الواسع في القرآن الكريم ثماني مرات منها قوله تعالى: (ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله إن الله واسع عليم)، «البقرة: الآية 115»، وقوله تعالى: (والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم)، «البقرة: الآية 247»، وقوله: (والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم)، «البقرة: الآية 261»، وقوله: .... (قل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم)، «آل عمران: الآية 73»، وقوله سبحانه: (.... ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم)، «المائدة: الآية 54»، وقوله: (إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم)، «النور: الآية 32». وقال الأمام السعدي رحمه الله إن الله سبحانه وتعالى واسع يسع خلقه كلهم بالكفاية والإفضال والجود والتدبير، فهو الغني الذي وسع رزقه جميع خلقه، فلا أحد إلا هو يأكل من رزقه، ووسعت رحمته كل شيء وغناه كل فقر، وهو الكثير العطاء الذي يسع لما يُسأل، المحيط بكل شيء فالواسع يتضمن من المعنى ما لا يتضمنه الغني، حيث إنه واسع الفضل والرحمة التي عمت كل شيء، وأحاط علمه بكل شيء. واسع العظمة والله الواسع الصفات والنعوت، لا يحصي أحد ثناء عليه، كما أثنى على نفسه، وهو واسع العظمة والسلطان والملك، واسع الفضل والإحسان، عظيم الجود والكرم ومن سعته وفضله مضاعفة الأعمال والطاعات، الواحدة بعشر إلى سبعمائة إلى أضعاف كثيرة بغير عدد ولا حساب ومن سعته ما احتوت عليه دار النعيم من الخيرات والمسرات والأفراح واللذات مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. فخير الدنيا وألطافها من فضله وسعته، وجميع الأسباب والطرق المفضية إلى الراحات والخيرات كلها من فضله وسعته. وقال القرطبى «الواسع»، أي يوسع على عباده في دينهم ولا يكلفهم ما ليس في وسعهم فما من عزيمة إلا ومعها رخصة والأمر إن ضاق على الناس وسعه الله عليهم ومصداق ذلك من كتاب الله قوله: (يريد اللَّه بكم اليسر ولا يريد بكم العسر)، «البقرة: الآية 185». واسع بفضله وقال الحليمى «الواسع» معناه الكثير مقدوراته ومعلوماته المنبسط فضله ورحمته، وهذا تنزيه له من النقص والعلة واعتراف له بأنه لا يعجزه شيء ولا يخفى عليه شيء ورحمته وسعت كل شيء. قال ابن جرير: «إن الله واسع عليم» يعنى جل ثناؤه يسع خلقه كلهم بالكفاية والإفضال والجود والتدبير واسع بفضله فينعم به على من أحب، ويريد به من يشاء. والواسع من أسماء الله الكثير العطاء الذي عمت رحمته كل مؤمن وكافر وكل بر وفاجر، وهو الغني الكامل، وهو من لا نهاية لبرهانه ولا غاية لسلطانه ولا حد لذاته وأسمائه وصفاته فلا ساحل لبحر معلوماته ولا نهاية لمقدوراته التي لا تتناهى، فهو سبحانه وتعالى الواسع المطلق واسع في علمه فلا يجهل واسع في قدرته فلا يعجل واسع فلا يعزب عنه أثر الخواطر في الضمائر واسع فلا يحد غناه ولا تعد عطاياه. واسع المغفرة ومن صور السعة في الله سبحانه أنه عز وجل واسع في رحمته، فقال: (ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون)، «الأعراف: الآية 156»، واسع المغفرة قال: (إن ربك واسع المغفرة)، «النجم: الآية 32»، واسع الملك فقد وسع الله ملكه على خلقه فوسع الأرض، وقال تعالى: (للذين أَحسنوا في هذه الدنيا حسنةٌ وأرض اللَّه واسعة)، «الزمر: الآية 10»، وعن ابن عباس أن الأرض في السماء الأولى كحلقة في فلاة وأن السماء الأولى في الثانية كحلقة في فلاة وهكذا كل سماء في التي تليها حتى قال والسموات السبع في الكرسي كحلقة في فلاة والكرسي في العرش كحلقة في فلاة. والله واسع في رزقه قال: (إن يكونوا فقراء يغنهم اللَّه من فضله واللَّه واسع عليم)، «النور: الآية 32»، واسع في علمه وعلم الله من أعظم الصفات التي تجلت فيها سعة الله وأكثر الأسماء التي اقترنت باسم الواسع هو «العليم»، فقد قال سبحانه: (ربنا وسعت كل شيء رحمةً وعلما)، «غافر: الآية 7».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©