صعد الفنانون والضيوف عصر أمس الأول سلم مهرجان كان السينمائي للمرة الأولى تحت زخات المطر الشديد وغابة من المظلات، مما منع أحياناً من رؤية الفساتين الطويلة الأنيقة التي ارتدتها المدعوات. وقد صاح المعجبون الذين تجمعوا أمام سلم المهرجان فرحاً عند رؤيتهم ليوناردو دي كابريو يترجل من سيارته، ويتقدم لإلقاء التحية على بعضهم، معلناً افتتاح الدورة السادسة والستين لمهرجان كان، بحضور حشد من المدعوين في قصر المهرجانات بمدينة كان، قبل أن يعرض فيلمه «ذي جريت جاتسبي» خارج إطار المسابقة.
كان (ا ف ب) - شهد حفل افتتاح مهرجان كان دعوة الممثلة الفرنسية اودري توتو، وليوناردو دي كابريو، والممثل الهندي أميتاب باكاكان شريكه في «جاتسبي»، من إخراج باز لورمان إلى خشبة المسرح، وقد ارتدت توتو فستاناً بثنيات، وصفها الحاضرون بالجميلة، وذكرت في كلمتها أنها كانت في سن الخامسة عند عرض فيلم «اي تي»، في لفتة إلى رئيس لجنة التحكيم ستيفن سبيلبرج، وقالت «السينما لا تدعك تخرج في الوضع نفسه الذي دخلت فيه». وصفق الحضور وقوفاً مطولاً لستيفن سبيلبرج، الذي قال «لقد كبرت مع هذا المهرجان، فهو في دورته السادسة والستين، وأنا في السادسة والستين».
نجوم
وسبق فريق الفيلم الكثير من النجوم، بدءاً بأعضاء لجنة التحكيم، ومن بينهم الأسترالية نيكول كيدمان، والمخرج التايواني انج لي، والممثل النمسوي كريستوف فالتس.
ووقف في أعلى الدرج المندوب العام للمهرجان تييري فريمو، ورئيس المهرجان جيل جاكوب، لاستقبال النجوم، ومن بينهم جوليان مور، وسيندي كروفورد.
وبعد عرض تواصل السهر مع عشاء رسمي أشرفت عليه بعناية الطاهية آن- صوف بيك، المرأة الوحيدة في فرنسا المكللة بثلاث نجوم ميشلان، التي تمنح لطهاة العالم، والطاهي برونو أوجيه، الحاصل على نجمتين.
ووسط التصفيق دخل ستيفن سبيلبرج، وتلته نيكول كيدمان مبتسمة، وقد ارتدت فستاناً طويلاً من دون أكمام لفت الأنظار، ودخل بعد ذلك فريق فيلم «ذي جريت غاتسبي» بالكامل. وقسى النقاد الأميركيون أحياناً على الفيلم الذي بدأ عرضه قبل أيام من افتتاح مهرجان كان، إلا أن مخرجه الأسترالي باز لورمان قلل من أهمية هذه التعليقات السلبية، موضحاً «عندما كتب فيتزجيرالد هذا الكتاب وصف بأنه مهرج».
احتفالات
وأوضح المخرجان التايواني انج لي، والروماني كريستان مونجيو، أنهما يبحثان قبل كل شيء عن «النزاهة» لدى المخرج، وأعرب سبيلبرج عن فرحته لكونه في وسط أسبوعين من الاحتفالات بالسينما، وليس أسبوعين من المنافسة. وقالت نكول كيدمان التي ارتدت فستاناً أسود أنيقاً إنها سعيدة «للبقاء طوال فترة المهرجان» للمرة الأولى، وهو أمر غير ممكن عندما يأتي المخرج أو الممثل لتقديم فيلمه. وبدأ أمس عروض الأفلام المنافسة على السعفة الذهبية، وأبرزها جون ايه جولي «فتية وجميلة» للفرنسي فرنسوا اوزون، و«هيلي» للمكسيكي امات ايسكالينتي.
ويتنافس في المسابقة الرسمية 20 فيلماً، تتمحور على قصص حميمية أكثر منها المواضيع السياسية الكبرى، كما في سنوات سابقة.
السعفة الذهبية
ويتواجه الأميركيون ستيفن سدربرج، والشقيقان كوين، والفرنسي-البولندي رومان بولانسكي الذين سبق أن فازوا بالسعفة الذهبية في المهرجان، مع مواهب أكيدة، وأخرى واعدة، اختارها المندوب العام للمهرجان تييري فريمو، وبينهم الدنماركي نيكولاس واندينج ريفين «اونلي جاد فورجيفز» من بطولة راين جوسلينج، والأميركي جيمس غراي ذي اميجرانت من بطولة ماريون كوتييار)، والإيراني أصغر فرهادي «الماضي» مع بيرينيس بيجو وطاهر رحيم، والفرنسي-التونسي عبد اللطيف كشيش ««لا في داديل» من بطولة ليا سيدو.
وبما أن مهرجان كان لا يقتصر على المسابقة الرسمية، فقد افتتحت صوفيا فورد كوبولا أمس فئة «نظرة ما»، مع فيملها الأخير «ذي بلينغ رينغ»، من بطولة إيما واتسون.
ويحضر أيضاً الفنان روبرت ريدفورد تقديم فيلم «آل ايز لوست»، من رخراج جاي سي تشاندور، «خارج إطار المسابقة» الذي يلعب فيه دور بحار يكافح من أجل البقاء في البحر.
أما الأميركية روبن رايت فتقوم ببطولة آخر أفلام اري فولمان، وهو بعنوان «ذي كونغرس»، الذي يقدم في افتتاح فئة «أسبوعي المخرجين»، الموازية للمهرجان.
ضيفة شرف
وتحل الهند ضيفة شرف على المهرجان، بمناسبة الذكرى المئوية الأولى لانطلاق السينما فيها.
ويكرم المهرجان نجوماً كباراً في أوساط الفن السابع، بينهم الان ديلون (78 عاماً)، والممثل الأميركي جيري لويس (87 عاما) الذي يقوم ببطولة فيلم يعرض خارج إطار المسابقة «ماكس روز»، وكيم نوفاك بطلة فيلم «فيرتيغو» لالفرد هيتشكوك.
ويحتضن مهرجان كان أيضاً، أكبر سوق للأفلام في العالم، مع أكثر من عشرة آلاف مشترك، من حوالى مئة بلد ويقدم خلالها أربعة آلاف فيلم، مع 1500 عرض، وقد بلغ رقم أعمال هذه السوق العام الماضي حوالى مليار دولار.
عدد اليوم
